علاء وردي ومحاولة تأريخ موسيقيّة متعثّرة: أين المؤثرون؟

علاء وردي ومحاولة تأريخ موسيقيّة متعثّرة: أين المؤثرون؟

28 مايو 2016
من الفيديو (يوتيوب)
+ الخط -
حاول الفنان السعودي ذو الأصول الإيرانية، علاء وردي، أن يختصر تاريخ الموسيقى العربية من خلال فيديو "تطور الموسيقى العربية" الذي أنتجته له "أنغامي"، والذي لا تتجاوز مدّته الزمنية سوى ست دقائق وربع الدقيقة، ليخلق حيزاً من الجدل، ويفتح الباب على العديد من الأسئلة. فالفيديو لا يستطيع أن يمثل تاريخ تطور الموسيقى العربية، لأسباب عديدة، منها:

أخطاء تاريخية بالجملة

يقدّم علاء وردي صورة منقوصة ومشوّهة عن تاريخ الموسيقى العربية، ولا تتسم المعلومات المكتوبة على الشاشة بالدقة التاريخية، فأغنية "زوروني كل سنة مرة" التي يختصر فيها حقبة عشرينيات القرن العشرين، وينسبها للسيد درويش، هي بالأصل موشح لملا عثمان الموصللي، وتعود زمانياً لمرحلة سابقة، وقام السيد درويش بتأديتها في العشرينيات. وكذلك، فإن أغنية "نزلت على البستان" لعبده موسى، والتي اختارها لتشارك بتمثيل حقبة السبعينيات، لا يقوم علاء وردي بأدائها بالشكل الذي أديت فيه حينها، وإنما يؤديها على طريقة فرقة "كلنا سوا" التي أعادت توزيعها سنة 1995.




من كل قطر أغنية

بحسب الفيديو، تبدو الموسيقى العربية، وكأنها تطورت من الموشحات الأندلسية إلى الأغنية الخليجية، مروراً ببعض التجارب المصرية واللبنانية والمغربية! وذلك يعود إلى الاختيارات غير المتوازنة للأغاني التي تعبر عن كل مرحلة، فمرحلة ما بعد الـ 2010 تضم 11 أغنية، بينها 9 أغان خليجية. مع العلم أن الفيديو لا يشير لوجود أغنية خليجية قبل السبعينيات، التي اقتصر فيها حضور الأغنية الخليجية على كلمة واحدة من أغنية طلال مداح "مقادير". بينما تغيب الأغاني المصرية واللبنانية عن الحقبة الزمنية الأخيرة، وكأنها تلاشت تماماً، بعد أن كانت الأغنية المصرية مهيمنة على الفيديو لأكثر من 7 حقب زمنية!

غيابات كثيرة، واختيارات غير موفقة

إنَّ مدة 6 دقائق وربع دقيقة غير كافية لذكر جميع الفنانين المؤثرين في الموسيقى العربية. ولكن هل من الممكن أن يحضر في قائمة الـ 42 أغنية التي اختارها علاء وردي فنانون مثل هيفا وهبي وجميلة ومحمود الخضر وحلا الترك ونانسي عجرم وشيرين وحكيم ووليد الشامي، وأن يغيب عن القائمة ملحم بركات ووديع الصافي ووردة الجزائرية ولطيفة التونسية وزياد الرحباني وكاظم الساهر وجورج وسوف وهاني شاكر ووليد توفيق وراغب علامة، ومحمد منير وغيرهم! هل من الممكن أن يتواجد محمد عبده في تاريخ تطور الموسيقى العربية في حقبتي الثمانينيات وبداية القرن الجديد، وهو أحد الفنانين الذين حافظوا على أصالتهم ولم يعمدوا إلى التجديد! ولماذا اختار 5 مغنيات ليمثلن لبنان في القائمة، واستبعد كل الرجال؟ وكيف يمثل فريد الأطرش حقبة زمنية بعيدة عن أسمهان.

الشكل الفني

ربما يكون إخراج الفيديو هو أكثر الأمور إيجابية، حيث استطاع المخرج أن يوظف مهارات علاء وردي بشكل بصري جميل، ولكن الأغاني بدت كلها متشابهة من حيث التوزيع الموسيقي، وذلك أمر طبيعي في ظل غياب الآلات الموسيقية، واعتماد علاء على مهاراته الفردية.

دلالات

المساهمون