كيف يصبح الوسم على تويتر الأكثر انتشاراً؟

كيف يصبح الوسم على تويتر الأكثر انتشاراً؟

01 فبراير 2016
تحوّل رمز الوسم إلى ظاهرة (Getty)
+ الخط -
لم يكن يدرك جاك دروسي، صاحب منصة "تويتر"، أن تبنّيه لفكرة "الوسم" أي "الهاشتاغ" التي عرضها عليه كريس ميسينا عام 2007، ستنقذه ومنصته من الملل والفوضى العارمة التي عانى منها المستخدمون منذ انطلاقها. فغدا "الوسم" بعد أشهر قليلة، اللغة الجامعة والمشتركة بين مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

تاريخياً
أول وسم أطلقه تويتر في الثالث والعشرين من آب/أغسطس 2007، وهو "barcamp#" ليتحدث عن حريق "سان دييغو"، الأمر الذي لاقى رواجاً واهتماماً مذهلاً بين المغردين. بعد ذلك قرر الموقع تطوير عمل "الوسم"، فقام بابتكار خانة خاصة بكل دولة باسم "الوسم الأكثر انتشاراً"، إلى جانب البحث في "الوسم" بطريقة سهلة عن الصور والتغريدات والفيديوهات والأخبار، وغيرها.

وما هي إلاّ أشهر قليلة، حتى تحوّل رمز المربع "#" الاعتيادي في لوحات المفاتيح إلى ظاهرة عصرية جعلته توقيعاً وإمضاء مشتركاً في غالبية التغريدات. وغدا أداة أساسية في غالبية مواقع التواصل الاجتماعي أهمها: "تويتر، غوغل بلاس، انستاغرام، وفيسبوك". وله أهداف عديدة منها: إيصال التغريدة أو المنشور إلى فئة كبيرة من الناشطين، أرشفة رقمية وفلترة وحصر المنشورات والمواضيع ذات العلاقة بموضوع معيّن وبمكان محدد يمكن الوصول إليه بعملية بحث بسيطة، وجمع الناشطين الذين يتشاركون ويتناقشون بأي هدف أو فكرة في عالم واحد برغم تباعد المسافات.

حروب إلكترونية
عاماً بعد عام، أصبح لاستعمال "الوسم" أوجه عدة لدى المستخدمين وخاصة في عالمنا العربي، وذلك نتيجة الشرخ السياسي والطائفي والاقتصادي التي تعيشه المنطقة، حيث تختلف وجهة استخدامه بين ناشط وآخر، فمنهم من يعتبر أن الوسم وسيلة لإنشاء حروب افتراضية خلف الشاشات، وقد حصل ذلك في العديد من الدول العربية. ومنها ما حصل عند انتشار الأخبار والصور عن الأهالي والأطفال الذين يموتون جوعاً في بلدة مضايا السورية المحاصرة من قبل حزب الله والنظام السوري، حيث رحّب ودعا مناصرو "حزب الله" اللبناني عبر وسم "#متضامن_مع_حصار_مضايا" إلى إحراق مضايا والبلدات السورية الأخرى، ليرد معارضو الحصار بوسم "#حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا"، لحث المجتمع الدولي للتدخل وفك الحصار.

اقرأ أيضاً: #حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا: إبادة تحت أنظار العالم


كما يعتبر البعض الآخر، أن "الوسم" هو وسيلة لنشر المعلومات والتقارير الإخبارية المتعلقة بموضوعه، أو للتعبير عن مشاعرهم على سبيل المثال وسم "#اشتقت_لك_كثيرا #زهقان_من_حالي". كما باتت كلمة "هاشتاغ" خاتمة لأي مزحة خفيفة أو نكتة سريعة، الذي اشتهر فيها مزين الشعر "فيفو" على الشبكات الاجتماعية حين بدأ بإطلاق فيديوهات تحمل أمثالاً شعبية تختم بكلمة هاشتاغ.

وبعد سنوات من انطلاق الوسم، هناك العديد من الأسئلة التي تطرح في ذهن آلاف الناشطين وهي: "من يطلق الهاشتاغ؟" و"كيف يطلق الهاشتاغ؟" و"كيف يصبح الأكثر انتشاراً؟" و"هل من يطلق الهاشتاغ أفراد أو مجموعات أو دول أو موقع تويتر؟" و"هل يقوم موقع تويتر بحظر أي هاشتاغ يمس بالأمن القومي لأي بلد؟".

الهاشتاغ يُطلق بحسب كل حدث ودولة، وفي بعض الأحيان يطلق الهاشتاغ بحسب اسم الفنان أو الدولة أو أي شخص يثير جدلاً فيصبح الأكثر انتشاراً. كما يطلق ناشطون لديهم عدد كبير من المتابعين أي "Followers" خلال تغريداتهم الوسوم فتصبح الأكثر انتشاراً بعد أن يقوم متابعوهم بالتعليق عليها وإعادة نشرها.

مجموعات الوسوم
هذا وتوجد مجموعات منظمة من الناشطين في كل دولة تطلق الوسوم كل يوم بوقت محدد وبحسب كل حدث أو تصريح حيث ينتظرها الآلاف من الأشخاص. ومن تلك المجموعات "ميديا هاشتاغ" التي انطلقت منذ حوالى ثمانية أشهر، ويؤكد أحد مطلقيها طارق أبو صالح، في حديث مع "العربي الجديد" أن "المجموعة توسعت لتصبح عائلة كبيرة، وأصبح كل فرد فيها يكمل الحلقة الواحدة المترابطة والمكونة من حوالى 150 ناشطاً".

