التدرّب على الصوم قبل انطلاق شهر رمضان

التدرّب على الصوم قبل انطلاق شهر رمضان

28 مايو 2016
ضرورة التقليل من تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية(Getty)
+ الخط -
بعد أيّام قليلة يحلّ شهر رمضان المبارك. ولأنّ شهر الصوم يحلّ في أشهر الحرّ منذ أعوام، ولأعوام آتية، فإنّ الانتقال من الأكل وشرب السوائل، إلى الصيام لأكثر من 14 ساعة، قد يضع الجسم في حالة صدمة. ولا بدّ من التدرّب على التوقف عن الأكل، بالتقليل منه، خلال الأسابيع التي تسبق حلول الشهر الكريم. لدى سؤالها، تجيب اختصاصية التغذية، هبة زين الدين، بأنّه "يُمكن للجميع الاستفادة من فرصة شهر رمضان للعودة إلى الوزن المثالي، والسعي نحو الرشاقة، والتمتّع بصحّة أفضل، وإراحة الجهاز الهضمي. لكن في كل الأحوال، لا بدّ من التحضير الجيّد قبل الدخول في هذا الشهر المبارك. تدريبات تسبق مجيئه، وتساعدنا في الاستعداد له على الصعيد الغذائي".

وتوضح هبة في حديثها لـ "العربي الجديد"، أنّه "من الصعب على الجسم البدء بالصيام يومياً ولمدة شهر دفعة واحدة. ومن التدريبات المهمة، المواظبة على تناول ثلاث وجبات منتظمة يومياً، هي الفطور، والغداء، والعشاء، وفي أوقات محدّدة، والابتعاد عن الفوضى الغذائية في الوجبات، وعن السناكات ما بينها". وتنصح زين الدين بالتدرب على شهر رمضان من خلال "تقسيم الوجبات إلى ثلاث فقط. فالفطور يجب أن يكون مدعوماً ومغذّياً. ووجبة الغداء تصير خفيفة جداً كسندويش من الحبش والجبنة، أو صحن من سلطة التونا، والعشاء يجب أن يتحوّل إلى الوجبة الأساسية". وبذلك نتدرب من خلال الانتقال من كون الوجبة الأساسية هي الغداء، ووجبة العشاء التي نحرص على أن تكون خفيفة، إلى أن تصير وجبة العشاء هي الأساسية، ووجبة الغداء هي الخفيفة. وهنا نحضّر أجسامنا، لنظام جديدٍ قريبٍ من نظام وجبتي "السحور" و"الإفطار" في رمضان. ونكون بذلك قد بدأنا نعتاد على الجوع، نسبيّاً، خلال النهار. ومن التدريبات الأساسية: "التقليل من تناول الوجبات الخفيفة أو السناك بين الوجبات"، حتى لو كانت من الفواكه، "والاكتفاء بالوجبات الثلاث بشكل صارم". أي التوقف عن "اللقمشة"، أو تناول العصائر والحلويات والتشيبس بين الوجبة والأخرى. وتنصح اختصاصية التغذية، بـ"الصوم يومين أسبوعيّاً قبل شهر رمضان، كأفضل تدريب على تجربة الجوع والعطش. ويجب المحافظة على التوازن في نظام الحرق داخل الجسم. ويُمكن الحصول على ذلك من خلال تناول كميَّاتٍ أقلّ من النشويات، وكميّات أكثر من البروتينات، وممارسة الرياضة يوميّاً. فالرياضة قبل الشهر الفضيل، وخلاله، تُحافظ على ثبات نسبة الحرق داخل الجسم، وتمنح الشعور بالشبع وقلّة الشهية لمدّة أطول من العادية". وتُعطي زين الدين، للإكثار من تناول الخضار قبل بداية شهر رمضان أهمية كبيرة وفائدة ضرورية. إذ "أنّها تُساعد على زيادة الشعور بالشبع، وتُسهّل حركة الجهاز الهضمي، وتُعوّد الجسم بشكل عام على استقبال الإفطارات الغنية بالخضار". تُشجِّع هبة "المدمنين" على تناول الحلويات، أن يحاولوا التقليل من تناولها قدر المستطاع، خصوصاً خلال النهار، ومحاولة استبدالها بحصّة أو حصتين من الفاكهة. كذلك لمحبي القهوة ومدمنيها، أو أيّ نوع من الكافيين، البدء قبل شهر تقريباً، بالتقليل من شربها إلى فنجان واحد يوميّاً. فالتوقف عن تناول كمية كبيرة من الكافيين بشكل مفاجئ، في بداية شهر رمضان، تؤدّي إلى الشعور بآلام في الرأس والمعدة وإلى زيادة التوتر لدى الصائم، لذا لا بدّ من تقليل الكمية المعتادة قبل بدء الشهر الكريم.
وتختمُ الاختصاصيَّة بالتذكير، بأنّ "هذا العام، سيحلُّ شهر رمضان في أوائل الصيف، وبالطبع، سيكون الطقس حارَّاً وجافّاً، وستحتاج أجسامنا خلاله إلى شرب ما يُقارب الليترين من المياه يومياً. لذلك، لا بُدَّ من التدرِّب على التقليل من كمية المياه التي نشربها، قبل حلول شهر الصوم، ولا يكون ذلك عبر التقليل من شرب المياه إنّما يجب توزيع الكميات على ساعات النهار، خصوصاً ساعات الصباح والمساء، إضافة إلى الانتباه لتحديد كميّات المياه التي سنشربها يوميّاً، لكي تصل أجسامنا إلى شهر رمضان، وتكونُ مُستعدَّة لتحمّل البقاء لساعات طويلة من دون شراب أو طعام".



المساهمون