الكرانتيكا: طبق اخترعه الإسبان في وهران

الكرانتيكا: طبق اخترعه الإسبان في وهران

20 ديسمبر 2014
وجبة الكرانتيكا (العربي الجديد)
+ الخط -
لا يقتصر تناول أكلة الكرانتيكا الجزائريّة على الفقراء فقط، بل يتجاوز ذلك إلى كل الشرائح الاجتماعية من دون استثناء. لا يكمن السبب فقط، بأنّها تمتاز بطعم لذيذ وله خصوصية محلية عميقة، إنّما، أيضاً، لأنها جزء من ذاكرة الهوية التاريخية التي يعتني بها الجزائريون ويعتبرون الحفاظ على أصالتها من مقومات وجودهم وتوريثها للأجيال القادمة. 

تصنع الكرانتيكا من مزج الماء وطحين الحمص والملح والزيت، وقد يضاف إليها البيض أحياناً في الوصفات الحديثة. ثمّ تطهى داخل الفرن حتى تصبح ذات قوام متماسك وتتكون فوقها طبقة محمرّة خفيفة، بعدها يتم سحبها مباشرة وتقدم ساخنة، إمّا في شكل قطع مربعة لمن يرغب في تناولها بطريقة خفيفة، أو توضع داخل رغيف من الخبز، وهي الطريقة التقليدية لتقديمها، كما يتم تتبيلها بالكمّون لتسهيل هضمها على المعدة. ويضاف إليها عادة، صلصة حمراء حارّة تسمّى "الهريسة"، وذلك لمن يرغب في تجربة طعمها بنكهتها الإسبانية الأصليّة. وقد يلجأ آخرون إلى إضافة الجبن والمايونيز والكاتشاب والزيتون، ومختلف النكهات الأخرى.

يعود تاريخ اختراع أكلة الكرانتيكا إلى القرن السادس عشر، وإلى الحصن الأثري سانتا كروز الواقع على أعلى جبل المارجاجو في مدينة وهران، والذي ما زال شاهداً على ذلك العصر إلى يومنا هذا.

إذ كان معقل الجيوش الإسبانية التي فرضت سيطرتها على المدينة في ذلك الوقت. وأثناء إحدى المعارك بينهم وبين المسلمين الذين كانوا يحاولون فتح المدينة، تم حصار الجيش الإسباني مما أجبره على البقاء داخل الحصن حتى نفد الطعام من المخازن. ولم يبق منه سوى طحين الحمص الذي لم يكن عادة ذا أهمية تذكر. وأمام الجوع الشديد والحاجة إلى الغذاء، اخترع الجنود الإسبان هذه الأكلة وطبخوها بما بقي لديهم من ملح وماء، ليكتشفوا أنّها ذات طعم طيّب. فانتشرت منذ ذلك الحين، وامتدت من وهران إلى جميع المدن الجزائرية الأخرى لتكون جزءاً من عطر ذاكرة التاريخ الذي ما زال يعبق في حصن سانتا كلوز وعلى شواطئ تلك المدينة الساحرة.

المساهمون