"سمنو": حلوى ربيع الإيرانيين ونذور عامهم الجديد

"سمنو": حلوى ربيع الإيرانيين ونذور عامهم الجديد

01 ابريل 2015
تحضير الحلوى قبل حلول العيد (العربي الجديد)
+ الخط -
حلوى "سمنو"، المسماة أيضاً "سمنك" و"سمنة"، هي حلوى الربيع في إيران، وتاج سُفرة السينات السبع التي تُفرش في ليلة رأس السنة الفارسية (النوروز) في 21 مارس/آذار من كلّ عام، وتبقى مفروشة بسبع مواد، تبدأ بالفارسية بحرف السين، طيلة إجازة العيد والتي تستمرّ لأسبوعين تقريباً.

تطبخ السمنو قبل العيد بأيام، ويحتاج تحضيرها لوقت طويل قد يصل لعشرين ساعة، وهي مكوّنة من حبوب القمح ودقيقه. لكنّ البعض لا يزالون يحضرونها على الطريقة التقليدية القديمة، حيث يغسلون القمح وينقعونه بالماء حتى تظهر منه البذور.

تُتركُ حبوب القمح لتجف، ومن ثم تصنع منها العائلات طحيناً خاصاً، ويخلطونها مع الماء وتوضع على نار متوسطة وتحرك كي لا تلتصق لساعات طويلة، وتكتسب لوناً بنياً غامقاً بمرور الساعات. إضافة السكر خيارٌ يعتمده البعض، والبعض الآخر يكتفي بطعم القمح الطبيعي فيها.

في القديم، كانت السمنو تطبخ في أوان نحاسية، اعتقاداً بأن هذه الأطباق تزيد من جمال اللون البني للحلوى، كما يقول كبار السن أن الأواني النحاسية تساعد في توزيع الحرارة في الطبق، فالسمنو قابلة للاحتراق إذا لم تُحرّك جيداً وإذا لم يُراعَ مُعِدّوها درجة الحرارة المناسبة.

كانت العائلات تجتمع لتحضير الحلوى ليلاً قبل حلول العيد، مردِّدَةً أغانيَ وأناشيد خاصة أثناء إعدادها، ورغم أن معظم الإيرانيين اليوم يشترون حلوى السمنو الجاهزة، لكنهم ضمنياً يفضلون تلك المصنوعة في البيوت، حيث يبيعها أصحابها للزبائن الراغبين فيها. ولعلّ أشهر أنواع السمنو هو المسمى بـ"سمنو العمة ليلى".

اشتهرت العمّة ليلى في منطقة شهريار، القريبة من العاصمة الإيرانية طهران، وكانت تصنع السمنو منذ ربيع عمرها وتقدمه للجيران وللأقارب مجاناً كنذر. كانت تقوم بذلك لتنال الثواب.
بعد فترة، قررت ليلى أن تحاول بيع ما تصنعه من الحلوى في الأسواق الشعبية بطهران، وبالفعل شهدت "سمنو العمة ليلى" إقبالاً شديداً، ومع مرور الوقت تقبلت العمة ليلى أن تحضير الحلوى بات مهنةً تقتات منها.

حوّلت الطابق الأرضي في المبنى الذي كانت تقطن به مع أولادها إلى مطبخ فيه العديد من الأواني النحاسية، التي كانت تطبخ فيها السمنو خلال أيّام العام، وليس فقط في فترة العيد، وهي الفترة التي كان ينضم إليها فيها جيرانها لمساعدتها في طقس يشبه طقس إعداد السمنو في أيام. حتى بعد وفاة ليلى، حافظ أولادها وأحفادها على تميّزها فاستمروا بتحضير "سمنو العمة ليلى".

وباتت "سمنو العمة ليلى" من أشهر الأنواع التي يطلبها الإيرانيون ويجدونها في سوق تجريش الشعبي، شمالي العاصمة، حتى أن العائلة حاولت تصدير هذا السمنو للإيرانيين في الخارج. ويصل سعر العلبة الواحدة إلى نحو دولار ونصف دولار، ولكن لا يمكن أن يستغني الإيرانيون عن هذه الحلوى التي تعد جزءاً من عيدهم ومن تاريخهم، ويحاولون اليوم المحافظة عليها قدر المستطاع.

دلالات

المساهمون