أطفال غزّة يزيّنون الركام برسوماتهم

أطفال غزّة يزيّنون الركام برسوماتهم

23 أكتوبر 2014
معرض فوق الركام تحية لإرادة أطفال غزّة (العربي الجديد)
+ الخط -
بأناملها الصغيرة، رسمت الطفلة الغزية، زكية القايض (13عاماً) مشهد استشهاد شقيقيها وهما على باب منزلهما، في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، في 25 يوليو/تموز الماضي أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

رسوم زكية تكفّلت مع 101 لوحة فنية في نقل أجزاء من قصص حياتية ممزوجة بالألم والأمل، طبعت في عقول أطفال قطاع غزّة على مدار 51 يوماً من العدوان الإسرائيلي، قبل أن ينقلوها إلى الورق، وتقدّم للجمهور في معرض خاصّ برسومات الأطفال، تحت شعار "شظايا الألوان المتطايرة"، أقيم وسط مدينة غزّة.

وأمام اللوحة البيضاء التي تلطّخت باللون الأحمر، في إشارة إلى الأشلاء التي تناثرت من أحمد وشيماء، تقول زكية: "وجدت في الرسم والألوان الوسيلة الأفضل في التعبير عما بداخلي، شاهدت الصواريخ وهي تسقط على منزلنا وأخواتي، صراخ حمود (أحمد) أسمعه حتى الآن، كان نفسه يلبس أواعي (ملابس) العيد، ونتصور مع بعض ومعنا شيماء جنب "بجوار" المراجيح مثل كل عيد".

أما بهاء حازم (12عاماً) فقد رسم لوحة تتضمّن مشاهد من خطف أحد رجال المقاومة لجندي إسرائيلي من أحد المواقع العسكرية للاحتلال، شارحاً: "قنابل الاحتلال دمرت البيوت على رؤوس الأطفال، قتلت الكثير من الأبرياء، بحجة أن المقاومة خطفت جندياً من الاحتلال، ولكن هذا حقنا، بدنا نحرر أسرانا من سجون الاحتلال ونفرح معهم في العيد، الاحتلال يعذب الأسرى كل يوم، عشان هيك (لذلك) يجب أن يخرجوا اليوم قبل بكرة".

ولم تغب مشاهد الأمل وحب الحياة عن رسومات الأطفال، فبرزت على لوحة الطفل موسى شرف مشاهد الطيور التي تحلّق في السماء الزرقاء والماء الذي يجري أمام أحد البيوت المحاطة بالزهور، ويعبر سعد عن لوحته بالقول: "مشتاق إلى النظر إلى السماء ولا أجد فيها الزنانة (طائرات استطلاع)، ومشتاق للعب مع أبناء خالتي الذين استشهدوا في قصف منزلهم، الاحتلال خرب كل شيء".

من جهتها، تقول المشرفة على المعرض، منال أبو صفر "في حين عبّرت الصور والرسومات عن آمال الأطفال واللحظات التي عايشوها عن قرب على مدار أيام العدوان والواقع الحياتي الخاص بهم بعد انتهاء القصف، وقد عكس شعار "شظايا الألوان المتطايرة" حالة أطفال القطاع بعد العدوان، فكلّ طفل له قصّة يجب أن تُكتب، سواء أكانت عن الألم والخوف أو الحلم بالسعادة والحرية، وجميعها قصص تثبت في عقول الأطفال إلى أجل غير مسمى".

وعن الرقم 101 دون سواه، تقول أبو صفر: "تعمدنا تحديد عدد الرسومات بالرقم 101 في إشارة إلى رقم التلفون الخاص بطواقم سيارات الإسعاف والطوارئ، والتي مثّلت حلقة الوصل إلى الحياة والموت أثناء العدوان"، مبينة أن الاتصالات جارية الآن من أجل نقل رسوم في أماكن عدّة في القطاع، وكذلك إلى دول أروبية بالتنسيق مع الفنان الفلسطيني جمال بدوان، والذي دعم المعرض وأثنى على الفكرة.

المساهمون