الموت أثناء ممارسة ألعاب الفيديو

الموت أثناء ممارسة ألعاب الفيديو

26 اغسطس 2015
تُسبب هذه الألعاب إدماناً كبيراً (تويتر)
+ الخط -
ربما لم نسمع عن وفاة أحدهم إثر قراءة رواية، أو مشاهدة فيلم سينمائي، لكن حالات الوفيات أثناء ممارسة ألعاب الفيديو تتزايد باطراد، ولعل أكثرها تطرفاً وفاة الشاب الكوري، تشن رونغ يو، في أحد مقاهي الإنترنت عام 2012، وعدم اكتشاف وفاته إلا بعد مرور تسع ساعات، كونه اعتاد الجلوس واللعب لفترات طويلة، لا بل حتى النوم أمام شاشة الكمبيوتر ليستعيد بعض نشاطه.

تسع ساعات مرّت قبل أن يكتشف من في المقهى أن الشاب ليس نائماً، وأنه أمضى 23 ساعة متواصلة يمارس لعبة League of Legends، قبل أن يرخي رأسه على ذراعه للمرّة الأخيرة... رونغ يو هو، واحد من الشبان الذين لقوا حتفهم بسبب ألعاب الفيديو، وهو ما يعزز التساؤلات عن سرّ الهوس بهذه الألعاب، علماً أن الغرض الأول منها هو التسلية.

في هذا الإطار، يؤكد العلماء أن أي نشاط يجبر الإنسان على الجلوس لساعات طويلة متواصلة، من دون أن يتحرك، قد يؤدي إلى خطر الموت. ويقولون إنّ "ألعاب الفيديو تخرجنا من أنفسنا إلى حد أننا ننسى ما نحن فيه. نفقد الشعور بمرور الوقت. نقوم بمبادلة حياتنا العادية بحياة خيالية، وأماكن أخرى".

بعض اللاعبين يريدون أن يكونوا أفضل من أي شخص آخر، والبعض الآخر يريد فقط أن يجد مكاناً لنفسه بين مجموعة من الأصدقاء. هناك من يهرب من عالمه إلى هذه الألعاب لقتل الوقت ونسيان مشاكله والانخراط في عالم آخر وربما الشعور بالسيطرة، وهناك من يجد فيها وسيلة للتسلية تتملكه تماماً.

والنشوة التي تولدها المنافسة، من خلال السعي وراء تحطيم أرقام جديدة، تعد جزءاً كبيراً من الهوس. كما الرياضة، تشكل ألعاب الفيديو تحديات كثيرة، وتدفع باللاعبين إلى الرغبة في الفوز والهيمنة. إنها فرصة لقياس أنفسهم ضد الآخرين، ومسرح للتنافس وتنفيس العدوان والاحتقان.
على سبيل المثل، تحولت لعبة League of Legends إلى ما يشبه الرياضة، إذ تخصص لها المباريات والجولات التي تتنافس فيها الفرق للحصول على جوائز تصل قيمتها إلى مليون دولار، في البطولات الدولية. حتى لو لم يكن لديهم الرغبة في الفوز، بالنسبة لبعض اللاعبين، فإن التفاني في تحسين أدائهم في لعبة الفيديو، يشبه إلى حد كبير الإدمان على المخدرات.. هناك حماس على الشاشة لا يهدأ.

في تايوان، تقوم دوريات للشرطة بتفتيش فجائي لمقاهي الإنترنت بعد الساعة العاشرة ليلاً، لمنع من هم دون الثامنة عشرة من الاستمرار في اللعب. هذا وستكون ألعاب الفيديو، وسائل التسلية الأولى التي ستخضع لتشريعات قانونية للسيطرة على كيفية ممارستها والتفاعل معها، وتحديد وجوب أخذ استراحة منها بعد ممارستها لوقت محدد.


اقرأ أيضاً: سعداء، تعساء أم مضطربون.. ماذا تقول "السيلفي" عنكم؟

دلالات

المساهمون