أكبر معرض للسلاح في العالم

أكبر معرض للسلاح في العالم

24 مايو 2016
20 ألف قتيل بالسلاح في أميركا كل عام (Getty)
+ الخط -
على مدار ثلاثة أيّام، أقيم أكبر معرض للسلاح في العالم، في مدينة لويسفيل بولاية كنتاكي في الولايات المتّحدة الأميركيّة، لمدة ثلاثة أيام (21- 23 مايو/ أيار). وهو المعرض الذي يستضيف كبرى الشركات والمصانع المتخصصة في الأسلحة، لعرض منتجاتها وبيعها للجمهور، وعقد الصفقات خارج الحدود أيضاً. تبلغ مساحة المعرض حوالي نصف مليون قدم مربع، ويشارك، هذا العام، أكثر من 800 شركة متخصصة في تصنيع السلاح وتجارته.

إضافة إلى مستلزمات القنص وأدوات التصويب المساعدة. تقام على هامش المعرض ندوات وحلقات نقاشية حول شؤون السلاح، واحتفالات توقيع الكتب المتخصصة في السلاح، وعروض تقديمية من الشركات المشاركة لتعريف الجمهور بأحدث منتجاتها. يقدر زوار المعرض بحوالي 80 ألف شخص، تتبارى مصانع السلاح في إرضاء أذواقهم وشغفهم. تقول إدارة المعرض عن الشركات العارضة: "إنها تتبارى في جعل حامل السلاح أكثر راحة عن ذي قبل". يقام المعرض تحت رعاية "الرابطة القومية للبنادق في الولايات المتحدة الأميركية"، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية، تدعم حق حمل السلاح في الولايات المتحدة. تأسست الرابطة في عام 1871، وتعد من مراكز صنع القرار الأميركي وتمتلك التأثير فيه، فهي ذات علاقات عميقة بكبرى شركات تصنيع السلاح داخل الولايات المتحدة وخارجها. وللرابطة ميول قوية نحو "الحزب الديمقراطي"، ففي عام 2012، أنفقت الرابطة أكثر من 11 مليون دولار لمساندته في انتخابات الكونغرس الأميركي. تقوم الرابطة بعمل مهم للغاية في الداخل الأميركي، وهو فرض التشريعات الخاصة بحمل السلاح. وعندما يظهر قادة الرابطة في الكونغرس أو المجلس التشريعي بأي ولاية ويقف النواب خلفهم؛ يعلم الجميع أنهم جادون وأنه حتى لو حاول السياسيون أن يمرروا قانوناً ضد حمل السلاح، فلن يستطيعوا تمريره ضد إرادة الرابطة.


مواقف الرابطة دائماً ما تكون محطّ الأنظار، خاصّة في ظلّ تنامي أعمال العنف باستخدام السلاح الشخصي. يقول الباحث السياسي، فيرمين ديبرابندر، في كتابه "الديمقراطية والمجتمعات المسلحة": "إنه بعد حادث مدرسة ساندي هوك الابتدائية؛ انتظر الجميع أن يسمعوا شيئاً من الرابطة القومية للبنادق، وكيف سيكون رد فعلها على المجزرة غير المسبوقة لعشرين طفلاً من تلاميذ المدارس في كونكتيكت، ولكنّها التزمت الصمت. ثم أخيراً، استدعت الرابطة الصحافة لإلقاء بيان حول الحادث، ونفى، واين لابيير، (نائب رئيس المنظمة) أن يكون انتشار السلاح هو المسؤول عن الحادث، بل أرجع الأمر إلى الخلل العقلي، وقال إن هؤلاء المختلين يجب أن يُراقبوا وتوضع عليهم العلامات. ثم قال، إن الإعلام يلعب دوراً قذراً في غرس العنف والفساد بين الشعب. وأشار لابيير إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة، والأفلام الدموية التي تنتجها "هوليوود" والتي تجمّل القتل، لها دور في المأساة، فالطفل في أميركا يشاهد 16000 جريمة قتل، و200000 حركة عنف قبل أن يصل إلى الثامنة عشر عاماً".


يذكر أن السوق الأميركية تعد أكبر مستهلك للسلاح الشخصي على مستوى العالم. وتكشف الإحصائيات أنه في أميركا يُصنع مسدس كل 10 ثوانٍ، في المقابل هناك 20 ألف قتيل، و300 ألف مصاب بالسلاح سنوياً. وكان من تصريحات الرئيس أوباما أن الأميركان يقتلون بعضهم بعضاً بمعدل 297 مرة أكثر من اليابانيين، و49 مرة أكثر من الفرنسيين.

المساهمون