المغرب: سلفيون سابقون نجوم إذاعة و"فيسبوك"

المغرب: سلفيون سابقون نجوم إذاعة و"فيسبوك"

01 أكتوبر 2014
آلاف المعجبين يدخلون صفحة الفزازي على فيسبوك (Getty)
+ الخط -
تحوّل دعاة ومشايخ مغاربة إلى "نجوم" إعلاميين يقدمون برامج في إذاعات خاصة، تحظى بكثير من الاهتمام لدى جمهور المستمعين، كما باتت صفحاتهم الشخصية على موقع فيسبوك ملتقى آلاف المعجبين والمتابعين.

وبرز في هذا الصدد بعض شيوخ ما يسمى بـ"السلفية الجهادية"، ممن كانوا معتقلين سابقاً في السجون المغربية بتهم تتعلق بقانون الإرهاب، عقب التفجيرات التي شهدتها الدار البيضاء في مايو/أيار 2003، وصاروا منشطي برامج إذاعية ناجحة.

وأدين عدد من مشايخ السلفية، أبرزهم محمد الفزازي، وأبو حفص رفيقي، بـ 30 سنة سجناً نافذاً للأول، و20 عاماً للثاني، بتهم تشجيع التطرف الديني، قبل أن يحظيا معاً برفقة آخرين بعفو ملكي ربيع 2011، بعد قضاء زهاء 8 سنوات في المعتقلات.

وبينما يرى بعضٌ أن دخول مشايخ السلفية إلى العمل الإعلامي يعدّ مؤشراً على رغبة الدولة في الانفتاح على هذا التيار الإسلامي بعد أن عاقبته طيلة سنوات سابقة، ذهب آخرون إلى أن الأمر يتعلق بالاستفادة إعلاميّاً من شعبيتهم الواسعة.

ويقدم الفزازي، برنامجاً يوميّاً في الإذاعة الوطنية يتطرق من خلاله إلى وسطية وتسامح الدين الإسلامي، كما يقدم برنامجاً مماثلاً على أثير إذاعة خاصة.

وكان الفزازي، الذي يعمل حاليّاً خطيباً رسميّاً في أحد مساجد مدينة طنجة، قد أشرف في شهر رمضان الماضي على تقديم برنامج بثته إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، استعرض فيه جوانب من حياته، خاصة تلك التي تلت خروجه من السجن.

ويعتبر الفزازي أن دخوله العمل الإعلامي من خلال برامج إذاعية، أو حتى الحضور في برامج تلفزية لمناقشة الأمور التي له إلمام معرفي بها، تجربة مفصلية في حياته المهنية والدعوية، لما أثْرتْه من تواصل مع الناس، ويرى أن أكبر ميزة حصل عليها من حضوره الإعلامي، قربه من الجمهور بمختلف فئاته، ما جعله ينظر إلى الحياة بمنظور مختلف عن السابق.

وليس الظهور الإعلامي وحده ما جذب الأنظار إلى الفزازي، فصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يدخلها آلاف المعجبين والمعلقين، الذين يتواصلون معه إما بالثناء والإشادة، أو بالنقد لمَا سماه بعضٌ "تراجعاً عن مبادئه الدينية السابقة".

وبدوره يقدم الشيخ أبو حفص رفيقي، برنامجاً أسبوعيّاً على محطة إذاعية خاصة، عنوانه "في العمق"، ويعتمد في بثه على جانبين، الأول بسط الموضوع ومناقشته، والثاني يرتبط بتفاعل المستمعين عبر الاتصالات الهاتفية.

ومن ضمن الموضوعات التي تطرق إليها أبو حفص في برنامجه الإذاعي، نوعية الخطاب الديني الذي يحتاجه المغاربة في خضم الانفتاح الإعلامي والتكنولوجي الجارف، وأيضاً موضوع تموقع هذا الخطاب بين الترغيب والترهيب.

ويقول أبو حفص عن برنامجه الذي ينشطه بتعاون مع إعلامي آخر على إذاعة "إم إف إم" الخاصة، إنه يناقش جميع القضايا المجتمعية والدينية بكل حرية، من دون قيود مسبقة، أو أحكام جاهزة".

ويحرص أبو حفص على بث أخبار تروج لبرنامجه الإذاعي على صفحته الخاصة في فيسبوك، كما يطلب من رواد الصفحة اقتراح موضوعات للحلقات المقبلة. وتورد الصفحة بوتيرة شبه يومية صوراً خاصة للشيخ، وأخباراً عن تنقلاته، وتعليقاته على مجريات الأحداث المحلية والدولية.

دلالات

المساهمون