هكذا تخترق فلاتر "سناب تشات" خصوصية المستخدمين

هكذا تخترق فلاتر "سناب تشات" خصوصية المستخدمين

04 مايو 2016
شهدت فلاتر سناب تشات نجاحاً منقطع النظير (تويتر)
+ الخط -
مع أكثر من 10 مليارات مشاهدة يومياً للمقاطع المصوّرة، تفوّق تطبيق "سناب تشات" على موقع "فيسبوك". تطبيق تبادل الصور الشهير، والذي يستعرض خلال مدة لا تتجاوز الـ 24 ساعة مجموعة من الصور والمقاطع المصورة عن حياة المستخدم، شهد ارتفاعاً وصل لـ 67 في المئة عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تضاعفت مشاهدة المقاطع المصوّرة من خلاله في أقل من سنة فقط. 

ولعلّ أهم أسباب نجاح "سناب تشات" هو دورة التحديثات المختلفة للتطبيق والتي تحدث مرتين تقريباً كل شهر. ومن أبرز تلك التحديثات كانت ميزة الفلاتر filters المتغيّرة للوجوه والتي تتيح للمستخدمين تغيير أشكال وجوههم، بالإضافة إلى الخلفية المحيطة بطريقة سهلة وفريدة من نوعها، لتجربة متنوعة في تبادل الصور والمقاطع المصورة.

لاقت تلك الفلاتر رواجاً منقطع النظير، بحيث أنّها غزت وسائل التواصل الاجتماعي لما تحويه من ابتكار في مجال تغيير ملامح الوجه، بالإضافة إلى القدرة على تسجيل مقاطع مصوّرة بجودة عالية وتبادلها مع الأصدقاء. وكل تلك المقاطع المرسلة تُعرف باللقطات، والتي يعيّن المستخدم مهلة زمنية لعرضها حيث إنها تتراوح بين ثانية واحدة و10 ثوان، لتحذف بعد ذلك، مع إمكانية إعادة عرضها مرة إضافية فقط.

ومن أولى التطمينات من قبل شركة "سناب تشات" لمستخدميها عن خصوصية المستخدمين، إمكانية معرفة سرقة الصورة أو المقطع المصوّر، أي ما يعرف بالـ Screenshot، إلى جانب تحسينات قامت بها الشركة السنة الماضية لتقوية أمن الحسابات عبر وصلها بالهاتف وطلبها معلومات إضافية في حال تمّ الدخول الى الحساب من موقع جغرافي بعيد نسبياً عن موقع المستخدم المعتاد.


وكانت إحدى الشركات الأسترالية المتخصصة في أمن المعلومات، قد كشفت عن ثغرتين أمنيتين في برنامج "سناب تشات". وقد صرّحت الشركة أن الأمر خطير، فالثغرة الأولى تتيح جمع المعلومات، في حين أنّ الثانية تسمح بخلق حسابات عشوائية لأغراض تسويقية، وتعمل على إرسال باقة من الرسائل للمستخدمين من دون علم المستخدم. لكن شركة "سناب تشات" عادت لتؤكد أن لا ثغرات في التطبيق، وأنّها تحتفظ بالصور والمقاطع المصوّرة، بيد أنّها لن تستعمل تلك المعلومات إلّا في حال طلبها من قبل السلطات الأمنية في موضوع متعلّق بالأمن والسلامة. وأكّدت الشركة أنّ معلومات وصور مستخدميها محميّة ولن يتمّ استخدامها من قبل أي تطبيق أو طرف ثالث.

وتندرج مخاوف مستخدمي التطبيق في خانة الخوف على خصوصيتهم، خاصة أنّ المعلومات المنشورة على "سناب تشات" بالذات هي معلومات خاصة جداً بحيث أنّ معظم الصور المرسلة تكون عفوية بسبب علم الجميع أنّها ستختفي بعد فترة من قراءتها لا تتجاوز الثواني العشر في حال كانت رسالة، وفي حال كانت ضمن القصة story فهي ستختفي بعد 24 ساعة. لكن ماذا عن الفلاتر؟ وهل تنتهك خصوصية المستخدمين؟

