"عاصفة الحزم" في الصحافة التركيّة ما بين مؤيّدٍ ومعارض

"عاصفة الحزم" في الصحافة التركيّة ما بين مؤيّدٍ ومعارض

28 مارس 2015
انقسام المواقف بالصحافة التركية بشان عاصفة الحزم (الأناضول)
+ الخط -
تختلف ردود فعل الصحافة التركية تجاه أزمات المنطقة، حيث اختلفت التحليلات بين الصحف الموالية للحكومة التي التزمت بخطها القائم على نبش التاريخ، بدءاً بالحرب العالمية الأولى وانهيار السلطنة العثمانية، واصفة ما يحصل في المنطقة بنتائج هذا السقوط، وبين الصحف المعارضة التي وجدت في دعم تركيا للتحالف السعودي فرصة سانحة للضرب بسياسات حكومة العدالة والتنمية.

وأعاد الكاتب مفتي يوكسل، في عموده في جريدة "يني شفق"، الموالية للحكومة، الحديث عمّا أطلق عليه قصة الحرب الطائفية التي انتهت بتوقيع معاهدة قصر شيرين، 1639، بين الدولة الصفوية والسلطنة العثمانية، والتي بقيت سارية حتى 1918، وحددت الحدود الحالية بين الدولتين، حيث أخذت السلطنة بموجبها العراق بشكل نهائي، بينما سيطرت إيران على جنوب القوقاز، محمّلاً الدول العلمانية التي قامت في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى مسؤولية ما حدث بسبب تصفيتها للتراث العثماني الذي تبنى المذهب السني مع احترام عالٍ لآل البيت والأئمة، والفراغ الكبير في العالم الإسلامي السني الذي تركه إنهاء الخلافة.

أما الكاتب إبراهيم كاراغول، فقد أشار إلى أن الحدود العربية الإيرانية كانت حدود العراق، و"لكن بعد الاحتلال الأميركي، تراجعت هذه الحدود نحو الحدود السورية، ولذلك تعتبر الحرب في سورية حرباً إيرانية، فإن خضعت سورية للسيطرة الإيرانية بعد الحرب ستتراجع الحدود العربية الإيرانية إلى الأردن، وإذا نجح الاحتلال الإيراني في اليمن، فسيهتز العالم العربي من الجنوب أيضاً"، يترافق ذلك مع ما أطلق عليه محاولة إيرانية "لصنع منطقة عازلة بين تركيا والعالم العربي".

وأيّد كاراغول قرار أردوغان بالوقوف إلى جانب "عاصفة الحزم"، واصفاً "سياسات المملكة السعودية الخاطئة بدعم انقلاب السيسي" بالخطأ الاستراتيجي الذي لا يغتفر والذي كسر أكبر مقاومة لهذا المشروع في المنطقة. فبدل التركيز على وقف التمدد الإيراني، جرت إعادة العسكر إلى حكم مصر الذين بدوا باردين في دعم عملية الحزم، بل واستقبلوا الحوثيين عدة مرات في القاهرة.

ودعت الكاتبة فيردا أوزِر، في عمودها بعنوان "التناقضات في اليمن" في جريدة "حرييت" التركية المعارضة، تركيا إلى الابتعاد أكثر ما يمكن عن الانخراط في حروب المنطقة، والتي قسمتها إلى حربين إحداهما ضد "داعش"، والأخرى حرب طائفية بين السنّة والشيعة، مؤكدة أن الحرب الطائفية تأخذ اهتماماً أكبر، بدليل بطء التحرك الدولي ضد تنظيم "داعش" مقارنة بسرعة التحرك ضد الحوثيين، وبينما أخذ التحرك ضد "القاعدة" أشهراً لتكوين التحالف والبدء بتوجيه بالضربات، فإن التحالف ضد الحوثيين لم يأخذ أكثر من أيام.

وعززت أوزر دعوتها بالتأكيد على وجود تناقضات كبيرة في التحالفات في المنطقة، إذ تتحارب الرياض وإيران بينما يجتمعان على قتال "داعش"، وفي الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة الأميركية الرياض في الحرب على الحوثيين، حلفاء طهران، تقوم هي بالتفاوض مع الأخيرة حول ملفها النووي، وبينما يحارب الجميع "داعش" و"القاعدة"، يقومون في الوقت نفسه بضرب الحوثيين الذين تضعهم القاعدة على رأس قائمة أعدائها.

أما الكاتب المعارض سيركان دميرتاش، فقد نوّه في مقالة بعنوان "التردد التركي في محاربة داعش والحسم في قتال الحوثيين"، بالتردد التركي في الانضمام إلى التحالف الدولي ضد "داعش"، رغم خطورة هذا التنظيم المباشر على الأمن القومي التركي مقابل حسمها السريع بالوقوف إلى جانب ما أطلق عليه "التجمع السني" في معركة عاصفة الحزم ضد الحوثيين، فيما وصفه "بالسياسة الخطرة التي تتبعها الحكومة التركية التي تشكل خرقاً واضحاً للسياسة التقليدية المتوازنة لتركيا في المنطقة والمتبعة لعقود".

اقرأ أيضاً: قمة شرم الشيخ تدين الحوثي والأسد و"العاصفة" مستمرة

المساهمون