عاصفة الأنبار الرمليّة تثير جدلاً على "فيسبوك"

عاصفة الأنبار الرمليّة تثير جدلاً على "فيسبوك"

28 مايو 2015
ذهبت التحليلات بعيداً نحو نظرية المؤامرة "الصهيوأميركية"
+ الخط -

أثارت العاصفة الترابية التي ضربت محافظة الأنبار، وعدداً من مناطق وسط العراق خلال اليومين الماضيين جدلاً مثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المؤيدين والمعارضين للعمليات العسكرية على المحافظة. وذهبت التحليلات بعيداً نحو نظرية المؤامرة "الصهيوأميركية".

والمثير في ذلك أنَّ كتّاباً وصحافيين وناشطين مؤيدين لمليشيا الحشد الشعبي، اعتبروها مؤامرة أميركية، لوقف تقدم القوات العراقية والمليشيات المساندة لها، لاستعادة السيطرة على محافظة الأنبار، ونشروا على صفحاتهم اتهامات للولايات المتحدة بإثارة تلك العاصفة الترابية، بحسبهم.

واحتدم الجدل والنقاش بين مختلف شرائح المجتمع العراقي والناشطين والكتّاب والصحافيين على موقع "فيسبوك"، حول هذه العاصفة التي وصفها المتخصصون بأنها الأعنف منذ سنوات، إذ تسببت بانعدام الرؤية سوى لأمتار قليلة فقط.

وكتبت صفحة "المسلة" على "فيسبوك"، التي يديرها عدد من الإعلاميين المساندين للحكومة العراقية، أن "هذه العاصفة الترابية ممنهجة من قبل أميركا لتساند "داعش" وتوقف الغطاء الجوي للقوات المسلحة العراقية".

وزعمت صفحة "المسلة" أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تستخدم نوعاً من الغاز يسمى "الكيمترول"، يسبب تغيّرات في الجو، وأن أميركا تستخدم هذا الغاز ضمن مشروع  "هارب"، لاستخدام الجو في الحروب، وأنه سيكون السلاح الأميركي الأوحد في العالم في عام 2022"، بحسب ما نشره الموقع.

وأضافت "المسلة" أنَّ "هناك اتفاقيات على إثارة الصواعق و"تسونامي"، وأنَّ الولايات المتحدة الأميركية تستخدم هذه التقنية في العراق لشل حركة الطيران العراقي". واعتبر ناشطون مؤيدون للحكومة العراقية أنَّ هذه العاصفة هي غضب رباني على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

اقرأ أيضاً: العراق: جلسة السفير الأميركي تثير سخريةً

وقال الناشط مرتضى الكربلائي: "إن هذه العاصفة غضب رباني على تنظيم "داعش" الذي يحاول الوصول إلى المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وتدميرها، لذلك أرسل الله هذه العاصفة للدفاع عن مراقد الأئمة". بينما اعتبر الناشط عقيل النجفي أن "هذه العاصفة مؤامرة "صهيوأميركية" عبر استخدام تقنيات متطورة وإثارة غبار صحراء الأنبار لإثارة عاصفة ضخمة تمنع الطائرات العراقية من استهداف مواقع تنظيم "داعش".

بالمقابل، اعتبر مناصرون لتنظيم "الدولة الإسلامية"، أنَّ هذه العاصفة هي من جند الله أرسلها الله لحماية عباده المجاهدين من نيران القصف الجوي "الصهيوأميركي"، بحسبهم.
وقال الناشط أبو القعقاع، على صفحته في "فيسبوكَ": "إن العاصفة الترابية في الأنبار ما هي إلّا جندي من جنود الله لحماية عباده المجاهدين من مقاتلي الدولة الإسلامية من طيران التحالف "الصهيوأميركي"، وأن الله مكّن عباده المجاهدين بهذه العاصفة من الفتك بالقوات العراقية والمليشيات المساندة لها وقتل العشرات منهم في ظل انعدام الرؤية"، على حد تعبيره.
ونشر أبو جندل الأنصاري، على حسابه، أنَّ "عاصفة الأنبار الترابية سهّلت لمقاتلي الدولة الإسلامية التقدم نحو القوات العراقية والإيرانية، وقتل العشرات منهم وتدمير عدد من المعسكرات ومقرات الجيش والحشد الشعبي".

ويستخدم مناصرو تنظيم "الدولة الإسلامية" أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي خشية الملاحقة القانونية. غير أنَّ الملاحظ في هذه العاصفة وبين ثنايا الجدل المحتدم بين المؤيدين للمليشيات من جهة ومناصري تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، أنَّ أهالي الأنبار قضوا تلك العاصفة بنوم عميق حيث غاب الطيران الحربي والمروحي عن سماء المحافظة التي لم ينم أهلها ليلهم منذ عام ونصف نتيجة القصف المستمر والذي تزيد حدته ليلاً على الأحياء السكنية.

اقرأ أيضاً: اليراع" أول صحيفة أسبوعية يصدرها "داعش"

وقال عمر الحلبوسي، من أهالي الفلوجة، لـ"العربي الجديد": "كانت العاصفة الترابية منقذاً لنا ولنسائنا وأطفالنا من قصف الطيران الأميركي والإيراني والعراقي، واستطعنا في ليلة العاصفة أن ننعم بنوم عميق في ليلة هادئة خلال عام ونصف من القصف المستمر الذي يزيد كل يوم خلال الليل".

ويتمنى الحلبوسي أن تستمر العاصفة الترابية طيلة أيام السنة للخلاص من القصف الذي يستهدف الأحياء السكنية، والذي راح ضحيته آلاف المدنيين معظمهم نساء وأطفال.
الخبير العسكري والعقيد في الجيش العراقي السابق، ناصر الدليمي، أوضح لـ"العربي الجديد": "محافظة الأنبار ذات طبيعة صحراوية وتشهد عواصف ترابية متكررة خلال موسم الصيف وحتى خلال أيام الشتاء، وهي مثالية جداً لإيقاف الطيران عن التحليق، ومنحت مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" فرصة ذهبية للتقدم نحو مواقع القوات العراقية وتفجيرها وتدميرها في ظل انعدام الرؤية خلال العاصفة، وهذا ما جرى بالفعل".

 

المساهمون