خط اتصال عسكري تركي روسي مباشر للتنسيق في سورية

الخطوة وصفتها الصحيفة التركية بـ"الاستراتيجية"، مشيرة إلى أن الخط سيكون بشكل مباشر بين هيئة الأركان التركية ونظيرتها الروسية، مذكرة بأن هذه الخطوة تأتي بعد القرار الأميركي الانسحاب من سورية، و"ما يتبع ذلك من أهمية استراتيجية للتنسيق بين هذه الدول، عسكريا ودبلوماسيا"، وأن أنقرة استبقت زيارة بولتون لأنقرة بتدشين الخط.

ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين الأتراك ونظراءهم الروس يتواصلون بشكل مباشر، من أجل تنسيق الفترة المقبلة والتطورات الميدانية، ولـ"ضرورة التنسيق فتح هذا الخط لتفعيل أكبر لآليات التنسيق الميداني".

وعزت مصادر الصحيفة هذه الخطوة إلى "العلاقة المبنية على الثقة" في الملف السوري بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خاصة في ما يتعلق بـ"وحدة التراب السوري، والقضاء على الإرهاب في المنطقة، وتقديم تعهدات لمن يرغبون في العودة إلى منازلهم وقراهم وبلداتهم، ولهذا روسيا تخشى من أن تخسر حليفا مثل تركيا، وتعتبر أن لأنقرة دورا كبيرا في موضوع العملية السياسية حول سورية".

دورية للشرطة العسكرية الروسية في منبج

وعلى الصعيد الميداني، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دورية في منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، على الحد الفاصل بين قوات النظام ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وقال المتحدث باسم الشرطة الروسية في سورية، يوسوب ماماتوف، للصحافيين، وفق ما نقلت "روسيا اليوم"، إن وحدات الشرطة العسكرية الروسية بدأت، الثلاثاء، بتسيير دورياتها في المناطق الآمنة بأحياء منبج وضواحيها، وأشار إلى أن مهمة الشرطة تتمثل بضمان الأمن في المناطق الواقعة ضمن مسؤوليتها، فضلاً عن رصد مواقع وتحركات التشكيلات المسلحة.

وأضاف أن الدورية الأولى للشرطة العسكرية عبرت الحدود الخلفية للمنطقة الآمنة بالقرب من منبج، وبيّن أنها قطعت 10 كيلومترات في الجزء الشمالي من المحافظة عبر مدن ميلمييران وعجمي وإلانلي وإليابافار و"ستغيّر مسارها بانتظام في المستقبل".

ويرى محللون أن هذه الخطوة جاءت بالاتفاق مع تركيا التي حشدت قواتها مقابل منبج، في تحضير لشنّ عملية بهدف طرد المليشيات من المنطقة.

وكانت قوات النظام أعادت انتشارها، في وقت سابق، في قرى قرب مدينة منبج، أبرزها قرية العريمة، الواقعة إلى الغرب من منبج المدينة.

زيارة بولتون

واشتبكت تركيا مع أميركا في ملفات عدة، بدأت تشهد انفراجة في الأشهر الأخيرة، بعد صيف حار في المواجهة، على خلفية اعتقال الراهب الأميركي أندرو برانسون بتهم تتعلق بالإرهاب، قبل الإفراج عنه من قبل أنقرة، لتشهد الملفات العالقة بين البلدين انفراجات، وتتفاجأ الأوساط الدولية بقرار الرئيس الأميركي الانسحاب من سورية. 

وقال الرئيس التركي، في مقال نشر الإثنين في صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه يجب التخطيط بعناية للانسحاب الأميركي من سورية مع الشركاء المعنيين، مؤكدًا أن تركيا هي البلد الوحيد الذي يملك "القوة والالتزام لأداء هذه المهمة".

وأضاف أردوغان، في المقال الذي صدر قبل يوم من لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي، أن "تركيا ملتزمة بهزيمة تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى في سورية".