"زاروبة" المسؤول المتحرّش وتغريدات جودة

"زاروبة" المسؤول المتحرّش وتغريدات جودة

29 اغسطس 2015
ناصر جودة (Getty)
+ الخط -
قرّر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مواجهة التكهنات التي أثارتها "زاروبة" نشرتها صحيفة "الغد" اليومية في عددها الصادر الأربعاء الماضي، تقول "شكوى من العيار الثقيل تقدمت بها مسؤولة أجنبية بحق مسؤول أردني كبير". المسؤولة الأجنبية زعمت في شكواها أنها تعرّضت لـ"التحرّش من قبل هذا المسؤول"، فطالب جودة الصحيفةَ بتوضيح خبرها المبهم، خصوصاً أن اسمه الوحيد الذي طرح في "بورصة التكهنات" حول هوية المتحرش. 

جودة الذي يعتبر من أنشط الوزراء الأردنيين على موقع "تويتر"، شن عبر صفحته الشخصية حرباً على ما نشرت "الغد"، معتبراً أن الصحيفة وبعد "نشر خبر مبهم تنجم عنه إشاعات وأقاويل واتهامات وتجريح تجاه شخص، فعليها مسؤولية كبيرة أن توضح"، واللافت أن الوزير تنازل خلال "تغريده" عن الدبلوماسية التي يفرضها منصبه قائلاً "الغد تعتقد بأنها محترمة"، وخاتماً بكلمة "يا عيب".

الأيام التي فصلت بين نشر "الزاروبة" التي تناقلتها المواقع الإخبارية الإلكترونية، وخروج جودة عن صمته (يوم الجمعة)، شهدت موجةً من التكهنات الهادفة إلى الكشف عن هوية المتحرش. والغريب أن الوزير كان الشخص الوحيد الذي طرح اسمه في تلك التكهنات. ففي البداية، طرح بـ"الدلالة" عندما قيل إنه وزير عابر للحكومات، وهو ما ينطبق على جودة المستمر في منصبة رغم تعاقب الحكومات، ليصار بعدها إلى نشر اسمه صراحة.

لم يتوقف الأمر على إلصاق التهمة التي تضمنتها "الزاروبة" بجودة، بل عمد صحافيون ومسؤولون سابقون ينشطون على مواقع التواصل إلى نبش أرشيف الرجل الحافل بالاتهامات المماثلة غير المثبتة، والتي يشاع أنها كانت سبباً في طلاقه قبل سنوات من الأميرة سمية بنت الحسن بن طلال، عم العاهل الأردني، وتوقع هؤلاء الناشطون أن تكون "الفضيحة"، بحسب تكهناتهم أيضاً، الرصاصة التي ستضع حداً للمسيرة السياسية للوزير الطموح.

الوزير، الذي يبدو أنه تفرّغ للدفاع عن شخصه في مواجهة الاتهام، وجد مئات من المدافعين عنه، متهمين "الغد"، التي لم تذكر اسم المسؤول المتحرش، بالكذب والتضليل، ومحمّلين حرية الإعلام المسؤولية عمّا يتعرض له من اغتيال للشخصية. وبدوره، رد جودة على العديد من "التغريدات" المدافعة عنه شاكراً، ورافعاً من وتيرة المعركة عندما رد على أحدهم "أنا أحسن منهم. كنت وما زلت وسأبقى! هذا اللي مجننهم وهمه عارفين حالهم!"، ورد الوزير مبرراً ما أقدم عليه فكتب "أنا دائماً بترفّع عن الكثير بسبب موقعي العام. أما إذا الموضوع بتعلق بكرامتي.. فشروا".

قبل أن يغرد الوزير كان غالبية الناشطين يتداولون مضمون "الزاروبة" حقيقة لا تقبل الشكوك، وكانوا يرون في جودة متحرشاً وليس متهماً، لكن تدخل الوزير قلب المعادلة نسبياً، لتعلو أصوات تطالب الصحيفة بإماطة اللثام عن المسؤول المتحرش دفاعاً عن مصداقيتها وحتى لا تبقى دائرة الاتهام تطاول جميع المسؤولين في المملكة التي تغمر سكانها الشائعات.

اقرأ أيضاً: مقابلة جيزيل خوري مع ريبال الأسد...تلميع لصورة قاتل زوجها؟

وبعد كل ذلك، عادت صحيفة "الغد" لتنفي أن يكون لخبرها أي علاقة بوزير الخارجية. فعلّق الأخير على ذلك بالقول: "ويأتي توضيح الغد ولو متأخراً. على الناس أن تدرك أن المواقع التي ألّفت واتّهمت وأساءت ممكن تسيء لأي واحد فينا".

المساهمون