"زينب النفزاوية" تثير جدلاً في المغرب

"زينب النفزاوية" تثير جدلاً في المغرب

18 مايو 2014
ملصق فيلم "زينب زهرة أغمات"/المغرب
+ الخط -

أثار فيلم "زينب زهرة أغمات" الذي يسرد شخصية زينب النفزاوية، إحدى أشهر النساء في تاريخ المغرب، ويُعرض حالياً في القاعات السينمائية المغربية، جدلاً بخصوص تجسيد دور شخصية تاريخية عظيمة من طرف ممثلة شابة عُرفت بأداء أدوار "جريئة وساخنة".

وزينب بنت إسحاق النفزاوية هي زوجة أحد أعظم القادة في تاريخ المغرب الأقصى، يوسف بن تاشفين، مؤسس مدينة مراكش، وقد وصفها المؤرّخ العربي ابن خلدون بأنّها "ذات شخصية قويّة وإحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة".

وتناولت المخرجة المغربية، فريدة بورقية، مسار حياة هذه المرأة غير العادية في تاريخ المغرب في عهد الدولة المرابطية، وأسندت دورها إلى ممثلة وصفتها الصحافة المغربية بالـ"مثيرة للجدل"، هي فاطيم العياشي، إلى جانب ممثلين معروفين، منهم الفنان محمد مجد، ومحمد خيي، وفريد الركراكي.

الناقد السينمائي، الدكتور حسن بنشليخة، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن تجسيد الممثلة فاطيم العياشي لدور زينب النفزاوية يسيء لهذه الشخصية النسائية التاريخية، وإنها غير مؤهلة لتقمص دور سينمائي في غاية الأهمية. مضيفاً أنها "لم تكن موفّقة في أي مشهد ولم تمتلك أدوات التعبير، سواء في نظراتها، أو في حركاتها، أو تقاسيم وجهها".

وانتقد بنشليخة إسناد دور زوجة أسد المرابطين بالمغرب، "إلى ممثلة غير ملتزمة أخلاقياً، وسبق أن تعرّت في أفلام مثل "موشومة" للحسن زينون، و"فيلم" لمحمد أوشاور".

وأردف المتحدث أنّ "المخرجة أيضاً لم تتحكّم في زمام الفيلم نظراً لقلّة نضجها ومعرفتها بموضوع الشخصية التاريخية، فافتقر العمل للعمق، وتخلّلته العديد من مشاهد الإخراج التلفزيوني".

ولفت إلى أن "عدم إلمام المخرجة بتفاصيل تقنيات الإخراج التاريخي أفضى إلى خسارة فنية، حيث غامرت المخرجة في عالم الصورة الدرامية بسرد حياتي مبسط، وفي أجواء غير مقنعة باستخدام تقنيات لا مدلول لها، فكانت النتيجة كارثية، هدرت معها ملايين الدراهم".

في المقابل قالت الممثلة المغربية، فاطيم العياشي، لـ"العربي الجديد" إن انتقاد البعض لها فقط لأدائها دور زينب النفزاوية استناداً إلى أدوار سينمائية سابقة قامت بها، هو أمر غير منطقي، و"لا يستند إلى أي أساس سليم من أبجديات النقد والتحليل الفني".

وأوضحت الممثلة: "هناك ممثلون عالميون قاموا بأدوار مختلفة تتعلق بأنماط بشرية وشخصيات إنسانية مختلفة، لكنهم لم يتعرضوا للنقد فقط لكونهم أدّوا دوراً تاريخياً"، وضربت مثلاً الفنان الأميركي الراحل أنطوني كوين الذي قام ببطولة فيلم عن عمر المختار.

ورفضت فاطيم أن تُنعت بالممثلة التي تعتمد في تقمصها للشخصيات على جسدها فقط، أو أنها فنانة مثيرة للجدل في الأفلام التي تقوم ببطولتها، مؤكدة أن لديها أعمالاً سينمائية وتلفزيونية عديدة ليست فيها أية جرعة من الإثارة، كما أكّدت أنّها أدّت شخصية زنيب النفزاوية كما وردت ملامحها في السيناريو، مشدّدة على أن من حقّ أي ممثل اختاره المخرج أن يتقمص أية شخصية كانت شرط إتقان الدور، وأن تكون القصة جيدة".

دلالات

المساهمون