طوني أبو جودة: نحن بحاجة إلى خبراء كوميديا

طوني أبو جودة: نحن بحاجة إلى خبراء كوميديا

27 نوفمبر 2014
طوني أبو جودة: نحن بحاجة لخبراء كوميديا (العربي الجديد)
+ الخط -
تستطيع أن تجد كل شيء في الكوميديا العربية، إلا الضحك، حتى الابتسامة معدومة، وذلك بسبب انقراض النص المتقن. لكن هذا لا يمنع صمود بعض الكوميديين في هذا المجال، أمثال الكوميدي ومقدّم البرامج اللبناني طوني أبو جودة. وفي حديث خاص مع "العربي الجديد"، يشرح أبو جودة واقع الكوميديا العربية، وأعطى خمس نصائح لكتابة نص كوميدي متقن.

"لا بأس بالكوميديا العربية، إلا أنها تعاني من نقص على صعيد الحريات، إذ إن المواضيع الجنسية والسياسية ممنوعة من الذكر في النص، كما أنه لا يمكن معالجة مواضيع اجتماعية جدية، مثل موضوع المثليين، والدين والكراسي السياسية. في لبنان نعاني من تكرار الأفكار وتكرار الطرح المبتذل الخاص بالوضع السياسي وتقليد الشخصيات. أصبحت البرامج الكوميدية تعيد نفسها، حتى في المسرح، 30 سنة من التكرار، نقد شخصيات سياسية" يقول طوني أبو جودة.

يفتقر لبنان إلى نص كوميدي متنوع، على عكس الحال في العالم العربي، رغم ضيق هامش الحرية في البلدان العربية، إلا أنها ما زالت تتفوق على النص اللبناني بتنوع المواضيع.

ويتابع: "تقتصر الكوميديا في التلفزيون على البرامج السياسية الساخرة والتي تفتقر إلى النقد الاجتماعي الكوميدي السلس. وفي المسرح لا تستعمل إلا النكتة السياسية. أما على صعيد المسلسلات فما زلنا نفتقد إلى Sitcom حقيقي يتمتع بكوميديا الموقف، لا أن تحور النكتة وأن تنقسم بين شخصيتين ضمن حوار. يمكن القول إن في الماضي البعيد، نستطيع أن نتذكر مسرح مروان نجار أو سينما كريم أبو شقرا، ونستطيع أن نمدح حاليا جورج خباز، فهو من الأشخاص الدؤوبين على تحسين الوضع الكوميدي في لبنان".

قدم أبو جودة خمس نصائح لكتابة نص كوميدي متقن وهي: "سهولة اللغة وبساطتها، سرعة النكتة، تنوع المشهد الكوميدي بين حركة وحوار، إغناء النص بمواقف وعدم الاكتفاء باللعب على الكلام، وأخيرا معرفة الجمهور الموجه إليه النص".

"أتابع من الكوميديين ماز جبراني من إيران، وأحمد حلمي وأحمد مكي من مصر، وناصر القصبي وفايز المالكي من السعودية، وشكران مترجى من سورية، ومنى شداد من الكويت. أما في لبنان، فأعتقد أن فادي رعيدي مجحف بحقه وبحق الجمهور، إلا أن اللوم لا يقع عليه، فالإنتاج ضعيف في لبنان، وليس هناك تشجيع أو دعم، مثلا لا تستطيع التلفزيونات أن تجمع خمسة ممثلين كوميديين من "فئة أ" في برنامج واحد، وبالتالي لا إمكانية لإعادة مجد البرنامج الكوميدي الساخر "S.L CHI". نحاول أن نتواصل مع الجيل الجديد لكسب مهارات ودم جديد في المهنة، إلا أن حس الكوميديا ومفهوم كوميديا الموقف شبه منعدم في لبنان، وهذه أزمة ستتفاقم في السنين القادمة. النص الكوميدي مفقود في الإعلانات أيضا، عدا عن الأداء التمثيلي، خصوصا "الصبايا"، اللواتي يعانين من ضعف الموهبة في الأداء واللفظ تحديداً".

الكوميديا في يومنا هذا أقرب إلى التراجيديا للأسف. يحتاج الجيل الجديد إلى فرص أكبر، ليثبت وجوده في هذا المجال، وليقدم مواضيع جديدة ومتنوعة. ولا بأس بإقامة ورشات عمل جدية مع خبراء عرب وعالميين. الشباب الجديد يستطيع إثبات وجوده، خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمثال "تلفاز 11".

دلالات

المساهمون