مواقع التواصل: فلسطين تعترض على خطاب نصرالله

مواقع التواصل: فلسطين تعترض على خطاب نصرالله

11 يوليو 2015
طالب الناشطون الفلسطينيون الوسائل الإعلامية الفلسطينية بالرد على الخطاب(تويتر)
+ الخط -
اجتاحت صفحات التواصل الاجتماعي، وبالأخص "فيسبوك"، أسئلة كثيرة، منذ مساء الجمعة، بعد إطلالة أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وهو يعيد درس الجغرافيا الملتوية صعوداً نحو الشمال السوري، إلى الحسكة "وما بعد الحسكة" لينزل جنوباً نحو الزبداني، في الطريق إلى القدس.

خطاب رسمي وفصائلي فلسطيني، غائب عما يدور بين فلسطينيي الشتات، فهؤلاء ليسوا فقط غاضبين من ذلك الغياب، بل حتى من الحضور الإعلامي لقضيتهم بهذا "الابتذال المتكرر"، كما عبّر المصور الفلسطيني، فادي خطاب، على صفحته.

بعض الجدران الفيسبوكية، ذهبت حد الطلب من وسائل الإعلام الفلسطينية أن تقول ولو كلمة فيما سماه البعض "استخدام فلسطين كغطاء لعملية قتل وتدمير شعب كامل".

لكنّ آخرين يدركون أن مسألة الغرق الإعلامي في تفاصيل ما يجري فلسطينياً، في الاعتقالات المتبادلة، وخصوصاً في الضفة، يجعل مهمة الرد على مسألة "ضياع فلسطين والقدس"، بسقوط نظام حاكم في بلد عربي، "ليست من أولويات المنشغلين بإثبات تدخل حماس في ما يجري في الشأن المصري، بينما التدخل في الشأن الفلسطيني، واتخاذها شماعة لا تلقى أدنى تصد لمخاطرها في مكانة القضية الفلسطينية عند المسحوقين".

اقرأ أيضاً: نصرالله: إذا كنت عدو إيران فأنت عدو لفلسطين

الشاعر الفلسطيني المقيم في السويد، ماجد درباس، كتب على صفحته في "فيسبوك": "الفصائل الفلسطينية يلي عم تتدرب على اللطم اليوم وبكرا راح تحرر فلسطين تحت شعار يا لثارات خيبر".

الكاتب الفلسطيني، ماجد كيالي، كتب على صفحته: "الطريق إلى فلسطين لا تمر على أجساد السوريين في حلب وحمص والقلمون والزبداني وداريا والحسكة والسويداء ودرعا والرقة ودير الزور والبيضا والسمية وحماة..."

محمد أبو الشهيد، وهو لاجئ فلسطيني، كتب على صفحته: "فلسطين لها حدود مع جنوب لبنان، ليش ما يروح يحرر فلسطين من هناك أفضل من كل الدوران".

معتز سمسمية، وهو سوري كتب معلقا على خطاب حسن نصر الله: "نحن سامحناه بالقدس والأندلس".


تعليق معتز هو ما يقلق كثيراً من فلسطينيين آخرين من تلك الخطابات، التي تدعي منذ 4 سنوات بأن ما يجري في سورية من حرب، يشارك فيها حزب الله وقوى عراقية، وارتكاب كل تلك المذابح يجري باسم فلسطين وقضيتها.

بعضهم ذهب في تهكمه حد القول: "فلسطين صارت مثل طبق السلطة على كل سفرة".

كثيرون هم من اتخذوا من يافطة منشورة على صفحة "تنسيقية ثورة الزبداني وما حولها" كجدارية لموقفهم، وهي تقول: "يا رايح عالقدس من طريق الزبداني... ضيعت الطريق... لا قدس وصلت ولا بتفاحنا رح تحلم".

عماد رشدان، ابن مخيم اليرموك واللاجئ في أوروبا الآن، كتب: "الطريق إلى القدس سيعبره الأحرار ولا مكان فيه للعبيد أسرى الجهل والغيبية".

وكتب عدنان عبد الرزاق:"تارة طريق فلسطين يمر بالقصير، وتارة بدرعا، واليوم من الزبداني"، فيما ذهب إياد الشهابي، المقيم في السويد، حد القول إن تحرير فلسطين ليس كما يريده الفلسطينيون: "أبو هادي بده يحررلكم القدس بطريقته غصب عننا يعني". مغردون ذهبوا حد طلب: "سحب اسم القدس من هذا التداول المبتذل". أخذ كثيرون صورة تلك السيدة، إخلاص، من رام الله وهي تقف حاملة ملصقا كرتونيا كتب عليه:" لا تستخدموا فلسطين لقتل إخوتنا".


ما يذهب إليه المعلقون والمغردون السوريون والفلسطينيون أمر لا يتفق كثيرا، لا مع قراءة حسن نصر الله، ولا تلك الوسائل الإعلامية التي جهدت في تفسير خطابه، فهؤلاء بقدر ما يرفضون أن تزج القدس في تبرير تدمير بلد عربي، وشرعنة تدخل حزب الله فيه، يسألون بذات الوقت عن حالة الصمت الرسمي والإعلامي الفلسطينيين عن ذلك الزج الدائم ونتائجه الكارثية بحق القضية الفلسطينية. يستشهد كثير من المعلقين بين قتل ودمار يجري بحق فلسطينيي سورية وتهجيرهم من مخيماتهم واعتقال كوادر من فصائل فلسطينية منذ سنوات، وموت بعضهم تحت التعذيب، وبين هذا الإصرار على اعتبار أن كل ما يجري في سورية في الواقع مرتبط بالحفاظ على فلسطين.

بعض المتهكمين يتساءلون:" كيف يعتقد بعض الناس أن الدم السوري أرخص من دم الفلسطيني؟ بل كيف يكون قتل الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي حراماً بينما هو حلال في سورية؟".

اقرأ أيضاً: ساركوزي يردّ على بوبكر: لا تمسّوا كنائسنا

المساهمون