"مقهى الإعلام الاجتماعي".. صوت من غزة

"مقهى الإعلام الاجتماعي".. صوت من غزة

24 مايو 2016
(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تُجهز الناشطة مرام حميد وزميلها هشام ضاهر جُملة من الأفكار لتقديمها في الاجتماع الإلكتروني لفريق "مقهى الإعلام الاجتماعي" التابع لشبكة أمين الإعلامية، والتي تناقش مختلف القضايا الاجتماعية التي أثيرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويحاول "مقهى الإعلام الاجتماعي" الذي أطلِق بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، إيجاد نفسه على ساحة التأثير الإلكتروني، عبر فريق من الشباب المتطوع، والذي يطرح الأفكار الجدلية، والدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلالها من أجل إيصال الفكرة إلى المعنيين، والقدرة على التأثير.

وسما #إخراس_الصحافة، #SilencePress، باكورة أعمال المقهى، وشارك فيه مجموعة من المدونين الشباب من قطاع غزة وخارجه، باللغتين العربية والإنجليزية، تلاه وسم #ليش_ولعوا_الشمعة، والذي ناقش قضية الأطفال الثلاثة الذين قضوا حرقاً في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة نتيجة حريق نشب جراء إشعال الشمع بعد انقطاع التيار الكهربائي على منزلهم.

نجاح الحملات الإلكترونية التي نظمها فريق "مقهى الإعلام الاجتماعي"، دفع الناشطين إلى تركيز أفكارهم وجهودهم نحو القضايا الأكثر أهمية وقرباً إلى الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، والتطرق إلى همومه ومشاكله وآماله وتطلعاته، بمجتمع سليم، آمن، وخالٍ من الأزمات.



ويقول منسق شبكة أمين الإعلامية، وصاحب فكرة المقهى، محمد عوض، إنّ فكرة المقهى بدأت قبل خمس سنوات، خلال مشروع "نشر ثقافة التدوين في الأراضي الفلسطينية" والذي نظمته شبكة أمين الإعلامية بالتعاون مع اليونسكو، وتم خلاله تنظيم دورات لتدريب الناشطين على التدوين في غزة والضفة الغربية والقدس.

ويوضح عوض لـ"العربي الجديد" أنه وبعد انتهاء المشروع عام 2011، تم اقتراح فكرة المقهى، عبر إيجاد مساحة لورشة عمل أسبوعية تتحدث عن ناشطين وقصص نجاح لمدونين، لكن الفكرة توقفت حتى العام 2014 عندما تم تنظيم ثلاث ورش عمل حول "الاستخدام الأمثل للهاشتاغ على تويتر"، "التصوير الفوتوغرافي"، "التدوين على الصور".

ويشير عوض إلى أنّ المقهى عاد للانطلاق مجدداً، ولكن بطريقة مختلفة، حيث ضم فريقاً لناشطين ومدونين ومغردين من مختلف المجالات، في جسم واحد، يلتقي على أرض الواقع في أي نشاط يتم إقراره بعد نقاش يجريه الفريق على المجموعة الإلكترونية التي تضم 50 ناشطا وناشطة حتى اللحظة.

ويقول عوض إنّ باب التسجيل ما زال مفتوحاً وعدد أعضاء المقهى مرشح للزيادة، وأنه يضم ناشطين لديهم أعداد كبيرة من المتابعين، وإعلاميين، وطلبة حقوق، إلى جانب ناشطين في مختلف المجالات، موضحاً أن اختلاف التخصصات في الفريق جاء من أجل تعزيز الأفكار التي يتم طرحها من مختلف الزوايا.

ويبين أنّ خطة المقهى تسير وفق خطوط رئيسية، وهي تدريب المنتسبين داخل المؤسسة، وتوفير مكان للاجتماع مزود بالكهرباء والإنترنت والقرطاسية، من أجل تكوين جسم موحد قادر على مناقشة مختلف القضايا، لافتاً إلى وجود خطة لتطوير الفريق، وتطوير علاقته مع المؤسسات، وتطلعات لتوفير مكافآت للمشاركين.

وتقول الناشطة مرام حميد، والتي تنشر تغريداتها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، إنها شاركت في فعاليات النادي منذ بداياته، وانضمت للمقهى، وشاركت في الحملات التي أطلقها من أجل إيصال الأفكار المستهدفة إلى أكبر شريحة من المتابعين حول العالم.

وتشير حميد في حديث مع "العربي الجديد" إلى أهمية الفِرق والأجسام الموحدة في إيصال الأفكار بطرق أكثر تركيزاً، وأكثر قدرة على الوصول والتأثير، مبينة أن الأفكار التي يتم العمل عليها، تطرح ويتم مناقشتها إلكترونياً، وبعد الاتفاق على عنوان معين، يجتمع الفريق من أجل بدء التغريد بشكل مكثف لمدة معينة، حتى تصل الفكرة، ويبدأ الجمهور بالتفاعل معها.

بدوره؛ يقول الناشط هشام ضاهر والذي يعمل منسق علاقات عامة في مؤسسات محلية، إنه انضم للمقهى مؤخراً حتى يتمكن من إيصال بعض الأفكار والمبادئ التي يرى أن من الضروري التركيز عليها، مبيناً أن العمل الجماعي يمكنه إيصال الأفكار بشكل أقوى، وبتأثير أكبر.

ويبين ضاهر لـ"العربي الجديد" أن مشاركته في الحملات السابقة، والتي تمكنت من إيصال صوتها للجميع، شجعه على الاستمرار، وطرح المزيد من الأفكار التي يمكن العمل عليها، لافتاً إلى أهمية قيام كل ناشط بكسر الصمت، والحديث عن الأمور الخاطئة، والتركيز على القضايا التي تحتاج إلى علاج.

وعن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، يوضح ضاهر أنها وسيلة جيدة من أجل الحديث عن مختلف القضايا، إلى جانب وضع الناس بشكل مستمر في صورة الأحداث، لافتاً إلى أن التغريد مع مجموعة له نكهة مختلفة عن التغريد الشخصي، ويحمل قيمة أشدّ تأثيراً.

المساهمون