"#وينن" يوحد المعارضة والموالاة في سورية

"#وينن" يوحد المعارضة والموالاة في سورية

01 سبتمبر 2014
هاشتاغ وحملة يندر استخدامهما من معارضين وموالين معاً
+ الخط -
عندما أطلق ناشطو المعارضة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #وينن للمطالبة بالكشف عن مصير المختفين قسراً، لم يخطر في بالهم أن الهاشتاغ نفسه سيُطلق في صفوف الموالين، وأن مصير أدمن الصفحة المؤيدة سيكون مصير المعارضين نفسه، الاختفاء قسرا، فقط لأنه أطلق صفحة رداً على ما حدث في مطار الطبقة العسكري.

تم إطلاق الهاشتاغ لدى الطرفين في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، الذي يحييه المجتمع الدولي في الثلاثين من أغسطس/ آب من كل عام.

وقام المغردون على تويتر، يوم السبت الماضي، باستخدام الهاشتاغ المخصص #وينن لمدة ساعتين، من العاشرة وحتى الثانية عشرة ليلاً، باللغتين العربية والإنكليزية.

ومن بين المختفين قسراً لدى النظام السوري وتنظيم البغدادي: الأب باولو، رزان زيتونة، سمر صالح، عبد الوهاب الملا، فاتن رجب، يحيى الشربجي، يامن البيج، ولاء العاقل، مازن درويش، كنان الطيلوني، وغيرهم الكثيرون.

وقد تزامن ذلك مع حملة أطلقها مؤيدو النظام السوري، الذين استخدموا الهاشتاغ نفسه، #وينن، وهو الهاشتاغ الأول من نوعه لأهالي جنود وضباط من جيش النظام السوري، بعد موجة سخط هائلة ضد قنوات النظام الإعلامية، التي وصفوها بأنها"الشريك الحقيقي" في ذبح أبنائهم. كما وصفوا المسؤولين عن تلك القنوات بـ"الحشاشين ومتعاطي المخدرات".

وتم تعريف حملة #وينن المؤيدة، على أنها حملة محلية سورية للبحث عن كافة المفقودين من قوات الجيش العربي السوري، وقوى الأمن الداخلي، ومعرفة مصيرهم، محورها "أين ذهبوا أين رُحّلوا ؟ ماذا فعلتم بهم؟ ومن أجل ماذا؟". الحملة احتجت على التقصير في مؤازرة جنود مطار الطبقة، مما أدى إلى مذبحة في صفوف قوات الأسد ارتكبها تنظيم "دولة العراق والشام"، (داعش)، مؤخراً، وطالبت بالكشف عن مصير الجنود في المطار، حيث تناقلت مواقع التنظيم فرار كبار الضباط على متن طائرات "إليوشن"، مع أحدث التجهيزات العسكرية في المطار، مخلفين وراءهم الجنود وبعض الضباط ليواجهوا الموت على يد التنظيم، وقد انتشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يساقون شبه عراة، ثم أعلن إعلام تنظيم "داعش" أنه قام بإعدامهم عبر شريط فيديو، مما دعا المؤيدين إلى ملاحقة المواقع الإعلامية لتنظيم داعش، لمعرفة مجريات الأمور وخفاياها.

تعليقات غير معهودة
وانقسمت المعارضة بين شامت بمصير جنود النظام، وبين مشفق عليهم باعتبارهم أبناء هذا الوطن، وشهدت ساحة الفيسبوك معارك ضارية بين الشامت والمتعاطف. ولم يخل الأمر من الإشارة إلى الدعم، الذي أرسله النظام والمكون من 200 جندي لمساندة الـ 250 المحاصرين في المطار، وانهم من المنشقين السابقين، الذين ألقي القبض عليهم وتم سجنهم لفترات وصلت إلى السنتين، ثم أطلق سراحهم مؤخراً ليرسلهم إلى مطار الطبقة، حيث لقوا مصيرهم هناك. واستشهدوا على ذلك بقصة المجند المنشق "باسل الصياد"، المعتقل لمدة سنتين في سجن صيدنايا، والذي أطلق سراحه قبل أيام ونقل إلى مطار الطبقة ليكمل خدمته، وهناك لاقى مصيره على يد تنظيم البغدادي.

