الماكياج الذي أغرق شاشاتنا

الماكياج الذي أغرق شاشاتنا

29 يناير 2015
قراءة خبرٍ بشفاهٍ أغرقها الأحمر (Getty)
+ الخط -
تتعدّد التعريفات عندما تتعلّق المعضلة بالصّحافيين والمراسلين والوجوه التي تُطلّ على شاشاتنا التلفزيونية. باتت الصفات في بلادنا تعتمد على الشكل الخارجيّ حصراً. فبين الإعلامي والصحافي خطوط فصلٍ واضحة.

الصحافيّ ليس بإعلاميّ، والعكس صحيح. ذلك ببساطة، بسبب الشكل الخارجي الذي فُرض بين ليلة وضُحاها على بعض نساء شاشاتنا. بات التصنيف واضحاً، الصحافية تكتب وتُغطي الأخبار، أما الإعلامية، فتظهر على الشاشة. حتى لو اقتصر عملها على قراءة خبرٍ بشفاهٍ أغرقها الأحمر. أمّا الصحافة والإعلام، فمتلاصقتان تكملان بعضهما.

لقد استحوذ الشكل الخارجيّ على عبارة "الإعلامي/ة"، فبات السيناريو متكرراً على الشاشات، ضمن البرامج السياسية والترفيهية والنشرات الإخبارية. النقد يأتي من منطلق تحوّل الظهور على الشاشات إلى سباق لعرض الشكل الخارجي وليس الدهاء الصحافيّ. ولكن المبارزة احتدّت بين الإعلاميات بعد توسّع دائرة عمليات التجميل والتلوين، ليُغرق الماكياج شاشاتنا.

ما نتعلّمه في الجامعات عن الصحافة، يبدو مختلفاً عمّا نواجهه من انقسام بين الاعلام والصحافة، فنكون إمّا الصحافية والمراسلة "المنكوشة" أو الإعلامية التي تتربع الشاشة. وإن أتى الفصل بعد أن تعلّمنا أنّ المهنتيْن متلازمتيْن، ألم يحن وقت الفصل بينهما بدءاً من الجامعة حتى الوظيفة؟

دلالات

المساهمون