لنبدأ بطريقة عملها: الفلاتر تعمل على التحقّق من موضع العينين، الأنف والفم لتحديد شكل الوجه، تحضيراً لتغيير الشكل ووضع الشكل الجديد فوقه. مع كل مرة يُستعمل فيها الفلتر، يتعرّف التطبيق الأكثر على ملامح وجه المستخدم. تماماً كما يحصل في مستشعر البصمة الخاص بأجهزة "آيفون" و"سامسونغ" الجديدة، فهو يتعرّف أكثر على بصمة المستخدم، ليصبح أكثر دقّة مرة تلو الأخرى. إذاً، كلما استخدمنا "سناب تشات"، كلما اعتاد التطبيق على ملامح وجهنا. يندرج هذا الأمر تحت خانة القناعة الشخصية لكل مستخدم، فهو بملء إرادته يعلم أنّه يعطي التطبيق معلومات عن وجه، وتلك المعلومات ستحفّظ في بيانات الشركة تماماً كالبيانات المحفّظة في موقع "فيسبوك" عن وجوه المستخدمين. لكن أين الخطورة الزائدة في تطبيق "سناب تشات"؟

تكمن خطورة فلاتر "سناب تشات" الزائدة في آخر فلتر أضيف للتطبيق، والذي يدمج وجهين، الأوّل وجه المستخدم من خلال عدسة الكاميرا، والآخر من داخل تطبيق الصور الخاص بكل مستخدم. ويعمل التطبيق على تحديد الصور الشخصية داخل تطبيق الصور ليستعرضها لتجربة تبديل الوجوه. أي أنّه في حال عدم استخدام شخص لتطبيق "سناب تشات"، قد تستطيع الشركة وبسهولة الحصول على معلومات كاملة عن ملامح وجهه وبدقة بمجرّد تواجد صورته في تطبيق الصور لمستخدم يستعمل "سناب تشات". وبمجرّد محاولة تبديل الوجه مع هذا الشخص، تحفّظ كامل المعلومات عن ما يسمى ببصمة الوجه المؤلفة من حجم وشكل العيون، الأنف والفم.

في هذه الحالة، تُخترق خصوصية المستخدم وكل من التقطت صورهم داخل الجهاز، بموافقة المستخدم الذي لا يدري أنّه ينتهك حقّهم بالخصوصية. وإن لم تكن ناشطاً على وسائل اجتماعية، فأنت أيضاً عرضة لتخزين معلومات عنك في قاعدة بيانات تلك الشركات.


ومع استمرار تزايد استخدام تطبيقات التراسل، يتزايد الهاجس لدى البعض ممن يفضلون الحفاظ على حريتهم وخصوصيتهم، خاصة أنّ معظم التطبيقات وأشهرها تعمل على التعرّف إلى ملامح الوجه كموقع "فيسبوك" مثلاً والذي يتعرّف الى الوجه بدقة 76 بالمئة، أي أفضل من المستشعرات الموجودة لدى الاستخبارات الأميركية. من هنا تكمن خطورة فلتر تطبيق "سناب تشات" الجديد والذي يعرّض كل شخص تتواجد صورته داخل تطبيق الصور لدى المستخدم لجمع بياناته وتحفيظها، بحيث إنّ لا أحد تقريباً في العالم بعيد عن تلك البيانات التي بحسب الخبراء، ستحمل مواصفات وبيانات 90 في المئة من سكان الأرض نهاية عام 2018.

وقد أشارت شركة "فيسبوك" إلى أنها حالياً تطوّر تقنية جديدة في تطبيق متصّل بالكاميرا والتي تسمح للمستخدم بتحميل الصور الملتقطة مباشرة من الكاميرا على الموقع بطريقة سهلة وسريعة، لتقوم التقنية بتحميلها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستاغرام" أيضاً.

وقد أوضحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الميزة الجديدة تتيح فتح التطبيق الذي يُرسل مباشرة إلى الكاميرا تماماً كما يعمل تطبيق "سناب تشات" من أجل التقاط الصور لنشرها على الشبكة. وتأتي خطوة "فيسبوك" بعد ان تفوق تطبيق "سناب تشات" بعدد مشاهدة المقاطع المصورة بحيث انّ مستخدمي التطبيق ارتفع ليتخطى الـ 100 مليون مستخدم يومياً.
هذا ويُمضي أغلبية مستخدميه حوالي 30 دقيقة داخله، كما أن 60 في المئة يستخدمون التطبيق لالتقاط الصور والفيديو مع إضافة الفلاتر ليعيدوا نشر أغلبيتها على موقعي "تويتر" و"فيسبوك".

وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة "سناب تشات" تبذل مجهوداً كبيراً للتفوق على "فيسبوك"، بحيث أنّها دائماً تحاول التركيز على جودة المقطع المصوّر وكيفية تحسينه شكلاً. ويعزو محللون شهرة "سناب تشات" لميل الناس لاستخدام التواصل عبر الصور والمقاطع المصورة أكثر بكثير من المكالمات والمحادثات.

المساهمون