قتلى وجرحى مدنيون بقصف روسي على خان شيخون بإدلب

سورية: قتلى وجرحى مدنيون بقصف روسي على خان شيخون جنوبي إدلب

13 اغسطس 2019
النظام وروسيا مستمران بحملة القصف على إدلب (عمر قدور/Getty)
+ الخط -
قتل ثلاثة مدنيين وأُصيب آخرون، صباح اليوم الثلاثاء، إثر قصف جوي روسي استهدف مدينة خان شيخون، جنوبي إدلب، شمال غربي سورية.

وقال مصدر من الدفاع المدني في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ طائرة حربية روسية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون بعدّة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم امرأة، وإصابة أربعة آخرين.

وأضاف أنّ قصفاً مماثلاً طاول بلدة حيش، فيما قصفت طائرات مروحية بالبراميل المتفجرة قرية النقير، واقتصرت الخسائر على المادية.

على هذا الصعيد، استهدفت طائرات قوات النظام السوري، أمس الإثنين، تجمعات سكانية في ريف إدلب الجنوبي بقنابل مسمارية، ما أدى إلى إصابة مدنيين، بينهم أطفال.

وقال الناشط الإعلامي مصطفى أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاستهداف تم من قبل طائرات حربية تابعة للنظام السوري على منازل المدنيين في بلدة حيش.

وأضاف أنّ النظام يهدف من استخدام مثل هذه القنابل إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الإصابات، مشيراً إلى أنّ القصف أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجراح، بينهم أطفال.

وذكّر بأنّ قوات النظام كانت قد استخدمت مثل هذه الصواريخ في وقت سابق، لكنّها كثّفت من استخدامها في الحملة الأخيرة.


وكان الدفاع المدني السوري قد وثّق مقتل مدني وإصابة 15 آخرين، نتيجة القصف الجوي الذي استهدف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، أمس الإثنين.


ووثّق فريق "منسقو استجابة سورية" مقتل 25 مدنياً، بينهم ستة أطفال، في محافظتي إدلب وحماة، على يد قوات النظام وروسيا، منذ تجديد اتفاق وقف إطلاق النار، في الأول من أغسطس/آب الجاري.

وأوضح، في تقرير، الإثنين، أنّ النظام وروسيا مستمران بحملة القصف، وقد بلغ عدد النقاط المستهدفة من قبل القوات الجوية 49 نقطة، ومن قبل السلاح الأرضي 46.

وأضاف أنّ أعداد النازحين المغادرين من المنطقة عقب خرق الاتفاق بلغت 5428 عائلة، تتوزع على 35173 نسمة، وتشمل العائلات التي عادت بعد توقيع الاتفاق.


كما أشار إلى أنّ أعداد المنشآت والبنى التحتية المستهدفة بلغت 15 منشأة خدمية وتعليمية، مبيناً أنّ قوات النظام وروسيا سيطرت على أكثر من 7 مناطق مشمولة ضمن اتفاق المنطقة منزوعة السلاح.

"قنبلة ذرية"

وقال العميد أحمد بري القيادي في "الجيش السوري الحر"، إنّ القصف الجوي من قبل الطيران الروسي ومقاتلات النظام على شمال غربي سورية "لم يشهد له التاريخ أبداً"، وأضاف في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "مقدار القصف على ريف حماة الشمالي خلال ثلاثة أشهر يعادل أكثر من قنبلة ذرية".

وأشار إلى أنّ النظام والجانب الروسي، حشدا بكثافة لمعارك ريف حماة التي يحقق فيها الطرفان تقدماً على حساب فصائل المعارضة، بمشاركة إيرانيين ومقاتلين من "حزب الله" اللبناني، ومليشيات محلية وطائفية، وحرس جمهوري، والفرقة الرابعة.

وأكد بري أنّ "(هيئة تحرير الشام) خذلت فصائل المعارضة السورية في المعارك"، ولم تشارك إلا بنسبة 15% من قوتها، ولم تشرك سلاح الدبابات والمدفعية.

ولفت إلى أنّه "لدى الهيئة 60 دبابة، و100 "مدفع57" و"مدافع 130"، بينما كل هذه الأسلحة الثقيلة لم تزج في المعركة نهائياً واكتفت بمشاركة خجولة"، وأكد أنّ من يقاتل في المنطقة "هم أبناؤها مع مقاتلين من مناطق أخرى، ومجمل هذه الأسباب أدت إلى تراجع فصائل المعارضة في ريفي حماة وإدلب".

قتلى للنظام السوري

من جهة أخرى، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، مساء الإثنين، قتل مجموعة من عناصر قوات النظام والمليشيات المساندة لها بعد استهدافهم بصاروخ حراري، على جبهة تل ترعي، جنوبي إدلب.

وقال مصدر عسكري من الجبهة (تضم معظم فصائل الحر في إدلب وحماة)، لـ"العربي الجديد" إنّ أكثر من 10 عناصر، بينهم لبنانيون من "حزب الله"، قُتلوا وأُصيب آخرون نتيجة الاستهداف.

وأضاف أنّ الاستهداف تم أثناء محاولة العناصر أخذ مواقعهم في التلة، التي سيطرت عليها قوات النظام أخيراً بدعم من الطائرات الحربية الروسية.

كما أشار إلى أنّ مقاتلي المعارضة صدّوا محاولات تقدم عدّة لقوات النظام باتجاه بلدة التمانعة من هذا المحور، ودمّروا آليتين عسكريتين لتلك القوات.


وخلال الأيام الثلاثة الماضية، سيطرت قوات النظام على بلدة الهبيط وتل سكيك وقريتي سكيك ومغر الحمام، قرب مدينة خان شيخون، جنوب إدلب.

والجدير بالذكر أنّ كل هذه المناطق المستهدفة تقع ضمن المنطقة "منزوعة السلاح" التي تم الاتفاق على وقف إطلاق النار فيها، في سبتمبر/أيلول الفائت.

وفي الثاني من أغسطس/آب الجاري، أكّدت الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) على تفعيل الاتفاق ووقف إطلاق النار، إلا أنّ قوات النظام السوري أعلنت عدم التزامها بالاتفاق لما وصفته بـ"انتهاكات الفصائل المعارضة".