"ديدي" الشاب خالد.. المراهقة مع نجوم التسعينيات

"ديدي" الشاب خالد.. المراهقة مع نجوم التسعينيات

01 سبتمبر 2014
"اكتشف جيلنا موسيقى "الراي" من خلال الشاب خالد"(AFP/Getty)
+ الخط -
شكّل العام 1991 منعطفاً مهمّاً في حياتنا نحن اللبنانيين. كانت السنة الاولى التي نحظى فيها بالسلام. انتهت الحرب الاهلية، لكن شبح الموت لم يغب تماماً عنّا، كل ما في الأمر أنه ابتعد قليلاً. اجتاح صدام حسين الكويت. بدأت عملية عاصفة الصحراء الأميركية في الخليج. ضرب الإرهاب الجزائر.

بدا محيطنا العربي وريثاً للدم، لم نغب عن الموت ولم يغادرنا، كانت صفحات الصحف تنقله إلينا، وكنا نصرّ على المضي في مراهقتنا تحدياً للعبته الخفية. لم يكن مفهوماً تماماً حينها ما يحدث في الجزائر بالنسبة إلينا. كأن ثمة من قرر الجنون، فراح يزرع الموت على طرقات ذاك البلد العربي الجميل.

حلّ صيف العام نفسه، فإذ بنا نستقبل نقيض ذاك الموت. حتى النقيض لم نفهمه تماماً. لكننا اخترناه وقررنا المضي معه في رحلة مفرحة. كان ذاك الشاب خالد بموسيقى "ديدي واه"، بدا كاسراً للصورة التقليدية التي تبثها الشاشات. وقف الشاب الأسمر ضاحكاً أمام فتاة ترقص في الفيديو كليب. بهجته الشديدة في أغنيته، وعيونه التي تختفي حين يبتسم، أضافت ملامح جديدة علينا لصورة شباب المغرب العربي. اكتشف جيلنا  موسيقى "الراي" من خلاله.

لم يسلم الشاب خالد من الانتقادات شأنه شأن جميع فناني جيله. ديدي واه كانت لأهلنا صعقة أصابت أبناءهم، قبل أن نفهم الكلمات كنا نغنيها كهذيان موسيقي، كنا نتمرد بالشاب خالد وكلماته السريعة.

لأن جيل التسعينيات سُمّي جيل الانقلابات الفنية والموسيقية، انقلب الشاب خالد على نقاده وقدّم أغنية أخرى كشفت عن قوة حضوره الشخصية، وهي أغنية "عايشة". فتحت نجومية الشاب خالد الباب على مصراعيه لانتشار موسيقى الراي في العالم العربي.

دخل بعده رشيد طه في أغنية "يا رايح وين مسافر" قلوب الشباب. حل العام 1999 فغنّت بيروت كلها خلف خالد وطه، بالاضافة إلى أغاني الشاب فاضل. هكذا احتل الثلاثي العربي المغاربي صدارة الأغاني.

بلغت مرحلة الإعمار في بيروت أوجها بعد الحرب في ذلك العام. الشباب الذي فاته قطار التوظيف في تلك المرحلة، سعى كغيره من جيله العربي إلى الهجرة. الهجرة في حدّ ذاتها لم تكن يوماً حكراً على الشباب المغاربي بزوارقهم التي تعبر باتجاه الجنوب الأوروبي. كلنا كنا شركاء في حلم البلد الذي يؤمن الحد الأدنى من أحلامنا.

تلك الأحلام التي اكتفت بالحد الأدنى وهو الوظيفة والعيش المعقول. كلنا في تلك الفترة من المحيط الى الخليج غنينا خلف الثلاثي "الشاب خالد وطه وفاضل" لأمهاتنا "قولوا لأمي ما تبكيش .. يا منفي .. ولفك ربي ما يخليش". مازلنا أسرى تلك الاغنية في أروقة مطارات العالم، مازال الحلم قائماً طالما أن بلادنا تنفينا على طريقتها القاسية.

دلالات

المساهمون