ظلال حمص... الآلام الملونة

ظلال حمص... الآلام الملونة

27 مايو 2015
إحياء روح الثورة عبر الصورة والرمز والكلمة
+ الخط -
أهدى ناشطون من مدينة حمص، خمس أراجيح مرسومةً، لخمسة أطفال قضوا تحت ركام منزلهم في حي الوعر، بعد أن دكّه النظام السوري، في تاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وسجل الناشطون أسماء الأطفال أسفل اللوحة التي رسموها على جدار المنزل المهدم، "عبدالرحمن وهيام ومحمد وزهور وعمران"، في رسالة واضحة، بأن مصير هؤلاء الأطفال ما كان لينتهي بهذه المأساوية، لولا تخاذل العالم وصمته.


يترك الناشطون أطفال حمص يلهون على أراجيحهم، في مصير متخيل، هو أقرب ما ينبغي لأطفال في عمرهم، ليرسموا على حاجز من سيارات دمرتها الحرب، أغصاناً ووروداً متفتحة، في سعي دؤوب وراء الجمال، لا يكل ولا يمل.

"نحن مجموعة من الشباب الثوريين، قررنا كسر الحزن في مدينة حمص، وإعادة إحياء روح الثورة، بقيمها الرفيعة، وبنكهة مختلفة، وانطلاقاً من فكرة "البخ" على الجدران، التي نشطت في الأيام الأولى للثورة، وتجددت أخيراً بصيغ مختلفة في سراقب على سبيل المثال، أردنا إعلان التحدي وغرس قيمة جمالية وثورية في آنٍ معاً"...تقول إيمان محمد، إحدى الناشطات في المجموعة لـ"العربي الجديد".





غير أن صناعة الجمال ليست وحدها ما يسعى خلفه ناشطو الرسم في حمص، إذ تضمنت رسوماتهم رسائل تحفيز وأمل، أو رسائل سياسية، أو تعبيراً عن انتماء أو هوية، أو ترجمة لواقع أو نقداً لأوضاع أو مواساة وتآزراً مع من يستحق، فلم تكد أحكام الإعدام الأخيرة تصدر في مصر، حتى سارعت المجموعة في حمص إلى رسم شعار رابعة على أحد الجدران مع عبارة "الثورة لا تُعدم".

تضيف إيمان "نسعى لإحياء روح الثورة عبر الصورة والرمز والكلمة، ورسم الجمال كزهرة خارجة من الدمار، ونشر بسمة أمل وتفاؤل في نفوس الصامدين، ورسالة، أن الحر يبقى حراً بعقله وقادراً على الإبداع والابتكار".





تستهدف المجموعة الأبنية المدمرة، والسيارات المحروقة، والشوارع المأهولة بالسكان، وأي مكان يمكن إيصال رسالة ما عبره، وفي حي محاصر يخلو من المواد اللازمة، حيث يسعون لتأمينها بشتى الوسائل والتغلب على قلتها ونقصها، وتحت تهديد الموت المباشر من قصف أو قنص أو أسقف متهاوية، في سبيل إيصال رسالة حيّة للداخل والخارج في آن معاً: "إننا هنا".

وتشرح إيمان: "أطلقنا على الحملة اسم "ظلال حمص" لنترك هذه المرة ظلاً من اللون والبهجة والإرادة يختلف عن مفهوم الظل العادي. ولا حدود لحملتنا.. مستمرون طالما امتلكنا القدرة على ذلك".

دلالات

المساهمون