الباذنجانية المقلوبة تشبه الدنيا ولا يشبهها طبق آخر

الباذنجانية المقلوبة تشبه الدنيا ولا يشبهها طبق آخر

08 مايو 2015
تذوّق المقلوبة (​عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم يخف القائد صلاح الدين الأيوبي إعجابه بالأكلة التي قدمها له أهالي مدينة القدس احتفاء به وبجنوده الذين دخلوا المدينة المقدسة فاتحين، والتي كانت تسمى "باذنجانية" في ذلك الوقت.

هي مكونة من أرز مع باذنجان مقلي، مضافاً إليه البطاطس والبندورة والدجاج أو اللحم وبعض أصناف الخضرة كالقرنبيط والجزر وغيره.

الحاجة أم مروان السيقلي، اعتادت صنع المقلوبة منذ اللحظة الأولى لارتباطها بزوجها الذي كان يحب هذه الأكلة كثيراً، حتى أصبحت من أمهر السيدات اللواتي يصنعن تلك الأكلة اللذيذة، والتي لا تغيب عن السفرة الفلسطينية لأكثر من أسبوع.

وقالت الستينية أم مروان لـ"العربي الجديد": تعتبر أكلة المقلوبة من الأكلات الفلسطينية الأساسية، مثل المفتول، المسخن، المنسف، ورق الدوالي، المجدرة، الششبرك، الفريكة، الفلافل، وغيرها، إضافة إلى الحلويات الفلسطينية مثل الكنافة النابلسية، المطبق، العوامة، والنمورة.

وتبين أن الأكلات الفلسطينية تعتبر جزءاً أصيلاً من التراث الذي سعى الفلسطينيون إلى الحفاظ عليه طيلة السنوات الماضية، وقالت: "تعرضت فلسطين لمئات المصائب والمشاكل ومختلف أنواع الاحتلال والانتداب، لكنها ما زالت متمسكة بأصالتها، وتراثها الأصيل".

وعن سر شهرة أكلة المقلوبة بين الفلسطينيين وفي الوطن العربي، قالت: "هذه من الأكلات المتوارثة، وهناك الكثير من السيدات حول العالم، حاولن صناعتها عن طريق الوصفات المتاحة عبر الانترنت، لكنها لم تخرج بالصورة المطلوبة، لأن الخبرة و"النفس" يلعبان دورا أساسيا في صنعها وتكوينها.

وتوضح طريقة تحضير المقلوبة، قائلة: "يتم تغطيس اللحم أو الدجاج في أسفل الإناء، وإلى جانبه أصناف الخضرة المقلية كي تصبح طرية، وتضاف إليها البهارات اللازمة، وأهمها الكركم الذي يعطي لوناً أصفر للأرز، وبعد الاستواء يتم قلب الإناء، لتظهر في النهاية مثل قالب الكيك الدائري، المزين باللحم وأصناف الخضرة.

وتقول أم مروان: "إلى جوار أكلة المقلوبة الشهية الساخنة يتم تقديم اللبن، أو السلطة العادية، المكونة من البندورة والفلفل الأخضر والثوم والطحينية والخيار وعصير الليمون والبقدونس"، مبينة أنها تصنعها بشكل دائم، وعلمت بناتها شيرين، وشوق طريقة صنعها.

وفي ما يتعلق بأهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني بمختلف أصنافه، تضيف أم مروان: "أنا فخورة بكوني فلسطينية، حافظت على التراث طيلة حياتي، وعلمت أبنائي الحفاظ عليه، لأن الشعب الذي لا يملك ماضياً مشرفاً، وحضارة وتراثاً، لا يمكن أن يملك مستقبلاً جيداً".

وتتابع: "الأكلات الفلسطينية ليست مجرد أوان توضع على سفرة الأكل للالتهام، وإنما تعتبر ضمن لائحة التراثيات، إلى جانب الثوب الفلسطيني المطرز، والطاحونة والأرض المحروثة وأشجار الحمضيات والحطة والعقال والكوفية، وإلى جانب أسماء البلدات القديمة والأسوار العتيقة".

اقرأ أيضا:كعك القدس يتحدّى التطرّف

دلالات

المساهمون