غضب أردني على البرلمان إثر السّماح بالاستثمار الإسرائيلي

غضب أردني على البرلمان إثر السّماح بالاستثمار الإسرائيلي

25 مايو 2016
انتقادات لاذعة من الأردنيين للبرلمان (Getty)
+ الخط -
انتفض الناشطون الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسوك" و"تويتر" ضد مجلس نوابهم الذي تراجع، يوم الأحد الماضي في غضون ساعتين، عن قرار "ثوري" اتخذه بالحظر على الشركات الإسرائيلية المشاركة في صندوق الاستثمار السيادي الذي ستناط به مهمة إدارة الاستثمارات الحكومية الاستراتيجية، ليتحول المجلس الذي يعاني من تراجع في شعبيته منذ انتخابه في يناير/كانون الثاني 2013، خلال الساعتين، من "بطل شعبي" إلى "خائن وعميل".

بدا واضحاً تحفظ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن "التورط" بالاحتفال بالقرار التاريخي الذي اتخذه النواب بحظر مشاركة الشركات الإسرائيلية في صندوق الاستثمار، فتعاملوا مع القرار في سياقه الخبري ليس أكثر، وكأن "حدسهم يخبرهم بعجز النواب عن التمسك بقرارهم ليصبح نصاً قانونياً نافذاً"، وهو ما ثبت صحته عندما تراجع النواب عن الحظر الذي فرضوه على الشركات الإسرائيلية.

التراجع أثار غضب الناشطين الذين أطلقوا عدداً من الوسوم على غرار "#مجلس النواب" و "#حب_الأردن" و"#صندوق_الاستثمار" و"#اردني_ارفض_الاستثمار_الاسرائيلي" للنيل من أعضاء المجلس الذين أصبحوا في نظر الناشطين "عملاء وأدوات بأيدي الأجهزة الأمنية الأردنية التي تديرهم حسب رغباتها وتوجهاتها، من دون قدرة منهم على الاضطلاع بصلاحياتهم الدستورية التي تكفل استقلالهم".

وغرد أحد الناشطين منتقداً النواب "يا أخي في ناس بتحسهم امتهنوا قلة الهيبة والكرامة والذل وأخذوهم عطاء"، فيما دعا آخر أعضاء المجلس إلى "محبة شعبهم أكثر من محبتهم للمال"، كما قال.


وفي وقت امتد جدل الناشطين حول أصول النواب الذين صوتوا لصالح رفع الحظر عن الشركات الإسرائيلية، وكتب الأسير الأردني المحرر من السجون الإسرائيلية، سلطان العجلوني، على صفحته على "فيسبوك": "نوائب ونائمات صوتوا لصالح السماح لشركات من إسرائيل بالاستثمار بالأردن، أصولهم من ضفتي النهر، يعني حققنا وحدة وطنية بالعمالة والتفاهة".

النصيب الأكبر من الانتقاد وجهه الناشطون للنائبة، ردينة العطي، والتي صوتت برفع يديها الاثنتين، دليلاً على موافقتها الشديدة على رفع الحظر عن الشركات الإسرائيلية، وما زاد من غضب الناشطين على النائبة المنتمية لحزب البعث العربي التقدمي الأردني (التابع لنظام بشار الأسد) أنها تشغل عضوية اللجنة الفلسطينية النيابية المعنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وسبق لها أن شاركت في العديد من الوفود النيابية للأرض المحتلة.

وأعاد الناشطون نشر صور للنائبة وهي ترتدي الزي الفلسطيني وتقف "بشكل تمثيلي"، كما قالوا أمام قبة الصخرة خلال أحدى زيارتها لمدينة القدس، لتخرج النائبة في تصريح صحافي لموقع إخباري أردني محلي، وتؤكد أنّ "صورها أمام المسجد الأقصى ليست مشهداً تمثيلياً" كما اتهمها الناشطون.

لكن ناشطين عبروا عن سخطهم من محاولة النواب الحصول على شعبية في اللحظات الأخيرة من عمر المجلس، وسط توقعات بحله وإجراء انتخابات نيابية مبكرة قبل نهاية العام الجاري. واعتبر العديد منهم أن ما أقدم عليه النواب عندما قرروا الحظر على مساهمة الشركات الإسرائيلية في صندوق الاستثمار هو محاولة للسعي وراء الشعبية. وفي هذا السياق كتب المدير التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين، نضال منصور، على صفحته على "فيسبوك" منتقداً سلوك النواب: "أعارض السماح لإسرائيل الاستثمار في صندوق الاستثمار، لكن البطولة أن تتخذ موقفاً شجاعاً بإعادة النظر باتفاقية السلام... ويكفي"، في إشارة منه إلى معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية الموقعة في العام 1994 والمعروفة بمعاهدة "وادي عربة".


المساهمون