"سيلفي" ناصر القصبي هاجم رجال الدين وشغل الخليج

"سيلفي" ناصر القصبي هاجم رجال الدين وشغل الخليج

19 يونيو 2015
مشهد من مسلسل "سيلفي" أغضب بعض المشاهدين (يوتيوب)
+ الخط -
رغم الهجوم المحموم الذي تعرّض له الممثل السعودي ناصر القصبي بعد عرض الحلقة الأولى من مسلسله "سيلفي"، الذي يعرض على قناة mbc، إلا أنّه راضٍ عمّا قدمته هذه الحلقة. فهو كان يعرف أنّه عندما يتقمّص شخصية فنان غنائي خسر شهرته، ثم يتّجه ليلبس ثوب الدين بنية كسب المال، أنّه سيفتح عليه الكثير من الأبواب.

خلال تصوير الحلقات أكّد ناصر أنّ مسلسله الجديد سيكون "محاولة للعودة إلى الكوميديا الاجتماعية الجادة، التي تُضيء على الواقع السعودي خصوصاً، والخليجي والعربي عموماً، وتصوِّب نقدها البنّاء على بعض مكامن الخلل في مجتمعاتنا، وذلك ضمن أجواء تمزج بين الابتسامة والرسالة الاجتماعية بطريقة متوازنة".

لهذا حرص على طرح قضايا اجتماعية وإنسانية متعدّدة، ليعالجها بأسلوب خاصّ جداً. ولم تكن الحلقة الأولى سوى البداية. إذ يعتبر القصبي "سيلْفي" مسلسلاً كوميدياً يحمل هوية خاصّة بامتياز. ويرى أنّه يختلف عن أعماله السابقة، وإن كان هذا الفارق لم يظهر في الحلقات الأولى. وظهر كأنّه امتداد لمسلسله الأشهر "طاش"، لكن من دون رفيق دربه عبد الله السدحان.

أثارت الحلقة الأولى الكثير من الجدل، لأنّه هاجم رجال الدين. وهو موضوع شديد الحساسية في المجتمع السعودي. غير أنّ ناصر اختصر الكثير، وأظهر كيف يمكن أن يكون التديّن طريقاً سهلاً للوصول إلى المال والشهرة في المجتمع، وعرض تناقضات يعيشها المشاهير. 

ويرى مراقبون أنّه صادم ما قدّمه ناصر ومعه عبد الله السناني ويوسف الجراح وحبيب الحبيب، إلا أنّه لم يكن بعيداً عن الواقع كثيراً، خصوصاً مشهد تكسير آلة العود. فكثير من الملتقيات الشبابية والدعوية احتوت على مشاهد مماثلة لكنّها كانت حقيقية لا تمثيلاً. لهذا يستغرب المخرج السعودي فهد العلي هذا الهجوم الذي يبدو معه كأنّ القصبي وفريق العمل اختلقا أموراً لا تحدث فعلاً.

يقول العلي في حديث لـ"العربي الجديد": "المسلسل واقعي وهو ينقل حدثاً شاهده كثيرون، فإذا كان هذا الأمر فيه محاربة للدين كما يزعم البعض فإنّ ما قاموا به هو الخطأ"، ويضيف: "كثير من المحاضرات الشبابية شهدت تحطيم آلات موسيقية أمام الشباب، لهذا ناصر لم يختلق الأمر، هو قدّم الواقع بلا رتوش، لهذا هم غاضبون منه".

بدأت الحلقة المثيرة للجدل بمغنٍّ شاب يسرق كلمات وألحان صديقيه ويصوّرها بطريقة الفيديو كليب مع راقصات. لكن لأنّ النجاح غير الحقيقي لا يدوم طويلاً، سرعان ما فشل المطرب وخسر شهرته وماله، ليحاول العودة إلى الأضواء من جديد ولجني المال من خلال التحوّل إلى رجل دين، معلناً توبته عن الغناء الحرام. وقام بتكسير العود في محاضرة دينية أمام الحضور.

المشهد الأخير هو ما أثار كلّ هذا الغضب على ناصر، فأنشأ مغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي وسماً باسم #مسلسل_سلفي_يستهزئ_بأهل_الدين وأيضاً وسم #القصبي_يسخر_من_رجال_الدين واستعملا بمهاجمة الممثل وفريق العمل والقناة.

على الطرف الآخر قال حساب "منيرة المستنيرة": "بغضّ النظر عن جودة ما قدّمه القصبي، إلا أنّ الاستعراض المسرحي التدميري الذي يفعله بعض المتدينين يستحقّ النقد اللاذع". فيما كتبت الإعلامية خلود صالح الفهد: "الكارثة والمصيبة أنّهم معتقدون بأنّ هؤلاء هم أهل الدين". ونشرت صورة لداعية وهو يقوم بتكسير آلة العود فعلاً.

وانتقدت هنا إيمان الهجوم غير المبرّر على المسلسل، وكتبت في الوسم: "فكرة ضرب العود بالأرض والصياح والتهليل وكأنّك فاتح القدس ما اخترعها ناصر بغرض الإساءة. نفس المشهد النكتة يتكرّر في المخيمات الدعوية"، وأضافت في تغريدة أخرى: "ما أشوف إن ناصر القصبي سخر من المطاوعة في مشهد تكسير العود، هو قام بتمثيل واقعهم والواقع بحد ذاته نكتة". أما العتيبية فقالت على الخطّ ذاته: "ناصر في سليفي لم يستفزّ الملايين من المسلمين كما يدّعي البعض بل نقل لنا ما نشاهده على أرض الواقع".

دلالات

المساهمون