"الهيبة": محاولات إنقاذ رومانسية

"الهيبة": محاولات إنقاذ رومانسية

30 مايو 2019
لجأ البرقاوي إلى الاتجاه العاطفي المتطرف (فيسبوك)
+ الخط -
لم يُسعف منتصف رمضان المسلسلات العربية المشتركة التي عرضت هذا الموسم. البدايات كانت تُبشر بإنتاجات جيدة، وقدرة على جذب المشاهد حتى نهاية الشهر. لكن بعد الأسبوع الثاني سقطت هذه الأعمال في دوامة اجترار الأحداث، لزوم التطويل الدرامي، والالتزام بعدد الحلقات الثلاثين، ما جعل الملل يتسلّل إلى أغلب هذه الأعمال السورية ـ اللبنانية. وقد ظهر ذلك واضحاً في مسلسل "الهيبة ـ الحصاد".
لم تنجُ الحلقات الماضية من العمل من الملل. والسبب كما يبدو هو نفاد الأفكار من جعبة الراوي أو الكاتب باسم السلكا، ولم يعد أمام المخرج سامر البرقاوي إلّا "اختراع" مزيد من المشاهد لإكمال العمل حتى النهاية.
هكذا لجأ البرقاوي إلى الاتجاه العاطفي المتطرف لأبطال "الهيبة"، ضارباً عرض الحائط الخط الدرامي الحماسي الذي رافق العمل طيلة موسمين سابقين. هكذا اختفت الأحداث الشيقة والمعارك والمداهمات والمؤامرات، لصالح القصص الرومانسية. فتحول "شاهين" (عبده شاهين) إلى عاشق متيّم بابنة عمه "منى" (روزيتا لاذقاني)، في مشهد لا يشبه الشخصية التي رسمت له في الجزأين الماضيين. وكذلك حال ابن عمه بطل المسلسل جبل شيخ الجبل (تيم حسن) الذي وضع عمله في المرتبة الثانية، وتحول إلى عاشق ضعيف أمام مقدمة البرامج نور رحمة (سيرين عبد النور)، فيما انقلب عنفوان أم جبل (منى واصف) إلى عاطفة تُسلّم أو تتنازل عن موقفها الممانع أمام كلمة من أبنائها.
فأغلب مشاهد الحلقات الأخيرة ركّزت على التطورات العاطفية، وعلى العوائق التي تواجه كلاً من الثنائيات التي تدور حولها الحبكة. كل هذا التطويل العاطفي أدخل المسلسل في دوامة من الملل، غرق فيها المشاهد وأضعف السيناريو والإخراج، ما طرح علامات استفهام حول إمكانية إنتاج جزء رابع من المسلسل نفسه في الموسم القبل، وحول الخطوط الدرامية الجديدة التي يمكن ابتكارها للحفاظ على نسب المشاهدة.

المساهمون