وبالنسبة للأهداف يشرح طارق "الهدف الرئيسي هو لتسليط الضوء على المشاكل السياسية والاجتماعية والأمنية وخلق نوع من الضغط ربما يعطي نتائج ايجابية في بعض القضايا عبر تحويلها لقضية رأي عام. إلى جانب تسليط الضوء على الفساد والصفقات والجرائم والانتهاكات التي يشهدها لبنان".

وعن نجاح المجوعة، يؤكد أبو صالح "يمكننا القول إن فكرة "ميديا هاشتاغ" نجحت، فالناس تنتظرنا عند السابعة موعد اطلاقه للتفاعل والتعبير عن آرائهم، وهذا هو أكبر نجاح بالإضافة للأرقام والإحصاءات التي نرصدها للوسم حيث بلغت نسبة التفاعل لبعض الوسوم مئات الألوف من التغريدات كـ: #معالي_الحرامي و #نحن_الطفل_وانت_البرميل #عرسال_خط_احمر #رصاص_الغدرو #حاكموا_جلاد_رومية الذي وصل لأكثر من 30 مليون مغرد".

كما ساهمت الوسوم خلال السنوات القليلة الماضية بنشر القضايا الانسانية حول العالم وبكشف النقاب عن معاناة شعوب حاولت أنظمة دول مختلفة التعتيم على يومياتها. بالاضافة إلى ما سبق، استُخدمت الوسوم مراراً لتغطية الحوادث والتفجيرات والكوارث الانسانية حول العالم لتساهم بذلك بنشر التطوارت بطرق سريعة، حيث تفوّقت شبكات التواصل لى نشرات الأخبار مرات عديدة.

اقرأ أيضاً: "تويتر" سيرفع حدّ الأحرف في التغريدات إلى 10 آلاف

الهاشتاغ والشاشة
في الآونة الأخيرة، غدا لكل مسلسل وسم تطلقه الشاشات مع كل مسلسل يعرض على شاشتها، وذلك ليتفاعل عبره المشاهدون والأبطال، إذ أصبح معيار مدى انتشاره مع نجاح المسلسل أو برامج الغناء والترفيه. كما أطلقت العديد من الشاشات اللبنانية والعربية وسوماً عدة لكل فقرة ضمن برامجها، كبرنامج "رقص النجوم" و"آرب أيدول" و"the Voice kids" الذي تعرضه شاشة الـ "ام بي سي" وغيرها.

الشاشات لم تكتف بإطلاق الوسوم مع المسلسلات والبرامج، بل استحدثت بعض الشاشات نظام بث آلي يربط الأخبار العاجلة التي تظهر على الشاشة بشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين والتفاعل معهم بشكل أكبر. إلى جانب ذلك، اعتمدت بعض المواقع الالكترونية الوسوم قبل الكلمات داخل كل خبر وذلك لربط موقعهم بـ"تويتر" بهدف الأرشفة الرقمية وزيادة المتابعين. إلا أن كثرتها تزعج القارئ وتشتت أفكاره وتركيزه، لذلك تراجعت بعض المواقع عنها.

اقرأ أيضاً: 6 تطبيقات لتوخي الحذر من الزلازل

حظر الهاشتاغ
بخلاف منع الوسوم المتعلقة بالعبارات الجنسية البحتة من الوصول إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً في مختلف البلدان، لم يحظر موقع "تويتر" أي وسم تحت حجة الأمن القومي للبلاد حتى الآن. والموقع، لم يحظر تلك الوسوم بعينها، بل حظر رؤيتها على اللوائح نفسها.

ولكن بعد استخدام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الدعاية الإلكترونيّة في موقع "تويتر" عبر الوسوم والحسابات، بدأت حملات المطالبة في الولايات المتحدة بحظر أي وسم أو حساب يتعلق بالتنظيم، داعية إلى منع أنصار "داعش" من استخدام مواقع التواصل، والتي بلغت حوالي الـ46 ألف حساب. هذا وعقدت، منذ أيام في البيت الأبيض، قمة التقى خلالها رؤساء شركات أبل، ومايكروسوفت، وغوغل، وفيسبوك، وتويتر، وغيرها من المؤسسات الخاصة الرائدة في تقنية المعلومات مع كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات الأميركيين، لتدارس السبل الكفيلة لمكافحة "الجهاد الإلكتروني" بقيادة داعش.

كما طالب البيت الأبيض في الاجتماع الحد من سياسة التشفير التي تتبعها الشركات إن لم يتم تقديم اقتراحات بديلة من جانب الجهات المعنية. هذا ويرى المراقبون أن أي إجراء تتخذه الولايات المتحدة متعلق بحظر "وسم" أو "حساب" على أي موقع، قد يتبعها العديد من الدول الأخرى وستتخذ الخطوات نفسها ضد من ترى فيهم تهديداً وخطراً عليها، وليس التنظيم فقط.



اقرأ أيضاً: تغييرات "تويتر" مستمرة.. واستقالات بالجملة

المساهمون