مغنيات الستينيات "المثيرات" في لبنان:عبدالناصر تدخّل لمنع إحداهنّ

مغنيات الستينيات "المثيرات" في لبنان:عبدالناصر تدخّل لمنع إحداهنّ

03 اغسطس 2015
جاكلين لقبت بإسم "جالكين مونرو" (فيسبوك)
+ الخط -
منتصف الستينيات شهد لبنان ظهور موجة من المغنيات اللواتي أدّين ما يعرف اليوم بـ"الأغاني الهابطة". أغانٍ لامست كلماتها حد الإيحاء الجنسي. المغنيات في تلك الحقبة احتللن صفحات المجلات الكبرى. نستعرض هنا أبرزهن:

سمورة

أدخلت سمورة "البنزين" على الأغنية السريعة. غنّت: "كان عمري شي 10 سنين كان قلبي يحب الحلوين، يا حلو دقاتك نار توقى في حدك بنزين". الأغنية التي لاقت رواجاً تعرضت لسيل من الانتقادات، خاصة أنها تحكي عن سن الفتيات في العاشرة. الانتقادات لم تمنع الأغنية من الانتشار في المدارس وبين المراهقات اللبنانيات خاصة. سمورة دخلت عالم التمثيل أيضاً فقدمت مع الفنان فهد بلان سنة 1965 فيلم "سلطانة"، وفيلم "غرام في إسطانبول" (1966) مع دريد لحام، ثمّ "لهيب الجسد" (1967) مع بلان نفسه مجدداً. سمورة تزوجت الفنان السوري عبد اللطيف فتحي المشهور بشخصية "بدري أبو كلبشة" في "صح النوم" واعتزلت الفن لاحقاً منتصف السبعينيات.

ميادة

مغنية لبنانية لمع نجمها منتصف الستينيات من خلال الأغاني الاستعراضية. هي شقيقة الفنانة الشهيرة طروب وقد ظهرت في إحدى حلقات المسلسل السوري الشهير "صح النوم". اشتهرت خلال تلك الأعوام رقصة "الهالي غالي" الأميركية الأفريقية الأصل. غنت ميادة أغنية راجت حينها تقول في كلماتها: "علي وأبو علي حبوا الهالي غالي". تركت الفن باكراً فيما استمرت شقيقتها في تقديم الأغاني الشعبية حتى وقت طويل.

جاكلين

الأشهر في تلك الحقبة. أطلقت على نفسها اسم "جاكلين مونرو". المغنية اللبنانية الشقراء تعاون معها المجتمع الفني كله وتصدّرت لسنوات أغلفة المجلات الكبرى في العالم العربي. فيما تصرّ جاكلين على إبعاد كلمة "الإغراء" عنها في مقابلاتها إلا أنها اشتهرت بتلك الصفة من خلال أفلامها وأغانيها. على الرغم من أن جاكلين سبحت عكس التيار حينها إلا أن كبار الصحافيين تعاونوا معها. تقول جاكلين في إحدى مقالاتها إن الصحافي الشهير سليم اللوزي الذي اغتيل عام 1980 هو من ساهم في شهرتها. غنت لكبار الملحنين كعاصي الرحباني "عالثلج" وغنت لعازار حبيب وإحسان المنذر. بلغت أغاني جاكلين حد الإيحاء الجنسي، خاصة في أغنية "عم بيلعبلي بعقلاتي". أغنية أخرى لاقت رواجاً لجاكلين تقول كلماتها: "قوم طفي اللمبة قوم نرقص سامبا يا حبيبي بدي منك بوسة تقفع متل البومبا". الأغنية هذه قدمتها جاكلين وهي في عمر الـ14 سنة فقط. استمرت بالغناء حتى التسعينيات من القرن الماضي.

أنطوانيت نحاس

"شو بدو يصير؟ بين الطابق والطابق انقطع فينا الاسانسور (المصعد). بتلك الأغنية قدمت أنطوانيت نحاس نفسها. أنطوانيت شاركت في برنامج "بيروت بالليل" مع الفنان المصري حسن المليجي على القناة الرسمية. كما اشتهرت بطاقطيق مماثلة. طريق الغناء والاستعراض عرفته أنطوانيت عن طريق والدها عيسى نحاس الذي كان يؤمن الملابس ذات الطابع التاريخي للفرق المسرحية خلال تلك الفترة.

رندا

بصوتها المتواضع قدمت المغنية اللبنانية أغنية "على خدي وردة صغيرة" من ألحان الرحابنة. المغنية الشقراء احتفظت بإطلالات مثيرة على أغلفة المجلات، لا سيما "الشبكة". هذه الصور دفعت بالرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى التدخل شخصياً لدى صاحب مؤسسة دار الصياد اللبنانية سعيد فريحة لتوقيفها، خصوصاً النسخ التي تدخل مصر. الرواية التي ضج بها المجتمع اللبناني حينها تقول إن فريحة تلقى تمنياً من عبد الناصر بإيقاف صور رندا على الغلاف. ويقال إن عبد الناصر تمنى على فريحة تفهم خصوصية المجتمع المصري واختلافه عن المجتمع اللبناني، لا سيما في تلك الحقبة. بعد الحادثة سرعان ما اعتزلت رندا الفن.
لطالما شهد لبنان موجة "المغنيات المثيرات" أو اللواتي يعتمدن الإثارة والإغراء شكلاً ولبساً. وانقسم النقاد بين من وصفها بالفن الهابط والرخيص، وبين من دافع عنها انطلاقاً من مبدأ أنها ليست مستجدة، والفنانات المذكورات أعلاه أكبر دليل علی ذلك. ولكن لا بد من الإشارة إلی أن الفرق يكمن في أن أتباع هذا الفن كانوا أقلية مقارنة بفناني الستينيات الكبار، فيما النسبة معكوسة اليوم تماماً.

اقرأ أيضاً: هكذا تختارين الفستان المناسب

دلالات

المساهمون