صالات سينما قريباً في السعودية

صالات سينما قريباً في السعودية

13 اغسطس 2015
من فيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف مسؤول سعودي في هيئة الإعلام المرئي والمسموع عن تنفيذ دراسة جادّة لافتتاح دور سينما في المملكة العربية السعودية، بعد تلقّي وزارة الإعلام عروضاً من مستثمرين يرغبون في افتتاح صالات سينما داخل السعودية تكون خاضعة للرقابة.

وأكّد مدير تنظيم الإعلام المرئي والمسموع في "هيئة الإعلام المرئي والمسموع" بفرع مكّة حمزة الغبيشي أنّ "السينما في السعودية آتية"، وكشف خلال جلسة ملتقى الإعلام المرئي الرقمي (شوف) أنّ "عدداً من المستثمرين تقدّم بطلبات جادة لافتتاح دور سينما، إذا تمّت الموافقة عليها فستكون خاضعة للرقابة والضوابط الإسلامية".

ولم يحدّد الغبيشي نوعية هذه الضوابط أو عدد المستثمرين الذين تقدموا بالعروض، غير أنّ هناك ضغوطاً كبيرة من محبّي السينما في السعودية لتجاوز الحظر على الفنّ السابع في أكبر دول الخليج.

اقرأ أيضاً: السعودية: مهرجان "أبها" يلغي نشاطاته الفنية حداداً لضحايا التفجير

وبحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في وزارة الإعلام، فإنّ افتتاح دور عرض سينمائي في السعودية يحتاج إلى موافقة أربع جهات رئيسية هي: وزارة الداخلية والهيئة العليا للسياحة والآثار، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى التنسيق والتشاور بينها للحصول على تلك الموافقة. وهو أمر صعب، خصوصاً في ظلّ تشدّد التيار الديني حول الأمر.

ومؤخرا أدرجت وزارة العمل وظيفة "مشغل عروض سينمائية" في لائحة التوظيف الخاصّة بها، لكنّها لم توضح السبب الذي جعلها تدرج وصفا لوظيفة غير موجودة على أرض الواقع.

وعلى الرغم من المنع، يعشق السعوديون السينما بشكل كبير، وتشهد سوق السينما في الدول الخليجية المجاورة إقبالا كثيفا من السعوديين حتى خارج الإجازات الرسمية.

اقرأ أيضاً: طنجرة ضغط تسجن سعودياً في أميركا

ورغم غياب حركة سينمائية حقيقية بدأت "السينما السعودية" تشقّ طريقها بصعوبة بالغة، فظهر أوّل فيلم سعودي بعنوان "كيف الحال" في العام 2009، كما أنتجت بعض الجهات الخاصة فيلم "هيفا" الذي عرضته بعض المهرجانات السياحية بنجاح، غير أنّ عرضه لم يستمرّ لوقت طويل بعد تدخّل جهات دينية لوقفه.

بيد أنّ النجاح الأكبر كان لفيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، الذي شكل نقلة كبيرة لهذه السينما الناشئة، بعدما حصد ثلاث جوائز عالمية في مهرجان البندقية، وكان أوّل فيلم سعودي يدخل ضمن الأفلام المرشحة لجائزة "الأوسكار" عن "أفضل فيلم بلغة أجنبية". كما كان أوّل فيلم روائي يصوّر كاملاً في السعودية، واعتبر بداية مشجعة للسينما في المملكة.

وفي هذا السياق، يؤكد الممثل السعودي خالد سامي، أنّه بات من الضروري أن تكون هناك دور سينما وصناعة سينمائية في السعودية، للحاق بركب الحركة الفنية العالمية: "هذه الخطوات جيّدة، لكنّها بطيئة للغاية، نحن بحاجة إلى تحرّكات أوسع لإيجاد سينما في السعودية، ليس فقط مجرّد دور عرض، بل إنتاج سينمائي كبير. لكنّ دور العرض هي البداية، فمتى وجدت سيكون هناك حركة إنتاجية، إذ لا يمكن أن تكون هناك أفلام سعودية ولا تعرض داخل البلاد".

اقرأ أيضاً: عروض سينمائية سعودية في جدّة

وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "الحركة الفنية السعودية متراجعة بشكل كبير كونها محصورة في شهر رمضان، ووجود إنتاج سينمائي سيحرّرها من هذه القيود التي جعلتها عاجزة عن مجاراة دول الجوار، التي بدأت تتقدّم علينا كثيراً في مختلف المجالات الفنية، رغم وجود ممثّلين ومخرجين سعوديين على أعلى مستوى".

المساهمون