المنصّة الأولى للأخبار التقنية في العالم العربي

المنصّة الأولى للأخبار التقنية في العالم العربي

23 أكتوبر 2014
تتصفّح تطبيق "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
قد تبدو "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" موقعاً إخبارياً عادياً. لكنّها في الحقيقة، على العكس من كلمة "عادي". فقد تُشير المواقع الإخباريّة العربيّة على اختلافها لأخبار التكنولوجيا والتقنيّة، لكنّ "البوابة العربيّة" هي المدخل الوحيد المُتخصّص لهذا النوع من الأخبار.
في موقع "البوابة العربيّة"، أقسام عدّة: أخبار الإنترنت، البرامج والتطبيقات، الهواتف المحمولة، الكمبيوتر، الأجهزة المختلفة، بالإضافة إلى الأمن والحماية. أي أنّ "البوابة العربيّة" تضعُنا "في قلب الحدث" وتُبقينا على اطّلاع بآخر الأخبار والمستجدّات للأخبار التقنيّة باللغة العربيّة. هُنا، قد نجد أخباراً عن إصدارات "آبل" و"سامسونغ" و"سوني" و"مايكروسوفت" أو حتى "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل" و"سناب تشات" وغيرها من دون أن نُضطرّ لقراءة آراء يُدخلها المُحرّرون عادةً في النصوص.
تمّ تأسيس الموقع في سبتمبر/أيلول من عام 2005 من قبل أحمد عبد القادر، المؤسس والرئيس التنفيذي الحالي للموقع. كان عالم الإنترنت محدوداً آنذاك، وليس في الطفرة التي يشهدها اليوم. وبحسب عبد القادر، جاء إطلاق الموقع "وفق رؤية طموحة واستشراف المستقبل المشرق للإعلام التقني العربي الذي نعايشه بكل أبعاده في وقتنا الراهن".
و"البوابة"، مُسجّلة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة كمؤسسة إعلاميّة. ويتكوّن فريقها الحالي من تسعة موظفين "تمّ تدريبهم واعتمادهم وفقاً لمعايير عالية في مجالي الإعلام الإلكتروني والتقنية"، بحسب عبد القادر. ويضيف عبد القادر، في حديثه مع "العربي الجديد"، "لكل عضو في فريق التحرير اختصاص محدد، فلدينا محررو أخبار، ونصائح تكنولوجية، وتقارير، ومحرر مختص بقطاع الأعمال، وآخر لعالم الماك وآخر مختص بنظام أندرويد، ومحرر عام، كما لدينا أيضاً، مختص بشبكات التواصل الاجتماعي...".
اللغة العربيّة عقبةً
مرّت البوابة العربية للأخبار التقنية بفترات عصيبة، ولا سيّما أنّ الشركات العالمية لم تكُن تُؤمن باللغة العربية وأهميتها بالنسبة للمستخدم العربي، بحسب ما يوضح عبد القادر. ويقول "مع مرور الوقت وظهور عدد كبير من الدراسات العربية والعالمية التي تؤكد أهمية مخاطبة المستهلك والمستخدم في المنطقة بلغته الأم، سارعت معظم الشركات العالمية إلى إيلاء اللغة العربية المزيد من الاهتمام في بياناتها الصحافية ومنشوراتها الدعائية، الأمر الذي بدأ يُسهّل الأمر على "البوابة العربيّة" بعض الشيء".
وعلى مدى السنوات التسع الماضية، طوّرت "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" قاعدة بيانات ضخمة ومنظّمة لأبرز شركات التقنيّة العربيّة والعالميّة. وترصد "البوابة" أخبار هذه الشركات عبر بياناتها الصحافية، ومدوّناتها الإخباريّة الخاصّة، بالإضافة إلى حساباتها على موقع "تويتر"، وشبكات العلاقات العامة الإلكترونيّة. ويعمل فريق عمل "البوابة" أيضاً على صناعة أخبار حصريّة قدر الإمكان، بحسب عبد القادر أيضاً.
نجحت "البوابة العربيّة" نوعاً ما في تأسيس علاقة قويّة مع معظم الشركات العالميّة التي لها تواجد في المنطقة، وفي أحيان كثيرة يتم التواصل معها وتزويدها بأخبار حصرية أو حتى تسريبات قوية جداً.
