مراهق عمره 16 سنة يعيش وحده في البرية باسكتلندا

مراهق عمره 16 سنة يعيش وحده في البرية باسكتلندا

30 ابريل 2016
يعتمد باسان على نفسه في تأمين الطعام والعيش (vimeo)
+ الخط -

يبلغ المراهق زكي باسان 16 عاماً من العمر، ويعيش وحده في جزيرة سكاي في تايني، ويصعب الوصول إليه بدون معرفة تفصيلية بالاتجاهات، ويقول إن الأمر قد يبدو غريباً بالنسبة لشخص في سنه، لكنه شغوف بالحفاظ على المساحات البرية، وأضاف: "ترعرعت مع أمي وأختي الكبرى في منزل بمنطقة نائية في براري كايرنغومز، وكان يتعذر الوصول إليه أحياناً"، بحسب ما نقلته "ذا غارديان".

والدته كانت مؤلفة كتب طبخ، علمته وأخته عن الأخطار المحتملة وكيفية التعامل معها، وتركتهم يذهبون إلى البرية في سن مبكرة، وكانوا يسافرون بانتظام خارج البلاد، ويزورون قبائل وثقافات منعزلة، ويعيشون لأسابيع هناك، حيث تدرس والدته الطعام ووصفات الطبخ وتكتب حولها.

ينام باسان على سرير تخييم عتيق أعطاه إياه جده، وبطانيتين قديمتين للجيش، مع بعض الجلود التي دبغها بنفسه، ويقضي الأمسيات في صيد الأسماك ودباغة الجلود والنقش على الخشب، ويحتفظ بالكتب والملابس في صندوق معدني كان لأمه، ومغطى بالملصقات الخاصة بأسفارها.

يغسل الفتى ثيابه في النهر، ولديه حمام متدفق يتمثل في مياه النهر، بحسب قوله، أحياناً يقفز في النهر بسرعة، وخاصة عندما تكون الأرض متجلدة، وعندما يخرج منه، يشعر بأن الجو حار وكأنه في غرفة بخار.

يستيقظ باسان في السادسة صباحاً، ويشعل النار باستخدام حجر الصوان، ويخبز للإفطار، ويجمع ما يشعل به النار لبقية النهار، ويحرص على إبقاء حقيبة ظهره مرتبة وتحوي ما يحتاجه من طعام وأدوات خلال النهار، ثم يقوم بتغطية النار لتخبو دون أن تنطفئ تماماً، ويتوجه بعدها إلى المدرسة التي تبعد 30 دقيقة سيراً على الأٌقدام، وفي صفه يوجد 12 تلميذاً من جميع الأعمار، وقد أنهوا للتو تسلق الجبال، ويخططون للبدء برحلة للتجديف.

وتحدث باسان عن ظروف الطقس السيئة والمشاكل التي قد يتعرض لها، ويقول إن الفضل لأمه لأنها دربته على التعامل مع هذه الظروف وأن يحافظ على هدوئه.

أما رفاقه فقد كانوا يزورونه في البيت، واعتادوا على نمط حياته البرية، ويزوره الآن بعضهم من حين إلى آخر، أما عن الإنترنت فيقول إنه لم يعتد على استخدامه كثيراً، ولا حتى متابعة التلفزيون، ويستخدم الهاتف المحمول كل بضعة أسابيع للقاء أصدقائه وأمه التي يراها كل شهر عندما يزور البيت، ويعمل مع خبير في حياة الأدغال، ويعلم مهارات الحياة البرية للآخرين، وزار قبيلة صغيرة في أدغال ناميبيا.

وختم بقوله إن ما يفعله لا يمكن أن ينطبق على الجميع، لكنه يجعله سعيداً، ويتمنى رؤية المزيد من الناس يعتنون بالأرض، ولا يخافون من الخروج من منازلهم، ويطمح أن يفتتح مدرسة برية خاصة به، وينوي العودة إلى منزل أمه حين ينتهي من دراسته.

المساهمون