وعلق أحد منظمي الحملة من الموالين: "يسحب الدواعش جنودنا كالكلاب، وقيادتنا تنعم بفتح المراكز الترفيهية، بعد أن أنقذوا الضباط الإيرانيين والروس، أما نحن، هل سنبقى فداء للكرسي والنهب..اصحوا". وأضاف آخر: "الأسد وحاشيته لا يبحثون إلا عن الكرسي والنهب، وأولادنا للذبح".

وقال أحد المشاركين في حملة #وينن المعارضة: "الجواب على حملة ‫#‏وينن‬: في القبر أو الأسر، أو حيث ذهب أدمن صفحة نسور مطار الطبقة العسكري..".

تقول ناشطة أجرت جولة على هاشتاغ #وينن رصدت فيها مشاهد تمثيل تنظيم البغدادي بجثث من قتلهم من الجيش النظامي: "أشلاء أجساد، رؤوس معلقة كإشارات مرور، رؤوس معلقة كالزينة في الشوارع. كلاب تأكل أجساداً بشرية، أشلاء محترقة. بعد جولة على هاشتاغ ‫#‏وينن‬..لا أعرف كيف سنعالج نفسياً شعباً ينتشي على تلك المشاهد".

كما قامت حملة #وينن المؤيدة بتوزيع منشورات جاء فيها "لن نسمح بعد اليوم بالمتاجرة بدمائنا، لأجل كرسيكم المتآكل، لن تكمموا أفواهنا. بلغ السيل زباه. سنرسم وطنا أجمل من دونكم".

ولم ينس مطلقو الحملة التعبير عن استيائهم من تفريق النظام السوري في معاملة الضباط الأسرى من الروس والإيرانيين، فيسارع إلى مبادلتهم، بينما يتغاضى عن آلاف الجنود المختفين، ويصمّ آذانه عن نداءات أهاليهم. وقال الكاتب الموالي أحمد الأحمد: أولاد الناس ليسوا دمى، وليسوا للبيع والذبح، القائد الذي لا يستطيع حماية أبنائنا، عليه التنحي، كائناً من كان، كفانا محسوبيات وخيانة".

يقول احدهم في حملة #وينن المؤيدة: "سؤال بانتظار جواب من 4 سنين..خلصت؟ لا لسّة بكير. لسّة ما بلشت..النصر إلّي وعدتنا فيه القيادة صار مكلفاً أكثر من 300 ألف شهيد، وآلاف الأسرى والمعتقلين والمجهول مصيرهم، ولا في أيّا مفاوضات كرمالهم، أما لو كان ضابط روسي أو إيراني كان اتدخل كرمالو أكبر القيادات وطالعوه".

اعتقال الأدمن الموالي

لكن يبدو أن المخابرات الجوية السورية لم تتحمل ضغط هذه الحملة، فقامت باعتقال مطلقها أدمن صفحة "نسور مطار الطبقة" المؤيدة، مضر حسان خضور، المعروف بتأييده المطلق للنظام، لكنه عندما فقد أحد إخوته في المطار، أطلق حملته مطالباً بشار الأسد ووزير دفاعه، فهد جاسم الفريج،  بالكشف عن أسباب هروب الضباط وترك الجنود ليلاقوا حتفهم على يد داعش، وطالب بالكشف عن مصيرهم. النتيحة ان المخابرات الجوية قامت بمداهمة منزله بعد امتناعه عن الحضور إلى الفرع، ليصبح، أحد المختفين قسرياً، الذين تنادي الحملتان، المعارضة والمؤيدة، بالكشف عن مصيرهم.

وعبّر مؤيدون عن احتجاجهم على طريقة تعامل الأمن السوري مع ما يحدث، فسارعوا بالقبض على مطلق الحملة، لمجرد طلبه الكشف عن ذلك المصير، وطالبوا بإسقاط "مخابرات القوى الجوية". يقول أحدهم "أرانب ع الجبهات وكلاب ع الشعب. تسقط الجوية". وقال آخر: "تروح الجوية تتمرجل على (داعش) مو على الأدمن المدني".

دلالات

المساهمون