ورغم لجوء معظم منصات التواصل والشركات التكنولوجيّة الكبرى إلى إصدار مواد عن جديدهم باللغة العربيّة، بالإضافة إلى تعريب المواقع نفسها، إلا أنّ تعريب المصطلحات المُستخدمة على الشبكة لا يزال عائقاً نوعاً ما. فهناك مصطلحات لا يُمكن تعريبها، أو أنّ القاموس العربي لم يُجدّد نفسه بعد ليحتويها. هُنا، يقول عبد القادر إنّ موضوع اللغة "هو موضع جدل في معظم الأحيان، إلا أننا نلجأ دائماً إلى الحلول الوسط والأقرب للفهم بالنسبة للقارئ العربي، وفي أحيان كثيرة نستخدم المصطلح الإنجليزي نظراً لكونه معروفاً بالنسبة للجميع، مثال كمبيوتر بدل كلمة حاسوب. وعندما يتعذر التعريب لاعتبار ما فإننا نسعى لاستخدام المصطلح باللغة الإنجليزية للحفاظ على المعنى وتماسك النص". لكنّ عبد القادر يعتبر في الوقت نفسه أنّه "بات من السهل التعامل مع النصوص الإنجليزيّة وتقديمها للقارئ بصيغة مُبسّطة وسهلة تجلعه قادراً على فهم المعنى وإيصال الرسائل الأساسية من المواد".
مصدر أساسي لوسائل الإعلام
باتت "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" اليوم مصدراً رسمياً مُعتمداً من قبل عدد كبير من وسائل الإعلام. فتعتمدها على سبيل المثال قناتا "الجزيرة" و"العربية" كمصدر أساسي. ويقول الرئيس التنفيذي لـ "البوابة العربيّة": "لدينا خدمة إخبارية مخصصة لوسائل الإعلام (مدفوعة)، ولدينا في الوقع الراهن 7 من كبرى الصحف والمواقع والمؤسسات الإعلاميّة التي تتعامل معنا، والتي انتزعنا ثقتها بعد فترة تجربة طالت كثيراً مع البعض منها، حتى أثبتنا لهم مدى جودة المحتوى الذي نقدم، ناهيك عن السرعة والدقة". لكنّ عبد القادر يؤكّد أيضاً أنّ "هذه الجهات الإعلاميّة التي كان لها السبق في تبني المحتوى الذي تُقدّمه "البوابة"، أدركت مدى جاذبية هذا المحتوى وأنّه مصدر لجلب الزوار والقُرّاء والمتابعين، ولا سيّما أنّه بالإمكان استخدامه في مختلف المنصات في وقت تدخل فيه التكنولوجيا في حياتنا اليومية شيئاً فشيئاً وتلامس اهتمامات مختلف الأعمار".
ويُشير عبد القادر، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى "التحوّل الكبير في تعاطي وسائل الإعلام العربيّة مع المحتوى التقني، حيث كانت في الماضي تُدرجه تحت أقسام تحمل أسماء عامة مثل: منوعات، من هنا وهناك، علوم.. إلخ، أما اليوم فقد بدأت وسائل الإعلام في تخصيص أقسام صريحة وواضحة مثل: تكنولوجيا، أخبار تقنية، تقنية، وغيرها". ويُضيف: "هذا الأمر الذي يُؤكد أننا نعيش حالياً في المستقبل الذي استشرفناه في السابق لدى إطلاقنا للموقع قبل 9 سنوات".
لدى "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" تطبيق للهواتف وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تُساعدها في الانتشار أيضاً. على صفحتها على "فيسبوك"، لدى "البوابة" أكثر من 116 ألف مُعجب. وعلى "تويتر"، يتبع حسابها أكثر من 27 ألف مُغرّد. أما على "غوغل بلاس"، فيُتابعها نحو ثلاثة آلاف مُتابع، حاصدةً أكثر من ثلاثة ملايين مُشاهدة لأخبارها هناك. كما يُتابعها على "يوتيوب" أيضاً أكثر من 600 مُستخدم.
ولهذا، لدى "البوابة" مُختصّ مُتفرغٌ بالكامل. ويقول عبد القادر: "لدينا استراتيجيّة لنشر المحتوى على الشبكات الاجتماعية، وخطط مفصَّلة للأحداث والتغطيات الموسميَة مثل أسبوع "جيتكس للتقنية" (الذي أقيم في دبي الأسبوع الماضي) مثلاً الذي حققّت فيه "البوابة" نجاحاً باهراً هذا العام".
لا يرى المدير والرئيس التنفيذي لـ "البوابة العربيّة للأخبار التقنيّة" أنّ الأخيرة تهدف لتكون مثل موقع "ماشابل" المُتخصّص. ويقول: "ماشابل موقع يعتمد أسلوب التدوين ويشمل كل شيء وليس التقنية فقط، لكنّنا نتطلع إلى أن نبني نموذجاً أقرب إلى موقع "سي نت" الشهير، فهو أقرب لنموذج عملنا". لكنّ "البوابة" لم توقف أهدافها بحسب عبد القادر، بل تعمل، بعد أن أصبحت الوكالة العربيّة الأولى للأخبار التكنولوجيّة، على إطلاق تلفزيون AITNEWS على الإنترنت.

المساهمون