NSO أسسها خريجو الاستخبارات الإسرائيلية... وتعمل في دولة عربية

NSO أسسها خريجو الاستخبارات الإسرائيلية... وتعمل في دولة عربية

28 اغسطس 2016
(Sean Gallup/Getty)
+ الخط -
توالت التفاصيل عن حقيقة شركة البرمجة والهايتك الإسرائيلية NSO، التي تشي إشارات متعددة بأنها وراء اختراق منظومة الحماية لشركة "آبل"، عبر محاولة اختراق جهاز الهاتف المحمول للمعارض الإماراتي أحمد منصور، بحسب ما أعلنت شركتا Lookout وCitizen يوم الخميس الماضي.

وقالت مواقع إسرائيلية إنّ الشركة تأسست عام 2008، وأنها تتخذ من مدينة هرتسليا مقراً لها. وأشارت إلى أن مؤسسي الشركة هم من خريجي شعبة الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية "أمان"، والشركة سبق أن حصلت قبل أعوام بالرغم من حساسية الخدمات التي تبيعها لزبائنها، على تصريح رسمي من وزارة الأمن الإسرائيلية لبيع خدماتها لزبائن في دول الخليج العربي، بحسب ما أورد خبير الشؤون الاستخباراتية في يديعوت أحرونوت، رونين بيرغمان.

وأضاف بيرغمان أن الشركة الإسرائيلية تضمن لزبائنها القدرة على السيطرة والتحكم من بعد بجهاز "آيفون" من إنتاج "آبل" من خلال التحكم ببرمجة حصان طروادة تخترق الجهاز وتسيطر عليه عبر إرسالها بالبريد الالكتروني للجهاز المنوي السيطرة عليه والتحكم به. وبحسب بيرغمان فمن اللحظة التي يخترق فيها برنامج "الحصان الطروادي" الجهاز، تبدأ عملية التنصت وتسجيل كل ما يقال فيه، وأيضاً تصوير ونسخ كل ما على الجهاز من رسائل وبرامج ووثائق، وحتى الولوج إلى الشيفرة السرية لكل حسابات البريد الإلكتروني، والبنك والمصارف.

وبحسب بيرغمان فإن وزارة الأمن الإسرائيلية صادقت قبل عامين ونصف على السماح للشركة ببيع منتجاتها وخدماتها لإحدى دول الخليج العربي. وادعى بيرغمان أن هذه القضية تشير إلى الخطورة الكامنة والإشكالية المترتبة على بيع خبرات تقنية أساسها معلومات وخبرات إسرائيلية، لأطراف أخرى من المحتمل أن تصل لاحقاً إلى "جهات معادية لإسرائيل".

لكن العبرة الأهم في قضية الشركة الإسرائيلية، أنها تعتمد على عقول وخبرات من خدموا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وربما أيضاً في وحدة السايبر العليا المعروفة باسم الوحدة 8200، علماً بأن كثيراً من شركات الهايتك والسايبر الإسرائيلية، والخبرة الإسرائيلية التي يتباهى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مصدرها ومنبعها الجيش الإسرائيلي وأذرع الاستخبارات، حتى لو تطورت لاحقاً لشركات تجارية مدنية، فإن أحداً لا يضمن عملياً ألا تحافظ هذه الشركات على علاقة مع الأجهزة الإسرائيلية، ولا سيما أن عدداً من الشركات الإسرائيلية سبق أن تورطت في عمليات تجسس مشابهة.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن مكاتب الشركة الرسمية في هرتسليا، لا تبعد كثيراً عن فرع شركة "آبل" في إسرائيل. وأضافت يديعوت أن الشركة التي أسسها عومر ليفي، باتت اليوم مملوكة لشركة الاستثمارات الأميركية "فرانسيسكو بارتنيرز"، وتعمل عادة من وراء الكواليس وبعيداً عن الضجيج الإعلامي.

جدير بالذكر أن هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية التي تحمل عادة أسماء دولية وأجنبية لا تدل على هويتها الحقيقية تنشط في مختلف أنحاء العالم، تحت ستار حراسة المعلومات والمنظومات الرقمية، ومنها شركة "تشيك بوينت". وقد سبق أن وجهت اتهامات مختلفة لإسرائيل بالتجسس على هواتف زعماء من مختلف أنحاء العالم، منها الاتهامات التي وجهت للاستخبارات الإسرائيلية بالتجسس على هاتف رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، خلال زيارته في أيار/مايو الأخير إلى تل أبيب.

ويُذكر أن تطبيقات عالمية بدأت كفكرة "ستارت أب" في إسرائيل، مثل شركة "فايبر" وتطبيق "فايبر" للاتصالات الذي شاع كثيراً في العالم العربي واستخدمه ملايين، بمن فيهم شخصيات رفيعة المستوى، قبل أن يتبين أنها كانت شركة إسرائيلية صرف، وكذلك هو الحال مع تطبيق "وييز" الذي سرعان ما احتل مكان "جي بي إس"، ويغطي بلداناً كثيرة في العالم، عبر الاستعانة بخرائط غوغل العالمية.

المساهمون