افتتاحية مجلة الجيش الجزائري تتهم الناشطين والمعارضين بالخيانة

افتتاحية مجلة الجيش الجزائري تهاجم الناشطين والمعارضين: "خونة وجهلة"

07 مايو 2020
صحيفة الجيش تصف المعارضين بالخونة والجهلة (فرانس برس)
+ الخط -
أثارت افتتاحية نشرتها مجلة الجيش، الناطقة باسم وزارة الدفاع والجيش الجزائري، اليوم، جدلاً كبيراً وردود فعلٍ صاخبة بشأن مضمونها الذي وُصف بالعنيف والحاد وتضمن اتهامات للمعارضين وأوصافا مسيئة للناشطين في الحراك الشعبي.  

ووصفت الافتتاحية المعارضين في الداخل والخارج بالخونة والجهلة "الذين يتخذون من شبكات التواصل الاجتماعي مرتعاً لهم، حتى يُشوهوا الحقائق، ويختلقوا الأكاذيب، ويفبركوا السيناريوهات ويتهجموا بغير وجه حق على كل المبادرات الخيرة والنيات الحسنة الصادرة عن دولتنا".

وعبر المقال عن انزعاج بالغ من صفحات على الفيسبوك وفيديوهات على اليوتيوب ومن سماهم بالانتهازيين والمتطفلين على النشاط الحقوقي في خارج البلد وداخله، كما اتهم المقال "أشباه الإعلاميين ومحترفي الكذب والتزييف، اللاهثين وراء الشهرة والمال" ووصفهم بالمرتزقة.
كما ذكرت مجلة الجيش أن الناشطين في الحراك الشعبي يستهدفون الجيش من خلال تبني شعار يُطالب بدولة مدنية لا عسكرية.
وجاء في المقال أن هؤلاء الناشطين "لم يتقبلوا شعار شعب جيش أخوة، فأسرعوا ينبحون ككلاب مسعورة دولة مدنية لا عسكرية وشعارات أخرى"، مشيراً إلى أنهم يلفقون الأكاذيب والتهم ويزرعون الشكوك والظنون في وطنية الجيش. 

وحمل المقال على عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم ضباط سابقون في الجيش والمخابرات يقيمون في الخارج منذ سنوات، لافتاً إلى أن من ضمنهم ضباط الاستخبارات السابقين هشام عبود والياس رحماني والعامل السابق في الدبلوماسية محمد العربي زيطوط والناشط المعروف باسم أمير ديزاد، وسعيد بن سديرة ومحمد بن حليمة.

 وذكر البيان أنه أصبح من هواياتهم ترويج الإشاعات ونقل التفاصيل عما يجري في لقاءات واجتماعات القادة العسكريين، لافتاً إلى وجود تنسيق مسبق بين هؤلاء الناشطين لشن "حملة مبرمجة وأدوار موزعة كل منهم ينفث سمومه حسب الإملاءات والتعليمات لحفنة من الزنادقة والمشعوذين يفتون دون علم في كل المسائل والمواضيع. لقد استخدموا كل الأسلحة المباحة من جهوية وعنصرية وأيديولوجية وتزوير للتاريخ".

وهذه أول مرة تنشر فيها مجلة الجيش افتتاحية تستخدم فيها هذا المضمون المشحون وتتضمن هذا الكم من الاتهامات والتوصيف السلبي للناشطين والمعارضين، وهو ما أثار ردود فعل مختلفة. 
وعلق الناشط البارز في الحراك الشعبي عبد الوكيل بلام على المقال بكثير من الاستياء، قائلاً في تغريدة له: "أحوز في أقراص مضغوطة كل أرشيف أعداد مجلة الجيش منذ صدورها، ولا أظنني قرأت أقسى من هذه العبارات فيها رغم قساوة الفترات السابقة، فقد كانت أقلامها أرقّ وأرقى"، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك داعٍ "للانحدار إلى هذا الأسلوب وهذا المستوى من اللغة ومصطلحات البرافدا البائدة (صحيفة روسية)".

وعبر الكاتب والصحافي محمد ايوانوغان عن استيائه من مضمون مقال مجلة الجيش، مشيراً إلى أن المقال يحمل تخويناً واتهامات مبالغ فيها للناشطين والمعارضين.
واعتبر ايوانوغان أن "الإصرار على تخوين شعار (مدنية ماشي عسكرية) مؤشر على وجود سوء تفاهم كبير وقع بين الحراك الشعبي والقيادة العسكرية، وأن من الأجدر فتح نقاش أعمق حول الموضوع لرفع اللبس وفك العقدة التي تبدو سبب الانسداد السياسي الحاصل". 

دلالات

المساهمون