جوليا بطرس.. صوت أبعد من الأحزاب

جوليا بطرس.. صوت أبعد من الأحزاب

01 ابريل 2015
جوليا تواصل تحدي السائد
+ الخط -

رغم انحيازها لفريق سياسي لبناني، استطاعت المغنية جوليا بطرس أن تحصد الإجماع في لبنان على محبتها.

المطربة التي تجاهر بمواقفها المؤيدة للمقاومة اللبنانية، والخط السياسي التابع لفريق الثامن من آذار. توازن في فنّها ولا تدخل في المهاترات وردود الفعل التي تتهمها بهذا الانحياز، بل تُبقي دائما على تحييد فنّها وأغنياتها عن كل ما هو متداول، وتحاول جمع التيارين اللبنانيين المتنازعين.

في كل حفل تحييه جوليا، يجلس مؤيدو فريق المستقبل من نواب أو مناصرين إلى جانب مؤيدي ونواب التيار الوطني الحر، للاستماع إلى أغنياتها.
ينتهي الحفل ويخرج الفريقان بهدوء دون أن تنغص الاختلافات السياسية انسجامهم بصوت جوليا.

لا توفر انتقاداتها للأحزاب اللبنانية، فهي كابنة الحرب اللبنانية عانت كما كل اللبنانيين من تنكيل هذه الأحزاب بوطنها وناسه طوال فترة الحرب، لكنها بالطبع تقف أمام كل من قال لا لإسرائيل، ورغم أن والدها عام 1947 كان ضمن الحزب القومي السوري، لكن ليس بالضرورة بالنسبة لها، كما تصرح دائما، أن يكون الأولاد وارثين لآبائهم في الحزب. "أرفض أن أنتسب لأي حزب وولائي التام لعلم لبنان وليس لعلم حزبي"، هذا ما تكرره جوليا بطرس دائما.

لكن هل مثلت فريق التيار العوني في مرحلة سياسية سابقة؟ هي نفسها لا تنفي ذلك.

يومها ظنّ العونيون في لبنان أن جوليا مطربتهم والصوت الذي يمثلهم، لكنها انتفضت مجددا رغم محبتها للتيار، وقالت أريد أن يصل صوتي لأبعد من هؤلاء.

تحتفل اليوم المغنية اللبنانية بعيدها السابع والأربعين، هي التي أصبحت قبل عام حرم وزير التربية اللبنانية إلياس أبو صعب، مدير الجامعة الأميركية في دبي، لكن حرم معالي الوزير لم تتغير فنيا. بل أبقت على التزامها الغنائي.

تحاول جوليا في الغناء المحافظة على الخط التقليدي الذي كان شاهدا على نجاحاتها الفنية بالصوت، تحولت من"غابت شمس الحق"، الأغنية الوطنية الجامعة لوطن النزاعات خلال فترة الحرب اللبنانية، إلى اللون العاطفي الذي تميز بكلاسيكية واضحة، وأسعفها في ذلك فهم شقيقها الملحن زياد بطرس لهذه النوعية، والقيام بتلحين جزء كبير من أغنياتها بطريقة متجددة لا تشبه بعضها، تسمّى ربما تفرد خط جوليا بطرس الغنائي عن غيره من الألوان، وتغذية اللون عاما بعد عام، فلا تحدي فنيّ لمواكبة العصر أو استسهال الأغنية بكلمات أو ألحان تؤثر على لون صاحبته، بل على العكس طوال فترة نجاحها حاولت الحفاظ على الوجهة الكلاسيكية في الغناء العاطفي، التي لا تتعب المشاهد.

حتى في أزيائها التي تميزت في السنوات الأخيرة بالكلاسيكية والألوان الموحدة، كرست حضورها كواحدة من أكثر الفنانات التزاما.

دلالات

المساهمون