المصور فادي العاروري: خسرت كليتي وعيني لم تبارح العدسة

المصور فادي العاروري: خسرت كليتي وعيني لم تبارح العدسة

01 ديسمبر 2015
رسالة للشارع الفلسطيني نفسه وللعالم الخارجي (العربي الجديد)
+ الخط -


لطالما كانت الصورة أقوى وأسرع وسيلة لإيصال رسالة إلى العالم من خلالها، فصورة الشهيد محمد الدرة الذي استشهد على يد الصهاينة أججت الانتفاضة الفلسطينية، كما كان لصورة الطفل إيلان كردي الذي قضى غرقاً على الشواطئ التركية خلال رحلة هجرة غير شرعية، الأثر الكبير على الحكومات الأوروبية التي سهّلت طريق الهجرة لفترة من الزمن.

فادي العاروري (32 سنة)، مصور صحافي من رام الله بفلسطين، قال لـ"العربي الجديد": أعمل في التصوير الصحافي منذ 11 سنة، تخرجت من جامعة بيرزيت في اختصاص صحافة وعلوم سياسية، ثم عملت في صحيفة الأيام الفلسطينية بمهنة مراسل لمدة خمس سنوات.

وأضاف: خلال دراستي في الجامعة، التحقت بدورتين للتصوير الفوتوغرافي، ومن خلالهما أحببت التصوير، واشتريت أول كاميرا لأصور التقارير التي كنت أعدها للصحيفة، ثم تطورت في المهنة بعد أن عملت في وكالة "معاً"، حيث كنت أصوّر المواجهات التي كانت تحدث بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي العام 2007 خلال تغطيتي لعملية عسكرية إسرائيلية في رام الله، أصبت بطلقتين ناريتين واحدة في الكِلية والأخرى في الكبد، إذ تم استئصال كِليتي وبقيت في فترة علاج لمدة عام كامل، ما اضطرني إلى التوقف عن التصوير.

وقال: بعد عودتي لممارسة المهنة، عملت مع وكالة "رويترز" لمدة سنتين ونصف، وكانت فرصتي كي تصل صُوري إلى وكالات الأنباء والصحف العالمية، وهذا كان حافزاً لي، خاصة أنني شاب أعمل مع وكالة أنباء عالمية، وهذا كان كافيا كي ينتشر اسمي بشكل كبير وفي فترة قصيرة، إذ بدأت العمل مع وكالة الأنباء الصينية ومستمر معها حتى الآن.




العاروري، أشار إلى  أنه يركز على انتهاكات الاحتلال بالدرجة الأولى ويهتم بتفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين في القرى والمدن الفلسطينية، وخاصة القرى التي تعاني من خطر التهجير بحكم وجودها قرب المستوطنات الإسرائيلية أو ضمن مناطق عسكرية مغلقة.

ويعتبر أن الصورة التي يصوّرها هي أكبر رسالة للشارع الفلسطيني نفسه وللعالم الخارجي، ويقوم بنشر الصور على صفحات التواصل الاجتماعي مع تعليق باللغة الإنجليزية كي تصل الرسالة إلى أكبر عدد من الأجانب، إذ تنقص الفلسطينيين استراتيجية إعلامية تستطيع أن توصل الصورة إلى شعوب العالم كافة.

ويضيف: "أحاول أن أوثّق وأجمع الصور في كتب ومعارض كي نحاصر العدو الإسرائيلي بالوسائل كافة. وقد اشتركت في معارض عدة وفزت بجائزة Worldpress Photo عام 2009 فئة البورتريه، كذلك اشتركت في أكثر من عشرة معارض في أوروبا والدول العربية، ولكن حتى الآن لم أنظّم أي معرض لي في فلسطين، لأنني أعيش في مجتمع قريب من صُوري. لذلك أشعر أنه يجب أن أقدم نوعية مختلفة من الصور ومشروعي القادم هو المزج بين معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال وقدرته على الإبداع".

وحول اشتراكه في معرض الصُور الذي أقيم في مدينة صيدا (جنوب لبنان) بالاشتراك مع زميله المصور عطا جبر، يقول: كانت أسئلة الناس حول كيفية التقاط الصور في المواجهات وكيف نحمي أنفسنا، وما هي الصعوبات التي يواجهها الصحافي في فلسطين، وأنا بدوري نقلت الصورة بتفصيل أكثر.



اقرأ أيضاً: الحرب في سورية.. فيلم من دقيقة لم تنته

دلالات

المساهمون