كوربن يصف جونسون بـ"ترامب بريطانيا وشعبوي مزيف"

كوربن يصف جونسون بـ"ترامب بريطانيا وشعبوي مزيف"

19 اغسطس 2019
كوربن يصف جونسون بـ" شعبوي مزيف" (Getty)
+ الخط -
اتهم زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنه "شعبوي مزيف" على شاكلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كلمة وعد فيها بإعادة صياغة مستقبل البلاد، كما فعل حزبه بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع توقع تنظيم الانتخابات العامة في بريطانيا الخريف المقبل، تصب كلمة كوربن التي وعد فيها أيضا "بفعل كل ما يمكن عمله لوقف بريكست من دون اتفاق" في إطار الدعاية الانتخابية لأكبر أحزاب المعارضة.

وكان كوربن قد دعا أحزاب المعارضة ومتمردي الحزب الحاكم المعترضين على خط جونسون تجاه بريكست إلى مباحثات هدفها أن يشكل العمال حكومة تسيير أعمال تعمل على تنظيم الانتخابات، وتأجيل بريكست إلى ما بعدها، وذلك ضمن مهلة زمنية محددة.

وتتزامن كلمة كوربن مع تسريب عدد من الوثائق الحكومية البريطانية التي تكشف عدداً من المشاكل التي ستواجهها بريطانيا من عدم الاتفاق، والتي تشمل نقصاً في الأغذية والأدوية والوقود إضافة إلى تأخير على الحدود البرية والبحرية لبريطانيا.

وقال كوربن "تريد حكومة بوريس جونسون أن تستخدم عدم الاتفاق لبناء ملاذ ضريبي لفاحشي الثراء على شواطئ أوروبا وتوقيع اتفاقية تفضيلية مع دونالد ترامب: ليس ذلك بريكست من دون اتفاق، بل بريكست بصفقة ترامب".


ووصف كوربن رئيس الوزراء بأنه "زعيم لليمين المتطرف" جعل من نفسه "ترامب بريطانياً" تموله "صناديق إدراة الثروات والمصرفيين، والملتزم بحماية مصالح الأثرياء والنخب بينما يدعي أنه معاد للمؤسسة الحاكمة".

وجدد كوربن أيضاً تعهد حزبه بتنظيم استفتاء ثان على بريكست "يمنح الناخبين القول الفصل وبوجود خيارات واقعية على ورقة الاستفتاء للجانبين، بما فيها البقاء في الاتحاد الأوروبي".

وأضاف "إن انتخابات عامة سببها أزمة داخلية في حزب المحافظين ستكون مفترق طرق لبلدنا. ستكون فرصة العمر لإحداث تغيير حقيقي في توجهنا، على شاكلة ما جرى عام 1945 أو 1979 (عندما بدأت مارغريت ثاتشر 18 عاما من حكم المحافظين)، ولا يمكن للأمور أن تعود إلى ما كانت عليه".

"وبغض النظر عن كيفية انفراج أزمة بريكست، تواجه البلاد خياراً مصيرياً. يعرض العمال تغييراً حقيقياً تجاه ما تحتاجه بلادنا: برنامج جذري لإعادة بناء وتكوين المجتمعات والخدمات العامة، والاستثمار في الأعمال الصديقة للبيئة والصناعات ذات التقنية العالية من أجل المستقبل، والتعامل مع عدم المساواة وأزمة المناخ".

وكان جون ماكدونيل، القيادي في حزب العمال والمقرب من كوربن، قد استبق خطاب زعيم الحزب بتصريحات إعلامية دعم فيها الدعوة لعودة انعقاد البرلمان حتى موعد بريكست، مشيراً إلى أن الاستفتاء الثاني يحظى بدعم متزايد داخل البرلمان وأن العمال قد يأخذ موقفاً حيادياً خلاله.


وقال ماكدونيل، صباح اليوم، إن حزبه يدعم دعوة وجهها 100 من نواب المعارضة لإعادة انعقاد الجلسات البرلمانية المعلقة حالياً بسبب العطلة الصيفية للبرلمان، مؤكدا أن احتمال بريكست من دون اتفاق يتطلب انعقاداً مستمراً لمجلس العموم، والذي يحتاج لمناقشة شاملة لما تواجهه بريطانيا.

وأضاف "أعتقد أن المشكلة الأساسية أمامنا هي كيف نمنع بريكست من دون اتفاق، ويعد سحب الثقة من الحكومة أحد هذه الآليات... ولكن هناك آليات أخرى تتم دراستها حالياً، آليات برلمانية أخرى، ونريد أن يتم ذلك ضمن حوارات ونقاشات ملائمة بين الأحزاب".

وأكد ماكدونيل أن دعم الاستفتاء الثاني في نمو مطرد في مجلس العموم، ولكنه أشار إلى احتمال أن يكون حزبه محايداً أثناء الاستفتاء في حل للخلافات الحادة داخل الحزب حول الموقف من بريكست، مشدداً على أنه شخصياً سيدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي في حال الاستفتاء الثاني.

كما أشار ماكدونيل إلى أن حكومة عمالية مستقبلية ستنظم الاستفتاء الثاني قبل الدخول في مفاوضات مع أوروبا حول صفقة جديدة، مؤكداً أن "سبب المماطلة التي جرت سابقاً في المفاوضات كان الحاجة للوصول إلى المسار المناسب، وأن الخيارات التي كانت مطروحة كانت غير ذات مصداقية".

ومن جانبها، اتهمت حكومة جونسون مؤيدي الاتحاد الأوروبي من الوزراء السابقين بتسريب عدد من الوثائق الحكومية الخاصة بعدم الاتفاق والمرتبطة بالترتيبات الحكومية للتعامل مع ضرر عدم الاتفاق.

وكانت وثائق خاصة بعملية "المطرقة الصفراء" التي تصف التجهيزات الحكومية للتعامل مع بريكست قد سربت إلى الصحافة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتحذر من عوز في المخزون الغذائي والأدوية والوقود في بريطانيا في حال عدم الاتفاق، كما تشير الوثائق إلى احتمال انتشار الاضطرابات العامة والتأخير في المطارات ونصب الحدود الصلبة في أيرلندا الشمالية.

وتأتي هذه التسريبات أيضاً بالتزامن مع جولة أوروبية يقوم بها بوريس جونسون تقتصر على ألمانيا وفرنسا بهدف التباحث حول بريكست قبل أن يتجه جونسون بعدها لقمة الدول السبع في بياريتز مع نهاية الأسبوع.

وبينما رفض القادة الأوروبيون مطالب جونسون بالتخلي عن خطة المساندة الأيرلندية وأكدوا استعدادهم لعدم الاتفاق، يُنتظر أن يلتقي جونسون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء القمة ومناقشة جوانب من الاتفاق التجاري الثنائي بعد بريكست.

 

المساهمون