وليد الشامي في "مبروك للحزن": جمهور الغناء الكلاسيكي ولّى

وليد الشامي في "مبروك للحزن": جمهور الغناء الكلاسيكي ولّى

24 مايو 2015
وليد الشامي في كليب "مبروك للحزن"
+ الخط -

من حق أي فنان أن يبحث دائماً عن التجديد فيما يطرحه، فها هو الملحن والمغني العراقي، وليد الشامي، يطرق باب كلاسيكيات الأغنية العربية، لكن برؤية عام 2015، في أغنيته المصورة الجديدة، "مبروك للحزن"، التي صورها في دار أوبرا بمصاحبة خمسين عازفاً. أثثوا بموسيقى الأغنية التي عزفوها دقائق الكليب الثماني، وسط قصة تجري في الكواليس بين بطل العمل/ المطرب، وطيف حبيبته، التي تظهر في مفاصل الكوبليهات الغنائية، حيث رسم المخرج، ياسر الياسري، سيناريو الكليب بناء على مغزى الكلام، الذي كتبه الشاعر السعودي، محمد عبد الرحمن (اسم مستعار غالباً لأحد الأمراء)، حيث تدور الأغنية في فلك الغناء النبطي بلهجة بيضاء، ويدور بطل القصة في دوامة نفسية فنتازية، بين وجود حبيبته من عدمه، وهو شعور يداهمه في معظم الأوقات، والتحدي أمامه كان في مجابهة هذه الأوهام والتصدي لها ومعرفة عدم حقيقتها، في الوقت الذي يرى فيه حبيبته أمام عينيه.

ولا يتكئ الشامي على أغنيته، التي تضمنها ألبومه الغنائي الأخير الصادر عن "روتانا" بعنوان "نار حلوة"، في تحقيق الانتشار بين الجمهور العربي، فقد قدم مع طرح الألبوم في الأسواق "قنبلة غنائية" (كما هو متعارف على تسمية الأغنية الناجحة) في أغنية "أحبه كلش" التي حققت حتى الآن، بعد ستة أشهر من طرحها، ما يزيد على 30 مليون مشاهدة على يوتيوب، فالأغنية الكلاسيكية قصد بها الشامي الوجود بين أحضان جمهور جديد بطرح جريء من مطرب يقدم الغناء الكلاسيكي بروح شاب في الألفية الثالثة، في الوقت الذي ولّى فيه جمهور الغناء الكلاسيكي، وفضّل معظم الناس التوجه للأغنية السريعة.

الشامي، الذي يعد أصغر أخوته المنتمين إلى عالم الموسيقى، راشد وسعدون، حقق قفزات فنية متعددة، فهو بدأ ملحناً إبان دراسته كمرافق في معهد الدراسات الموسيقية، ثم ما لبث أن أجبرته ظروف الحرب العراقية الإيرانية نهاية الثمانينيات، على التوجه مع أشقائه إلى الأردن، حيث عمل موسيقياً هناك، وقد لا يعرف جمهور الفنان، ماجد المهندس، أن أول أغنياته، التي كتبها الشاعر العراقي، عزيز الرسام، "منين جتني المشكلة من أقرب الناس" هي أول ألحان وليد الشامي.

نجومية الشامي العربية وجدها إثر انتشار أغنية "يا مهاجر"، التي لحنها للمطرب العراقي، حاتم العراقي، فقد فتحت هذه الأغنية للشامي آفاقاً كبيرة في مقر إقامته الجديد في إمارة دبي، إذ سيكون تالياً المطرب السعودي، راشد الماجد، عرّابه، فبعد نجاح تجربة الشامي في تلحين أغنيتي "سلامات" و"وصية" للماجد، يأخذ الشامي بنصيحة الأخير لتجريب حظه كمغنٍّ، فكان التقاؤه بالملحن أصلاً والمغني لاحقاً الإماراتي، فايز السعيد، في ديو "الحق حبيبك" مجدياً، فحققت الأغنية المشتركة نجاحاً كبيراً أغرى الشامي ومعه السعيد بالولوج أكثر إلى الساحة الغنائية، وبخبرة الملحن العارف بما تحتاجه الساحة الفنية من أغنيات، بدأ الشامي الموازنة بين كونه ملحناً لمجموعة من كبار المطربين العرب، كراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وحسين الجسمي ونوال الكويتية، وبين كونه مطرباً يختار ما يناسب مساحة صوته، حتى وصل لقمة النجاح إثر اقتناع المطرب العراقي، كاظم الساهر، بأن يغني من ألحان وليد الشامي، أغنية "قلبي قوي".

يدرك وليد الشامي جيّداً، أن الساحة الغنائية تحتاج للفنان المتجدد، والذي لا يغيب، فإن حقق هذا التوازن ضمن لنفسه البقاء في دائرة الضوء، برغم تفضيل الشامي أن يبقى في ظل المطرب، قانعاً بدور الملحن على ما يبدو، مكتفياً بالنجاح الذي يلاقيه في أغنياته، مستمتعاً بمشاهدة نجاحه من خلف سِتار.

اقرأ أيضاً:
الأغنية العراقية.. بوفيه مفتوح للمطربين العرب

المساهمون