كامل الباشا أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي

كامل الباشا أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي

10 سبتمبر 2017
كامل الباشا مع جائزته في مهرجان البندقية (إليزابيتا فيلا/WireImage)
+ الخط -




فاز الفلسطيني كامل الباشا (1962) بجائزة أفضل ممثل، عن دوره في "قضية رقم 23" للّبناني زياد دويري، في ختام الدورة الـ 74 (30 أغسطس/ آب ـ 9 سبتمبر/ أيلول 2017) لـ"مهرجان البندقية السينمائي الدولي (لا موسترا)".

وتاريخ الباشا الفني معقودٌ على المسرح الفلسطيني: "أتيتُ من المسرح. هذا أول فيلم لي على المستوى الاحترافي. لم أكن لأنجح، لولا دعم دويري والممثلين اللبنانيين الممتازين، الذين يستحق كل واحد منهم هذه الجائزة"، كما قال عند استلامه الجائزة، مساء السبت، بحضور دويري، وأعضاء لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الأميركية آنيت بِنينغ.

وأشار الباشا إلى أن وقوفه في "لا موسترا 2017" لم يكن ممكناً حدوثه "لو لم يواظب الجمهور الفلسطيني على حضور أعمالي المسرحية (23 مسرحية كممثل، و13 ككاتب، و13 كمخرج، بالإضافة إلى 5 ترجمات و5 ورش عمل).

يقول: هذا أتاح لي الاستمرار في التمثيل، إلى أن طلب مني زياد (دويري) المشاركة في فيلمه اللبناني الرائع، مؤدّياً فيه دور ياسر سلامة، اللاجئ الفلسطيني إلى لبنان، الذي يتولّى إدارة أعمال ورشة أشغال عامة في حيّ مسيحي في بيروت، حيث يقع خلافٌ بينه وبين مسيحيّ ملتزم "القوات اللبنانية" وقائديها بشير الجميل وسمير جعجع. والخلاف يؤدّي إلى شتيمة، والشتيمة إلى إهانة، قبل أن تتطوّر المسائل، لتبلغ أروقة المحاكم والقضايا، فيتدخّل سياسيون وإعلاميون ومناصرون ومستفيدون كثيرون من المشكلة.

هذا كلّه سيضع طرفي النزاع، طوني حنا (عادل كرم) وياسر سلامة، أمام مرايا الذات والذاكرة والراهن، فيُعيدان حساباتهما الأخلاقية والتاريخية والاجتماعية والإنسانية، ويتوصّلان إلى خاتمةٍ، يُستحسن عدم البوح بها قبل مشاهدة الفيلم، الذي تبدأ عروضه التجارية اللبنانية في 14 سبتمبر/ أيلول 2017، في أول انطلاقة تجارية له في العالم، بعد العرض الدوليّ الأول في مهرجان البندقية.

في هذا الإطار، يعتبر كامل الباشا أن ياسر سلامة "تلخيص لمعاناة الفلسطيني في منفاه القسري". فهو "غريب بين أهله، في الأردن ولبنان. عانى فقدان وطنه وإبعاده عنه، وعانى عروبةً لم تُنصفه وتقف إلى جانبه في محنته، وعانى (نتائج) خيارات غير مدروسة أوقعته في مزيدٍ من المصائب. لكنه، رغم هذا كلّه، لم يتحوّل إلى وحشٍ يُشبه الوحوش كلّها التي آلمته. حافظ على إنسانيته، مُصرّاً على أنّ تحقيق العدالة للفرد أهم من الانتماءات كلّها، التي تؤدّي إلى مصائب".


وعن "قضية رقم 23"، قال إنه لم يعش تجربة الفلسطينيين في لبنان، لأنه من مواليد القدس، التي يعيش ويعمل فيها كممثل، منذ عام 1987: "خبرتي في تقمّص الأدوار على مرّ السنين ساعدتني، من دون شكّ. لكنها ليست المصدر الوحيد الذي اعتمدت عليه لتأدية هذا الدور. إنسانياً، في الحياة اليومية للفرد، أعيش كما يعيش الفلسطيني في لبنان، وأشعر كما يشعر هو أيضاً". ورأى، قبل عرضه الصحافي الأول في لبنان (5 سبتمبر/ أيلول الجاري)، أن الفيلم "سيُثير جدلاً عميقاً حول طبيعة العلاقة اللبنانية الفلسطينية عموماً"، مُشيراً ـ في حوار معه منشور في الملف الصحافي للفيلم ـ إلى أن "البعض سيُهاجمه بحجة أنه لا يُنصف القضية الفلسطينية، كما سيُهاجمه آخرون بحجة انحيازه إلى الفلسطيني". أضاف أن الفيلم "سيستفزّ الجميع، وسيدفعهم إلى التفكير والتحليل".

ووصف زياد دويري بأن "مفرداته واضحة وكاشفة ومستفزّة"، معتبراً أنه "يقود الممثل وفرق العمل بفرح وحنكة، ويُبهج كلّ من حوله، ويُشيع طاقة إيجابية تدفع الجميع إلى العطاء". وقال إن دويري علّمه أن يكون ممثلاً سينمائياً: "أبطال فيلمه جميعهم مدهشون. إنهم كرماء في الأداء، ومتعاونون إلى أبعد الحدود. أعتزّ بعملي معهم فرداً فرداً، سواء أولئك الذين قدّموا الأدوار الرئيسية، أو تلك التكميلية، وأفراد فرق العمل. بذل الجميع، من دون استثناء، جهوداً عظيمة".


المساهمون