محمد علي.. صحافي صوفي وسط الجنائيين

محمد علي.. صحافي صوفي وسط الجنائيين

13 يونيو 2015
يقبع 110 صحافيين مصريين في السجون والمعتقلات (فرانس برس)
+ الخط -

محمد علي حسن صحافي مصري يعمل في جريدة "النهار"، اعتقلته الأجهزة الأمنية في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2014، وعاملته بقسوة وسط أهله، وحطمت أثاث منزله في مشهد همجي، واعتقلته وزوجته من منزله بمنطقة أرض اللواء بالجيزة، ثم أطلقت سراح زوجته بعد يوم من الاعتقال.

تتهمه أجهزة الأمن بتحريض المواطنين وإثارة الفوضى، من خلال عمله الإعلامي، كمراسل لقناة "مصر الآن"، ونشر أخبار كاذبة والتحريض ضد رجال القضاء والقوات المسلحة والشرطة، وبث الشائعات وتلقي أموال من الخارج، وإساءة استخدام وسائل الاتصال الدولية، "الإنترنت"، والتحريض على مقاومة السلطات. ومنذ 11 ديسمبر/ كانون الأول، يتوالى تجديد حبس محمد علي حتى الآن احتياطياً.

اقرأ أيضاً: الصحافيون التونسيون والموريتانيون والاتحاد الدولي يتضامنون مع صحافيي مصر

يوم الأربعاء الماضي ، كان محمد على موعد مع قرار محكمة جنايات الجيزة الدائرة 18، في جلستها المنعقدة بدار القضاء العالي، حيث تم تجديد حبسه على ذِمة القضية رقم 24464 لسنة 2014 جنح العجوزة لمدة 45 يوماً،

فيما تقدم الممثل القانوني لنقابة الصحافيين، المحامي سيد أبو زيد، بطلبات عدة للنيابة العامة للإفراج عنه، وقالت النقابة في طلبها: "إن حبس محمد علي مخالف لأحكام القانون الذي يكفل للصحافي حرية التعبير، وممثل الشؤون القانونية بالنقابة قدم للنيابة ما يفيد انتفاء التهم المنسوبة للصحافي، وأن الأموال التي تم تحويلها من الخارج هي أموال عائلته وليست تمويلات، كما زعمت تحريات الأمن الوطني، وقدمت النقابة المستندات التي تدلل على ذلك".

وتعد القضية أحد نماذج إهدار قواعد العدالة في مصر، حيث يصر جهاز الأمن الوطني على تقاريره بلا أدلة، قائلا إن الصحافي تلقى تمويلات من دولة قطر من أشخاص وجهات مختلفة.

ولكن النيابة العامة طلبت من الجهاز تحديد أولئك الأشخاص والجهات، ولم يصل رد رسميّ حتى الآن.

بل توالت تقارير جهاز الأمن الوطني مركزة على أن الصحافي، محمد علي حسن، هو "أدمن" صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، باسم "مصر الآن"، وقالت التحريات "إن الصفحة تتعمد نشر أخبار كاذبة تحض على العنف وكراهية مؤسسات الدولة، متناسية تقديم دليل على أنه تلقى تمويلا من الخارج، رغم تأكيد أسرته وأشقائه أن الأموال المرسلة إليه من أشقائه العاملين بالخارج في ليبيا والسعودية".

اقرأ أيضاً: صحافيو مصر يُدوّنون من أجل حرياتهم

اتهامات محمد علي بإثارة الفوضى لاقت استياءً في الأوساط الصحافية، والتي يشتهر بينها بالأخلاق الحسنة والبعد عن العنف نهائيا.

مارس علي العمل الصحافي في مؤسسات "روز اليوسف" و"عقيدتي" و"النهار"، وهي مؤسسات ذات خط بعيد عن خط التهم الموجهة له، خاصة تهمة الانتماء للإخوان المسلمين، بل إنه معروف في الأوساط الصحافية بأنه "محمد الصوفي"، نسبة لتميزه في متابعة الملف الصوفي، ويعتبر أحد أهم المتخصصين فيه بالوسط الصحافي.

