"فيسبوك" غريب انتقلت إلى "تويتر"

"فيسبوك" غريب انتقلت إلى "تويتر"

18 مارس 2015
مغادرة فيسبوك قرار مصيري (تويتر)
+ الخط -
مغادرة "فيسبوك"، قرار مصيري اتخذته بسرعة ومن دون تردّد. خطوة أدركت باكراً أنها قد تلغي حضوري الافتراضي ـ الاجتماعي.

لا بل قد تدمر صورتي الشخصية أمام الرفاق والمعارف والزملاء والمعجبين. نعم المعجبين فعلى فيسبوك كلنا مشاهير. ونصرح ونعلن ونتضامن ونستنكر ونشارك في ما لا يعنينا وفي أغلب الأوقات نلعب دور المثقفين. شخصياً انتقلت إلى تويتر.

منذ شهر تقريباً، أغلقت حسابي على موقع فيسبوك، ليصلني بسرعة البرق إشعار/Notification/ من أمي عبر "واتساب": "هل أنت بخير؟ لماذا أغلقت حسابك على فيسبوك؟". تكرر نفس السؤال من قبل زميلي في العمل، إلا أن الجديد في ملاحظة الزميل أنها كانت تشجيعية.

بعد مرور شهر من غيابي عن "فيسبوك"، استعدت كل ما واجهته على هذا الموقع، من عناوين الصفحات الغريبة إلى الحملات الأغرب: "محبّي باط نانسي عجرم"، "حملة جمع مليون شخص، لتنحي فلان من منصب الرئاسة"، "وحملة جمع مليون مستخدم لزرع بطيخ من دون بذر".

أن تغلق "فيسبوك"، يعني أنك حزين، أنك خسرت حبيباً أو حبيبة، هذه هي ترجمة إغلاق حسابك على "فيسبوك" بين الأصدقاء. اتصلت بي إحداهن (لا كلام بيننا منذ سنتين) لتقول لي: "ما بالك؟ أنا إلى جانبك إذا احتجت شيئاً". على فيسبوك نقرر بملء إرادتنا أن ننقل كل ما هو خاص إلى العام. كلما تنزهنا في صفحات المعارف والأصدقاء على وقع التعليقات واللايكات، كلما رسمنا لحياتنا صورة غير واقعية بالضرورة، ترضينا وترضي من حولنا.

انتقلت إلى تويتر، احتجت إلى بضع تغريدات كي أتأقلم وهذا الفضاء الأكثر تهذيباً في الشكل. كل ما تراه هو 140 حرفاً من الغضب، الحب، الاستنكار، التضامن...لا فرق عن فيسبوك في هذه النقطة سوى أن "خير الكلام ما قل ودل". هنا التواصل أكثر سهولة، أكثر تواضعاً...إلا أنك تستطيع خلق قضية من حرف واحد وهو "#"...





المساهمون