إيران ترفع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 5 بالمائة

إيران ترفع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 5 بالمائة

05 نوفمبر 2019
طهران تنفّذ تهديداتها (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، مساء الثلاثاء، أن بلاده ستبدأ اعتباراً من اليوم الأربعاء عملية تخصيب اليورانيوم عند مستوى 5 في المائة في منشأة "فوردو"، بحضور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تعيد تفعيل المنشأة بعد أن أوقفت طهران النشاط فيها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وبذلك ستتخطى إيران مستوى 4.5 في المائة أيضاً، الذي بدأته ضمن خطوات المرحلة الثانية لتقليص التعهدات النووية، متجاوزة حاجز 3.67 في المائة، المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

وأوقفت إيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو"، وقبل الاتفاق كانت تقوم فيها بالتخصيب عند مستويين 5 في المائة، و20 في المائة.

وقال صالحي، وفقاً لما أوردته وكالة "فارس"، إن هيئة الطاقة الذرية قررت تفعيل عدد من أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، إلا أنه أكد أن بلاده تمتلك احتياطات كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، قائلاً "إن انتهى احتياطي اليورانيوم لمفاعل طهران فبموجب الاتفاق النووي يمكننا إنتاج اليورانيوم له بنسبة 20 في المائة".

كذلك أشار إلى أن الهيئة بصدد تخصيب النظائر المستقرة أيضاً، قائلاً إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمر الثلاثاء ببدء التخصيب في "فوردو" وإن ذلك سينطلق اعتباراً من يوم الأربعاء.

وفي وقت سابق، أعلن روحاني أن بلاده ستدشن اعتباراً من الأربعاء المرحلة الرابعة لتقليص تعهداتها النووية، المنصوصة عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والمجموعة الدولية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "هذه الخطوات يمكن العودة عنها إذا ما وفت الأطراف الأخرى بالتزاماتها".

وعن طبيعة خطوات المرحلة الرابعة، كشف روحاني أنها تشمل ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو"، مؤكداً أنه اليوم (الثلاثاء) سيصدر تعليمات للهيئة الإيرانية للطاقة الذرية للبدء بعملية ضخ الغاز اعتباراً من غد الأربعاء، إذ تنتهي فيه مهلة الستين يوماً الثالثة، التي منحتها إيران قبل شهرين للأطراف الأوروبية لتنفيذ مطالبها في تسهيل بيعها النفط ومعاملاتها المالية والمصرفية، التي تخضع لعقوبات أميركية شاملة.

وحظر الاتفاق النووي ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي الموجودة في منشأة "فردو" النووية، البالغ عددها 1044، لكن إيران بخطوتها هذه تخرق هذا الحظر.

وتنظر الدول الغربية إلى منشأة "فوردو" بحساسية شديدة، كون النشاط فيها يسرّع من وتيرة الجوانب الحساسة في البرنامج النووي الإيراني، وهذا ما دفع الرئيس الإيراني إلى القول إنه "قد يثيرون ضجة ويتساءلون لماذا تقدمون على هذه الخطوة في فوردو"، ليرد بنفسه هذا السؤال، قائلًا "نحن ندرك حساسيتهم تجاه منشأة فوردو وأجهزة الطرد المركزي فيها".

إنتاج 6 كيلوغرامات من اليورانيوم يومياً

وبدوره، قال المتحدث باسم الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن الهيئة ستبدأ من اليوم الأربعاء نقل المواد النووية إلى منشأة "فوردو"، مضيفاً أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك، ومشيراً إلى أن الخطوة تأتي بينما يحظر الاتفاق النووي نقل مواد نووية إلى المنشأة.

وقال كمالوندي إن المهلة الثالثة التي منحتها بلاده للأطراف الأوروبية بعد تنفيذ المرحلة الثالثة لتقليص التعهدات النووية "تنتهي الأربعاء عند الساعة الـ 24 ليلاً"، لافتاً إلى أن المرحلة الرابعة ستبدأ بعد هذه الساعة، إذ سيتم ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي في "فوردو".

ويحظر الاتفاق النووي تفعيل هذه المنشاة، لكن إيران بخطواتها الجديدة ستخرق هذا الحظر لتفعّلها من جديد، ليصف كمالوندي الخطوة بأنها "تطور كبير"، قائلاً "بموجب الاتفاق النووي لم يكن مقرراً تفعيل فوردو، لكن هذا ما سيحدث خلال المرحلة الرابعة"، مضيفاً أن هيئة الطاقة الذرية "ستقدم إيضاحات تفصيلية يوم السبت المقبل لوسائل الإعلام".

وعن احتياطيات بلاده من اليورانيوم، كشف كمالوندي أنها "وصلت إلى 500 كيلوغرام"، مشيراً إلى أنه "يومياً تضاف إليها 4 كيلوغرامات و200 غرام"، قبل أن يؤكد أن الإنتاج اليومي لليورانيوم بعد تشغيل أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو" سيصل إلى "قرابة 6 كيلوغرامات يومياً، وهي تقريباً الكمية التي كانت تنتجها إيران قبل التوقيع على الاتفاق النووي".

ظريف يدعو إلى العودة للاتفاق النووي

وفي تغريدة له على "تويتر"، بعد إعلان بلاده تنفيذ المرحلة الرابعة لتخفيض تعهداتها النووية، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن "ردنا على الإرهاب الاقتصادي والابتزاز كان عكس ما تم إفهامه لدونالد ترامب"، في إشارة إلى أن المقربين من الرئيس الأميركي أقنعوه بأنه اذا ما انسحب من الاتفاق النووي ستبقى إيران ملتزمة به.

وحول ذلك، أرفق ظريف تغريدته بصورة عن مقابلة سابقة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يقول فيها إن إيران لن تستأنف برنامجها النووي.

وأضاف ظريف أن المرحلة الرابعة التي تعلق تنفيذ أحد بنود الاتفاق النووي تأتي "رداً على انتهاك الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) للاتفاق"، مشيراً إلى البند الـ 36 للاتفاق، الذي تقول طهران إنه يعطيها الحق في التخلي عن التزاماتها إذا لم تف بقية الأطراف بتعهداتها.

وختم الوزير الإيراني تغريدته بالقول إن "الحل البسيط للولايات المتحدة والترويكا الأوروبية هو أن تلتزموا بتعهداتكم ونحن سنعود عن هذا المسار".

واستبقت إيران الإعلان عن تنفيذ المرحلة الرابعة بتنفيذ خطوات جديدة ضمن المرحلة الثالثة من تخفيض تعهداتها النووية، أول من أمس الإثنين، إذ أعلن صالحي من داخل منشأة "نطنز" النووية بدء ضخ الغاز لأجهزة الطرد المركزي من الجيل السادس (IR6) على شكل مجموعة الثلاثين، وهي بمثابة تنفيذ الخطوة الأكثر أهمية من بين الخطوات التي تضمنتها المرحلة الثالثة.

وخلال مؤتمره الصحافي، كشف صالحي أن بلاده ستضع حجر الأساس لبناء محطتين نوويتين جديدتين في مدينة بوشهر جنوبي إيران، خلال الأسبوع المقبل.

وبعد تنفيذ المرحلة الجديدة، تكون إيران قد نفذت أربع مراحل من تقليص تعهداتها النووية، وطاولت المراحل السابقة رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.76 بالمائة وإنتاج المياه الثقيلة ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 4.5 بالمائة، أي أكثر من 3.67 بالمائة، المنصوص عليها في الاتفاق النووي، ورفع جميع القيود الزمنية الواردة في الاتفاق بشأن إجراء البحث والتطوير حول أجهزة الطرد المركزي.