وفي 8 يناير/ كانون الثاني الماضي كتب محمد علي، من محبسه، رسالة عتاب لأصدقائه الصحافيين، قال فيها: "من محبسي بقسم العجوزة أكتب رسالتي الأولى لزملائي الصحافيين، بعد نشرهم خبر القبض عليّ دون معرفة الحقيقة، وتوجيه تهم ملفقة من قبل جهاز الأمن الوطني، بعد تعرضي لتعذيب استمر لأكثر من 9 ساعات متواصلة، وعجزهم عن الوصول إلى تهم ترتكز إلى مستندات، ولفقوا لي تهمة تمويل التظاهرات. للأسف الشديد نشرت العديد من الصحف عناوين مثيرة لزميلهم في مهنتهم، منها القبض على صحافي يمول التظاهرات ويحرض على قلب نظام الحكم. الغريب أن الصحافيين نسوا، بل تناسوا، أن عملي في أي موقع إليكتروني كصحافي، هو أن أمارس مهنتي في التعبير والحرية التي انتهت بعد انفراجة لم تستمر إلا عاماً واحداً".

وأضاف حسن في رسالته: "الصحافيون والإعلاميون... أقول لكم .. انتظروا أن يصيبكم ما أصابني من انتهاك لحقوقكم وحريتكم في مهنتكم، وانتهاك حقوق مسكنكم، حيث تعرضت زوجتي الطبيبة وابنتي الرضيعة ذات 45 يوما للإهانة، واقتيادهما لقسم العجوزة وقضاء يوم كامل والتحقيق مع زوجتي".

وفي حزن شديد تابع حسن: "أعاتب زملائي لأنه من المفترض أن يقفوا يدا واحدة للدفاع عن حقوق الصحافيين في حرية الرأي والتعبير أساس العمل الصحافي".

واختتم رسالته، قائلا : "إن حبسي في قسم العجوزة كشف لي عن مدى معاناة السجناء الجنائيين والسياسيين بالقسم، وحملوني رسالة للصحافيين لنشرها، خاصة بعد انتشار الأمراض بينهم/ خاصة الجرب والحكّ، بعد تكدس القسم بالسجناء ليصلوا لأكثر من 300 سجين في مساحة لا تتجاوز 100 متر، كما كشفوا عن قيام القسم بإخراج نصفهم عندما زارتهم منظمات حقوقية، وبعد رحيلها تمت إعادة السجناء إلى القسم مرة أخرى".


ويقبع 110 من الصحافيين المصريين في السجون والمعتقلات، طبقًا لإحصاءات "المرصد العربي لحرية الإعلام"، الصادرة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصرية في 10 يونيو/ حزيران، فيما قتل 11 صحافيًّا وهم يؤدون عملهم، علاوة على أكثر من 1300 انتهاك من السلطات ضد الصحافيين خلال الفترة من يوليو/ تموز 2013.

وقالت منظمة العفو الدولية، في تقرير سابق، إن “صحافيين عدة قد احتجزوا منذ فترات طويلة دون توجيه اتهامات، أو إجراء محاكمات، لهم، ومن بينهم المصور، شوكان، الذي احتجز لأكثر من 600 يوم".

وأضافت المنظمة: "هؤلاء الصحافيون المعتقلون وثقوا وقائع انتهاكات لحقوق الإنسان، أو انتقدوا السلطات أو الحكومة، أو من المؤيدين للرئيس، محمد مرسي".

تواصل "العربي الجديد" مع أسرة الصحافي التي طالبت السلطات المصرية بالإفراج عنه، قائلة :"نطالب بالإفراج عن محمد لأن حبسه مخالف للقوانين، بما فيها قانون الصحافة، وجميع التهم الموجهة له من إبداعات العسكر "، موضحة :" اتهام محمد بإدارته موقع قناة (مصر الآن) فقد تم التوضيح للقاضي بأن الموقع يعمل حتى الآن، رغم أن جهاز أمن الدولة قال إنه أغلقه وإنه أخذ الباسوورد (كلمة المرور)، أما في ما يتعلق بالتمويل من قطر تم الإثبات بأنها حوالات من السعودية، محولة من أشقائه وتم إطلاعهم على الأصل".

يذكر أن محمد علي حسن لديه طفلة لم تتجاوز الثمانية أشهر ولدت قبل اعتقاله بفترة قصيرة.

اقرأ أيضاً:#فجر_العادلي تخطف الأضواء من إلهام ويسرا.. وتهين السيسي

المساهمون