المخرج محمد إبراهيم: حلمي أن أصور فيلماً

المخرج محمد إبراهيم: حلمي أن أصور فيلماً

04 فبراير 2015
المخرج محمد إبراهيم (العربي الجديد)
+ الخط -
فقد المخرج الفلسطيني محمد ابراهيم ابن مخيم عين الحلوة، والده عندما كان في التاسعة من عمره. فبدأ العمل وهو على مقاعد الدراسة لإعالة العائلة المؤلفة من 12 فرداً. كان يوزّع القهوة في سرايا صيدا الحكومية، وصار يبيع فيما بعد بالإضافة إلى القهوة، الطوابع المالية.

في العام 1982 إبان الاحتلال الاسرائيلي للبنان واتخاذ سرايا صيدا الحكومية مقراً لهم، انتقل للعمل في مطعم فلسطين بمدينة صيدا، ثم انتقل إلى سوق الخضروات، للعمل في نقل الخضروات للزبائن واستطاع مساعدة عائلته مادياً. استمر في العمل من المرحلة الابتدائية حتى السنة الجامعيّة الثالثة، موضّحاً في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ هذه المرحلة في حياته كانت صعبة جداً.

وعن كيفيّة بدايته الفنيّة، شرح إبراهيم: "خلال المرحلة الدراسيّة، طلب أحد الأساتذة منا أن نتدرب على التمثيل. رفضت في البداية، وبقيت خارج القاعة، ولكن عندما انهمر المطر هربت إلى القاعة، ونظرت إلى الأستاذ، طالباً منه أن أمثل، فأسند لي دور الجريح في المسرحية. كنّا حوالي 15 تلميذاً ولم يبق غيري في فرقة التمثيل. ومنذ ذلك الوقت، أكملت هوايتي بالتمثيل".

وتابع: "كان أول دور لي في احدى المسرحيات الفلسطينية "الأسير فياض"، فعشقت العمل المسرحي والتمثيل. كنت دائماً استمع إلى مسرحيات الرحابنة من خلال راديو صغير أملكه. بحثت عن الشباب الذين كانوا معي خلال مراحل التدريب على التمثيل وقمنا بتأليف مسرحية تحت عنوان "الحجر" خلال الانتفاضة في فلسطين عام 1987. لكن كانت الامكانيات الضئيلة تشكّل عائقاً لتنفيذ العمل، فصنعنا الديكور من صناديق الخشب الفارغة وعلب الكرتون، وانطلقنا بالعمل المسرحي الهادف، وخاصة واقع المخيمات الفلسطينية وحياة اللاجئين بداخلها".

كان هدف إبراهيم تأسيس جمهور طفولي للمسرح الفلسطيني، فخضع لدورات مسرح، واتجه لمسرح الأطفال تحديداً، وعرض أول مسرحية تحت عنوان "الديك الهادر" وهي قصة تراثية فلسطينية. ومنذ ذلك الوقت بدأ بعرض مسرحيات الأطفال في المخيمات كافة.

انتقل بعدها إلى دور البطولة في عدد من المسرحيات، منها "ثورة الزنج"، ومسرحية "القبعة والنبي"، ثم تحول إلى مرحلة الإعداد والإخراج المسرحي، ونفّذ حوالي 20 مسرحية متنوعة بين وطنية واجتماعية وأطفال ومسرح دمى، وذلك خلال فترة عمله مع جمعية غوث الأطفال البريطانية. وعرضت أعماله في المخيمات والمناطق التي يقطنها فلسطينيون، منها مسرحيات، مجلس العدل، السر المدفون، طيور الظلام، مملكة الألوان وغيرها.

في العام 1992 اتجه إلى العمل الإذاعي ونفّذ مسلسلين إعداداً وإخراجاً. وفي العام 1994 اتجه إلى العمل التلفزيوني بسبب الجمود في حركة المسرح، وعمل أربعة أفلام قصيرة منها فيلم "محمد يا زر الورد" الذي يتناول قصة الشهيد محمد الدرّة، ونال عن الفيلم شهادة تقدير وجائزة خاصة من مهرجان أصفهان الدولي. وفي العام 1995 خضع لدورات تدريب في التصوير والمونتاج والاخراج التلفزيوني وقام بتنفيذ أكثر من أربعين فيلماً وثائقياً لصالح مؤسسات حقوقية وخيرية في أميركا وأوروبا وأستراليا، بالإضافة إلى أفلام وثائقية عن حياة الدكتور فتحي الشقاقي وعن انتفاضة الأقصى وحياة الشهيد يحيى عيّاش، ومسلسل عائدون. وشارك بتأسيس فضائية "فلسطين اليوم" ثم اتجه للعمل في قناة القدس، كمنتج ومنفذ لعدة برامج، منها، برنامج "كل الأطراف" الذي قام بتصوير 64 حلقة منه.

لكن المحطة الأبرز في حياة المخرج محمد إبراهيم هي عندما زار قطاع غزة، ودخل عن طريق الأنفاق من مصر، وصوّر عشرين حلقة مع ممثلين من غزة حول الأنفاق والحياة الاجتماعية في فلسطين. وختم حديثه بالقول: "حلمي أن أصوّر فيلماً في قطاع غزة وبتمويل ضخم، لأنّ فلسطين تستحق".

المساهمون