أهِيَ جثة المراهقة "أليس" في النهر؟

أهِيَ جثة المراهقة "أليس" في النهر؟

01 أكتوبر 2014
ساعات الأمل الأخيرة لعائلة أليس
+ الخط -
اختفاء المراهقة أليس جروس منذ أكثر من شهر، شغل الشرطة البريطانية، في أكبر عملية بحث منذ الهجوم الإرهابي، الذي سُمي بـ"7/7"، نسبة إلى تاريخ الاعتداء، الواقع في السابع من يوليو/حزيران 2005، حين قُتل 52 شخصاً وأصيب المئات بالجروح، في أربعة تفجيرات طالت وسائل النقل في العاصمة البريطانية لندن.

خرجت أليس جروس من منزلها في منطقة "إيلينج" في لندن العاصمة البريطانية، حوالى السّاعة الواحدة بعد الظهر، في الثامن والعشرين من أغسطس/آب.

لم تعلم أليس ما يخطّط لها القدر، انطلقت ببراءة الصّغار لتمضية بعض الوقت مع الأصدقاء. وعند السّاعة الثالثة من بعد الظّهر، أرسلت رسالة نصيّة إلى والدها، وسألته فيها عمّا إذا كان أحد أفراد العائلة في المنزل، لأنّها نسيت مفتاحها، أو متى يعود من العمل كي يفتح لها الباب.

اختفت أليس في ذلك اليوم، وكانت هذه الرسالة آخر اتصال منها بعائلتها، التي صعقها خبر ضياع ابنتهم. ناشدت العائلة أليس عبر وسائل الإعلام العودة إليها، ولم تفقد الأمل؛ كون الشرطة لم تعثر عليها.

ويعتبر أرنيس زالكالنز المقيم في لندن منذ عام 2005، المشتبه به الأوّل في قضية أليس، وذلك بسبب اختفائه الغامض بعد أسبوع واحد من اختفاء أليس، في الثالث من سبتمبر/أيلول.

ما أثار التساؤلات حول ماهيّة اختفاء رجل أربعيني، ظهوره على كاميرات المراقبة، ماراً على دراجته الهوائية خلف أليس، بعد مرورها بخمس عشرة دقيقة سيراً على الأقدام، حيث اختفت في منتزه بالقرب من قناة "جراند يونيون" في غرب لندن.

قدم زالكالنز من لاتفيا موطنه الأصلي بعد تمضية سبع سنوات في السجن، بسبب قتله زوجته طعناً بالسكين، وفي عام 2009 اتّهم بالتحرّش الجنسي بمراهقة، غير أن عدم تعاون الضحية مع الشرطة أدّى إلى الإفراج عنه. 

على الرغم من البحث اليومي عن أليس وتوظيف 600 شرطي لهذه الغاية، عجزت الشرطة عن إنقاذ أليس، وجلّ ما وجدته بعد أيّام كان حقيبة الفتاة بالقرب من نهر "برنت" على بعد 300 ياردة من شمال غرب القناة.

لم يفلح الغواصّون الذين غطسوا في النهر حوالى ثلاثة أميال في تلك المنطقة في إيجاد أي دليل ولمدّة شهرين.

وفجأة أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم، عن بذل جهود جبّارة للكشف عن هويّة جثّة، عُثر عليها البارحة مساء في نهر "برنت" حيث اختفت المراهقة.

أعلمت الشرطة عائلة أليس، وأزاحت عنها عبء الأمل الموهوم، الذي كانت تحياه يومياً. مع إشراقة كل صباح، عبّرت الأم المفجوعة سابقاً عبر وسائل الإعلام، عن صعوبة الاستيقاظ في منزل ضاعت منه صغيرتها، ومأساة التفكير فيما تعانيه ابنتها وما تتعرّض له يومياً.

اليوم ربّما تثور عاصفة من المشاعر المكبوتة في ذلك المنزل، وينتهي ألم الأمل المرير، وطول الأيام والليالي، التي مرّت عليها وهي تتساءل: أين ضاعت صغيرتنا؟

قال جراهام ماكنالتي، القائد الأعلى للقوات العسكرية، إنّهم عاجزون عن الإدلاء بتصريحات رسمية في الوقت الراهن، غير أنّه يدرك أنّ الخبر الجديد، حطّم مشاعر كلّ من شارك في البحث عن أليس.

وأنّ أفكاره عالقة في هذه اللحظة مع عائلة أليس وأصدقائها. وحثّ أي شخص لديه معلومات، إلى الكشف عنها وإبلاغهم أنّ الوقت لم يكن متأخراً.

وتحدّث عن الأثر الذي خلّفه اختفاء أليس على المجتمع بأكمله، لافتاّ إلى أنّ مجرّد السير في منطقة اختفاء المراهقة كاف للإحساس بذلك.

وعبّر نائب المنطقة، ستيفن باوند، عن وحشية المفترس الذي شوّه الجثّة بدم بارد، وصعوبة الكشف عن هويتها.

لم يتبق سوى أمل ضئيل ببقاء أليس على قيد الحياة، إذ تشير جميع الأدلّة إلى أن الجثّة تعود للفتاة. إنّها ساعات الأمل الأخيرة والمدّمرة التي تحياها عائلة الفتاة بانتظار نتيجة التحقيقات.

المساهمون