الإعلام الفرنسي يرفع صوت الاحتجاجات

الإعلام الفرنسي يرفع صوت الاحتجاجات

28 اغسطس 2015
الإلكسبرس: النظام يحاصر نفسه (حسين بيضون)
+ الخط -

استحوذ الحدث اللبناني على أهمية خاصة في معظم وسائل الإعلام الفرنسية، وحظيت الأخبار في الصفحات الخارجية لمعظم الصحف بمتابعة كبيرة أظهرتها مشاركة الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي للحملة المنظمة في لبنان "طلعت ريحتكم"، فتفاعل عدد من المغردين مع الأمر عبر وسم vous puyez وشكّلت مدوناتهم وصفحاتهم الخاصة مساحة لعرض وجهات النظر اللبنانية المتباينة حول مشروعية الاحتجاجات من عدمها. 

في قراءتها للأوضاع اللبنانية، عنونت صحيفة لوباريزيان (Le parisien) في ملحقها الخاص بالشرق الأوسط "المتظاهرون يعبّرون عن غضب عارم والحكومة تصم آذانها". وفي سرد للأحداث التي بدأت بمظاهرة نهار السبت الماضي، شرحت الجريدة الأسباب التي دعت الشباب اللبناني إلى النزول إلى ساحة رياض الصلح. 

وتناولت الصحيفة وجهتي نظر متباينتين في الرؤية رغم إجماعهما على أهميّة الحراك المدني، الأولى قدّمتها الباحثة في مركز كارنجي للشرق الاوسط في بيروت، السيدة مهى يحيى التي قالت "هذا جرس إنذار حقيقي للطبقة السياسية كاملة، الناس هنا يطالبون بحقوقهم المشروعة من كهرباء ومياه وتعليم وطبابة إضافة إلى حلّ مشكلة النفايات". أما وجهة النظر الثانية فقد عبّرت عنها فاديا كيوان، دكتورة العلوم السياسية في جامعة القدّيس يوسف التي قالت لوكالة الصحافة الفرنسية "لست متعلقة أبدا بهذا النظام العفن، لكن السؤال الذي يطرح اليوم: هل البديل هو الفوضى؟". 

بدورها، علّقت صحيفة الإكسبرس (l'express) على موضوع بناء جدار إسمنتي-أطلق عليه الناشطون "جدار العار"، بعد زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق وقالت "النظام يحاصر نفسه". ونقلت الصحيفة تصريحات لمتظاهرين يعبّرون فيها عن مطالبهم بتحسين ظروف المعيشة ومحاسبة المافيات والعصابات الفاسدة التي تحكم هذا البلد. وركّزت الصحيفة في ختام المقال على أنّ بلدا مثل لبنان يشهد تجاذبات سياسية وأمنية منذ عام 2005 يشكّل فيه التظاهر المدني، بعيدا عن فريقي النزاع، سابقة بدأت تنعكس إيجابا على الرأي العام. 

صحيفة "لوموند" من جهتها، عنونت "الحكومة تفشل في حلّ أزمة النفايات والمتظاهرون يستعيدون الساحة". وفي عرض مفصّل تبنى بشكل كامل وجهة نظر حملة "طلعت ريحتكم"، قالت الصحيفة إنّ الشغب المفتعل الذي حدث نهار الأحد يأتي نتيجة التقصير في التنظيم من قبل منظمي الحراك، في حين غمز بعض المتابعين الفرنسيين للشأن اللبناني عن حركة مقصودة من تيارات سياسية كان لها اليد الطولى في تخريب الحراك المدني الذي اندلع شتاء 2011. 

على أنّ الصحافة الفرنسية التي التزمت بالسرد والتصوير مع دعم واضح لاحتجاجات اللبنانيين لم تتوان عن التحذير من مغبّة تطوّر الأمور، لذلك كانت لهجة بيان السفارة الفرنسية في بيروت واضحة في دعوتها للمواطنين الفرنسيين في لبنان إلى "تجنّب أماكن التجمعات إذ لا ضرورة أمنية تقتضي بالمغادرة لكن الحذر واجب".