تعنت النظام السوري يُفشل محاولات احتواء التوتر في درعا
"ثورتنا مُستمرة" و"يسقط الأسد" وغيرهما شعارات كتبت خلال الأيام القليلة الماضية على جدران في مناطق مُختلفة في محافظة درعا جنوب سورية، التي تشهد في الأسابيع القليلة الماضية عودة بعض مظاهر الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، بموازاة عمليات أمنية واغتيالات تطاول عناصر في "الجيش السوري الحر" كانوا قد دخلوا في إطار "التسوية" مع النظام السوري، في يوليو/ تموز 2018. وتؤشر هذه التطورات إلى أن المحافظة، التي لم تشهد عمليات تهجير واسعة كغيرها من المناطق السورية، ترفض الخضوع بشكل كامل للنظام السوري وحلفائه، رغم أن المعارك العسكرية فيها انتهت فعلياً منذ نحو تسعة أشهر.
وكُتبت، منذ يومين، على جدران في درعا، شعارات ضد نظام الأسد، وذلك بعد يوم واحد، من كتابة "مجهولين" شعارات مماثلة على جدار قسم شرطة للنظام السوري في داعل شمال درعا البلد، وبعد أيام أيضاً على نشاطات مشابهة، في مناطق أخرى في المحافظة، مثل أم ولد ودرعا البلد. وتأتي هذه التحركات بعد نحو أسبوع على اجتماع لـ"لجنة التفاوض" عن درعا، مع ضباط في جيش واستخبارات النظام في دمشق لـ"تخفيف التوتر"، بعد ثلاثة أسابيع تقريباً على تظاهرات في درعا البلد، تزامنت مع الذكرى السنوية الثامنة للثورة السورية، واحتجاجاً على إعادة نصب تمثال لرئيس النظام السابق حافظ الأسد، في "ساحة تشرين" بدرعا المحطة، في محاولة من النظام لـ"استعادة الهيبة" في محافظة درعا.
في هذا السياق، كشف القيادي السابق في "الجيش الحر"، الذي دخل في "التسوية" في محافظة درعا، أدهم الكراد، أنه تلقى أخيراً تبليغاً من وزارة العدل في حكومة النظام، يقضي بتوقيفه وإحضاره "بالقوة إن استدعى الأمر". وكتب الكراد، الموجود حالياً في درعا البلد، على صفحته في "فيسبوك" في 4 إبريل/ نيسان الحالي، أن الكتاب الموجه من وزارة العدل بحكومة النظام يُعتبر خرقاً جديداً لشروط "التسوية والمصالحة" الموقعة في درعا، وأحد بنودها ألا يتم تحريك دعاوى قضائية ضد شخصيات دخلت باتفاقات "التسوية" التي رعاها الجيش الروسي.