#مجزرة_الدفاع_الجوي: الأسد كل عياله!

#مجزرة_الدفاع_الجوي: الأسد كل عياله!

09 فبراير 2015
+ الخط -
"الأسد مابيكلش عياله، وتتقطع إدينا قبل ما تتمد عليكم"، كلمات قالها رأس النظام الحالي في مصر، لكن الواقع والأحداث يكذّبانها. آخر هذه الأحداث، #مجزرة_الدفاع_الجوي، والتي راح ضحيتها حوالي 22 من رابطة مشجعي الزمالك "وايت نايتس"، في أول مباراة يسمح فيها لمشجعي الكرة المصرية بحضور مباريات الدوري المصري.

وفي تطور خطير، انقسم الإعلام الخاص حول الحدث. فبعض الفضائيات حمّلت الرئيس، عبدالفتاح السيسي، مسؤولية المجزرة، فيما أُفسح المجال للمهاجمين عبر المداخلات التليفونية، فالناقد الرياضي، علي السيسي، هاجم السيسي بقوة عبر مداخلة مع لميس الحديدي على قناة "سي بي سي"، وحمّله مسؤولية الدماء التي سالت، وطالب بمحاكمة وزير الداخلية، محمد إبراهيم، ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور.

وعلى قناة "أون تي في"، هاجم إبراهيم عيسى السيسي بقوة، وحمّله مسؤولية المجزرة، واعتبر المجزرة دليلاً فاضحاً على الفشل في إدارة الدولة، واتهم كل مسؤولي دولة السيسي بافتقارهم لأي ذكاء سياسي، وعجزهم عن التصرف إزاء المشكلات الحياتية.

وعلى العكس تماماً، هاجم أحمد موسى على قناة "صدى البلد" مشجعي الزمالك و"وايت نايتس"، واتهمهم بالانتماء لـ"حازمون" (التي أسسها الشيخ حازم أبو إسماعيل) وفي مداخلة هاتفية معه، اعتذر المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم، عزمي مجاهد، للشرطة، وقال: "جزمة المجند من الشرطة برقبة وايت نايتس".

منذ بدء الحديث عن اشتباكات، تابع مستخدمو وسائل التواصل المذبحة لحظةً بلحظة. هكذا، دوّن بعض المتواجدين في الملعب مشاهداتهم وصوراً من هناك، كما نشروا تعليقاتهم عن الموضوع. من جهتهم، نشر مصريّون في المشرحة، التي أُخذت إليها الجثث، أسماء الضحايا، كما كتب أهالي المفقودين والضحايا تغريدات عن الموضوع، بينما حاول المغردون مساعدة بعضهم لإيجاد المفقودين أو إبلاغ أهلهم بما يعرفونه. كما نشر البعض شهاداتهم عما حصل، وأعادوا نشر فيديو يُظهر لحظة الهجوم على المشجعين.

واحتلّ الوسم #مجزرة_الدفاع_الجوي لائحة الأكثر تداولاً عالميّاً، وليس في مصر فقط. وعلّق المستخدمون بكثافة على ما حصل. وكان أبرز ما تمّ إعادة تغريده، تغريدة للراحل عمرو حسين في عام 2013، قال فيها عن الزمالك: "هو انتو فيكو راجل غير عمر جابر؟"، اعتبرها المغردون دليلاً حيّاً على ما حصل أمس، خصوصاً بعدما لعب الزمالك المباراة وامتنع جابر، ليتمّ إيقافه.

وقال عمر جابر على حسابه على "فيسبوك": "لو هبطل كورة وأشحت مش هلعب وإخواتي بيموتوا". وقال المذيع مدحت شلبي: "أحلى حاجة إن الماتش اتلعب، لن نسمح لأحد بتعطيل المسيرة".
صفحة "وايت نايتس" على "فيسبوك"، عرضت صورة القفص الحديدي الذي تسبب في المجزرة، والذي أُحضر لأول مرة من أجلهم في المباراة، وعلقت: "اللي قتل إخواتنا النهاردة، هو اللي قتل جماهير الأهلي، هو اللي قتل شباب الثورة، هو اللي قتل الإخوان هو العسكر".

وزارة الداخلية من جانبها سخرت من المجزرة والضحايا، وقامت بنشر صور لسياراتها، التي ادّعت أن مشجعي الزمالك قاموا بإحراقها، لتبرر استخدام الغاز والخرطوش الذي أدى للتدافع وحدوث الكارثة.

وعلى حسابه على "تويتر"، قال لاعب الأهلي السابق محمد أبو تريكة: "الكرة للمتعة وليست للقتل، إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبي الله ونعم الوكيل". وانسحب من الاستديو التحليلي لقناة الجزيرة، أثناء تغطية حفل ختام بطولة أفريقيا، تضامناً مع الضحايا، مما جعله يحصد إعجاب وتقدير الناشطين على مواقع التواصل، على عكس لاعبي الزمالك، الذين أكملوا المباراة رغم علمهم بموت المشجعين.

شادي الغزالي حرب تفاعل مع المجزرة، وقال: "‏النظام لا يتحمل فقط مسؤولية الدماء التي سالت وتسيل كل يوم، بل ومسؤولية تحويل مجتمعنا لهذا القدر من الفاشية بإعلام منحط". أما نوارة نجم، فانتقدت موقف الإعلام، وقالت: "‏التليفزيون كله بيقول جملة واحدة: إحنا حزانى على الشباب، بس إحنا بنحارب الإرهاب! حد يقولي الرابط بين العبارتين دول".
وانتقدت ريهام الجيلاني إعلام الدولة، فقالت: "‏مذيعة التليفزيون الرسمي بتقول إن شهداء مجزرة الدفاع الجوي ضحايا وليسوا شهداء.. ثم تضحك! والضيف يقولها لازم نضحي بشوية علشان مصر تعيش!".

وعزا الحقوقي، جمال عيد، سبب المذبحة لـ"‏مفيش سبب منطقي ليتعمدوا قتلهم، بس كمان مفيش عقاب لو قتلوهم، هو موت مجاني سواء في شارع أو ميدان أو استاد أو جامعة". فيما سخر الحقوقي، مالك عدلي، سخرية تشوبها المرارة وقال: "أنا بقضي ليلة جميلة الحقيقة في مشرحة زينهم وسط جثامين الشهداء.. يلعن أم دي عيشة".

حساب "الاشتراكيين الثوريين" هتف على "فيسبوك": "‏تسقط عصابة السفاحين والقتلة.. يسقط حكم العسكر"، وقارن الناشط، نادر السيد، بين مذبحتي الأولتراس و"وايت نايتس" فقال: "‏الخطة نفس الخطة قتلوا شباب أولتراس أهلاوي بأنهم قفلوا عليهم الأبواب، وإحنا قفلوا علينا الممر، وزنقوا الناس في قفص حديد". فيما علق الإعلامي، عبد العزيز مجاهد: "يعني إيه انقلاب؟ يعني أكثر من 20 مشجعاً تقتلهم الشرطة، واللعيبة تكمل لعب". 


المساهمون