مهنّد العكيدي: قتل... لم يقتل؟

مهنّد العكيدي: قتل... لم يقتل؟

20 أكتوبر 2014
العائلة تأمل بإطلاق سراح العكيدي (تويتر)
+ الخط -
حتى الساعة لا يزال الغموض يلفّ مصير الصحافي العراقي مهنّد العكيدي، الذي اختفى في الموصل وقيل إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد أعدمه. لكن عائلته خرجت عن صمتها ونفت هذا الخبر، مؤكدة قبل أيام أنها "أجرت، صباح اليوم اتصالاً هاتفياً مع مهند المحتجز لدى عناصر التنظيم، وتأكدت من سلامته... العائلة تأمل بإطلاق سراح ابنها"، كما صرّح أحد أفرادها للإعلام.
وكان أكثر من طرف في الموصل قد أكّد خبر إعدام العكيدي في الموصل، بعد مرور شهرين على اختطافه، وقال إن جثته قد سلّمت لعائلته وهي تحمل آثار تعذيب كثيرة. لتعود بعد أيام وتنفي الخبر مصادر عدة، في مقدمها عائلته التي طالبت الإعلام بالتوقف عن نشر إشاعات من هذا النوع، قد تؤدي حقاً إلى إعدام الصحافي العراقي.
ولعلّ تضارب المعلومات حول صحّة العكيدي، هي خير دليل على ما يعانيه الصحافيون في العراق وسورية، أي في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". فتدفّق المعلومات أصبح شبه مستحيل، حتى على مواقع التواصل الاجتماعي. بسبب الرقابة الحديدية التي يفرضها التنظيم على كل المعلومات التي تخرج من مناطق سيطرته، وبسبب خوف الصحافيين من تحدي التنظيم الذي لن يتردّد بإعدامهم كما حصل مع صحافيين محليين وأجانب.
إذاً فإن المعلومات التي تصلنا هي التي يريد "داعش" إيصالها إلينا، وخبر إعدام العكيدي قد يكون صحيحاً، وقد يكون مجرّد رسالة تهويل إلى الصحافيين العراقيين والأجانب عن مصير كل من يتجرأ على التمرّد على شروط التنظيم للعمل الصحافي.
وحال العكيدي من حال عشرات الصحافيين، الذين لم يتبنّ التنظيم خطفهم بشكل رسمي، لكن كل الترجيحات تؤكد أنهم بقبضته، بسبب اختفائهم في مناطق سيطرته. ومن بين هؤلاء فريق عمل "سكاي نيوز عربية" المراسل الموريتاني اسحق مختار، والمصوّر اللبناني سمير كساب، وعشرات الآخرين الذين تبقى أسماء بعضهم سرية خوفاً على سلامتهم.
وحدها المنظمات الحقوقية تحاول التحرك لمعرفة مصير هؤلاء، في وقت تبدو أغلب الحكومات عاجزة عن فتح ثغرة في جدار البحث عن مخطوفيها من الصحافيين.

دلالات

المساهمون