عام "الحرب الشاملة": الجيش المصري يستنفر و"ولاية سيناء" يختبئ

عام "الحرب الشاملة": الجيش المصري يستنفر و"ولاية سيناء" يختبئ

08 فبراير 2019
لم ينجح الجيش في حسم وضع التنظيم(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

ازداد قلق الجيش المصري في سيناء، بعد مرور عام كامل على بدء العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، في 9 فبراير/ شباط 2018، في ظل الصمت المريب لتنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش"، الذي واصل اعتداءاته ضد قوات الجيش العاملة في محافظة شمال سيناء، سواء بالهجمات المباغتة، أو مواجهة حملات الجيش على مدينتي رفح والشيخ زويد وقراها وأطراف مدينة العريش. ما أثار الخشية من احتمال تخطيط التنظيم لمفاجأة الجيش باعتداء ما في ذكرى انطلاق العملية ضده.

واعتاد التنظيم تنفيذ هجوم كبير أو سلسلة هجمات ضخمة، في "المناسبات"، وهذا ما تنبّهت إليه قوات الجيش مراراً، فحصّنت الاحتياطات الأمنية والحواجز المحيطة بالكمائن الرئيسية في المحافظة، بالإضافة إلى إطلاق عناصرها النار العشوائي بشكل دائم. وأكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش مستنفرة بشكل غير مسبوق على الكمائن العسكرية، وفي مناطق المعسكرات الرئيسية بمدينتي رفح والشيخ زويد على وجه الخصوص، بالتزامن مع اقتراب ذكرى مرور عام كامل على انطلاق العملية الشاملة".

وأضافت أن "الغياب المتعمّد لتنظيم ولاية سيناء عن الساحة في هذا التوقيت تحديداً مريب للغاية، خصوصاً أنه اعتاد طيلة الأسابيع الماضية استهداف الجيش المصري بشكل شبه يومي، مكبّداً إياه خسائر مادية وبشرية ثقيلة، تحديداً في مناطق عمليات الجيش برفح والشيخ زويد وجنوب مدينة العريش، والتي تضمنت تدمير آليات وهجوم على كمائن وعمليات قنص متكررة، وإقامة حواجز مفاجئة على الطرقات. ما يشير إلى قوة عسكرية حقيقية ما زالت في يد التنظيم، رغم مرور عام كامل على بدء العملية العسكرية الشاملة".

ووفقاً للمصادر، فإن "التنظيم قلّل من الظهور العسكري لأفراده في أماكن وجوده في الأيام القليلة الماضية، مع اقتراب ذكرى بدء العملية، بالإضافة إلى أن قوات الجيش خفّفت من حركتها العسكرية على الطرقات التي قد يوجد عليها التنظيم، ومن الممكن أن ينفذ من خلالها هجمات ذات نتائج سلبية على الجيش في هذا الوقت الحساس. مع الإشارة إلى أن الطائرات الحربية من دون طيار لا تفارق أجواء مدينتي رفح والشيخ زويد، بعد سلسلة غارات جوية مكثفة تعرضت لها هذه المناطق خلال الأسابيع الماضية، من دون القدرة على معرفة حجم الخسائر التي مُني بها التنظيم إثر الهجمات الجوية. لكن التقديرات تشير إلى أن القصف استهدف منازل خالية من السكان، يُعتقد أن أفراد التنظيم مكثوا فيها لمهاجمة الجيش، أو فتحات أنفاق مهجورة كانت تستخدم للتهريب من سيناء لقطاع غزة".



ومن المتوقع أن ينشر تنظيم "ولاية سيناء" إصداراً مرئياً يوثق فيه كافة عملياته التي شنها ضد قوات الجيش والشرطة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة. ما يعزز احتمالات شنّه هجوماً جديداً في ذكرى مرور عام على العملية. مع العلم أن التنظيم بات أكثر قوة من قبل، مع انضمام إرهابيين أجانب إلى صفوفه في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد الهزائم الفادحة لـ"داعش" في العراق وسورية وليبيا، وفرار عناصره إلى سيناء، باعتبارها الساحة التي يمكن لأفراد التنظيم العمل فيها بأريحية.

في هذا السياق، اعتبر باحث في شؤون سيناء لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم يسعى إلى الكشف العلني عن فشل العملية العسكرية الشاملة، التي باتت أخبارها غائبة عن وسائل الإعلام المصرية والقنوات الإعلامية الرسمية التابعة للجيش المصري، ولا يمكن لتنظيم تحقيق هدفه بكشف فشل العملية إلا من خلال هجمات إرهابية نوعية، من الصعب إخفاء خسائرها المادية والبشرية، خصوصاً أن التنظيم يوثّق اعتداءاته". وأشار إلى أن "التجربة السابقة في أسلوب تفكير التنظيم في تعامله مع مخططات الجيش، تشي بقدرته على مفاجأة الجميع".

وأضاف الباحث أن "على الجيش المصري التحضير لأمور قد تكون في غاية القسوة من التنظيم، على الرغم من كل الهجمات الجوية والبرية التي شنها الجيش المصري على مدار 12 شهراً والحملات العسكرية. مع العلم أن ولاية سيناء يسعى لتنفيذ رغبات تنظيم داعش بتحقيق اعتداء إرهابي نوعي، في ظلّ التراجع الحاصل بصورة كبيرة على مستوى التنظيم في كافة مناطق وجوده. وهو ما يتطلّب جهداً إضافياً من قوات الجيش خلال الأيام المقبلة بالانتباه للوضع الأمني بدلاً من استكمال عمليات التجريف لمنازل ومزارع المواطنين، في محاولة للتصدي لمخططات التنظيم التي من شأنها أن تقلب الطاولة في اللحظة الأخيرة قبيل الذكرى".

تجدر الإشارة إلى أن الجيش المصري بدأ عملية عسكرية واسعة النطاق في التاسع من فبراير 2018 في شمال سيناء، وهي لا تزال مستمرة، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين والعسكريين المصريين، عدا عن هدم وتجريف عشرات المنازل والمزارع في مدن محافظة شمال سيناء، من دون تحديد موعد لانتهائها، خصوصاً في ظل استمرار هجمات التنظيم ضد كافة أهداف الجيش.



المساهمون