الخلافات الحزبية في البصرة: حلول بالعبوات الناسفة

الخلافات الحزبية في البصرة: حلول بالعبوات الناسفة

28 سبتمبر 2019
شهدت المحافظة في الأسبوعين الأخيرين تفجيرات عدّة(حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
يُسجل الملف الأمني في محافظة البصرة (أقصى جنوب العراق) تراجعاً خطيراً بمستوياته المختلفة. فما بين أعمال العنف، والمعارك العشائرية، والجريمة المنظمة، تشهد المحافظة اليوم عودة للعبوات الناسفة، لكن هذه المرة على أيدي الأحزاب المختلفة في ما بينها، والتي لم تجد حلولاً سوى تفجير العبوات عند منازل الخصوم.

وشهدت المحافظة في الأسبوعين الأخيرين، تفجيرات عدّة، استهدفت منازل سكنية تعود لمنتسبين لأحزاب معينة، وبينما تحاول بعض الجهات الحزبية إلقاء تلك التفجيرات في ساحة العشائر، يؤكد مسؤولون أمنيون العكس. فبحسب ضابط في قيادة عمليات البصرة (الجهة المسؤولة عن أمن المحافظة)، فإن "التحقيقات الأولية في تفجيرات العبوات الناسفة، والتي طاولت عدداً من المنازل السكنية بالمحافظة، كشفت أن جهات حزبية تقف وراءها"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "بعض الأحزاب التي تتصارع في ما بينها على المصالح وتحقيق
ا لمكاسب بالمحافظة، وجدت أن أحزاباً أخرى تنافسها وتهدد مصالحها، فلم تجد حلاً سوى التهديد بالعبوات الناسفة، وتفجيرها عند أبواب وأسيجة منازل عناصر الحزب المناهض لها، كرسائل تهديد لها".

وأكد أن "عمليات التحقيق مستمرة بتلك العمليات، وقد تتكشف أوراق أخرى خلال التحقيق"، مشيراً إلى أنّ "تلك الحوادث، وإن لم تسجل حتى الآن ضحايا، إلا أنها عودة خطيرة إلى مسلسل العبوات الناسفة، والذي يمثل حالة رعب، وانتكاسة أمنية خطيرة".

وينتقد مجلس عشائر البصرة، محاولات إلقاء التهم بتنفيذ تلك التفجيرات، في ساحة العشائر، مؤكداً أن العشائر لا تستخدم العبوات ولا تمتلكها. وقال رئيس المجلس، الشيخ رائد الفريجي، في تصريح صحافي، إن "عشائر المحافظة لا تلجأ إلى أساليب التفجير بالعبوات الناسفة في نزاعاتها، بل إنها تستخدم السلاح، وهذا معروف لدى الأجهزة الأمنية، من خلال التحقيقات بأغلب النزاعات العشائرية التي وقعت في المحافظة"، مؤكداً أن "موجة الاستهدافات بالعبوات الناسفة التي عادت للمحافظة، خلال الفترة الأخيرة، تعود إلى الخلافات الحزبية والتناحرات في ما بينها".

وانتقد الشيخ "محاولات الترويج وإلقاء التهم بساحة العشائر"، متهماً الأجهزة الأمنية بـ"الضعف وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مستخدمي العبوات، كونهم ينتمون إلى الأحزاب التي شكلت الحكومة المحلية، والتي تقوم بدورها بتنصيب القيادات الأمنية في المحافظة". ودعا، رئيس الحكومة إلى "التدخل العاجل والفوري في ملف البصرة الأمني، بغية وضع الحلول للمشكلات الأمنية المزمنة بالبصرة".

وتؤكد قيادة شرطة المحافظة سعيها للسيطرة على السلاح المنفلت فيها، من خلال استمرارها بتنفيذ خططها بهذا الاتجاه. وقالت القيادة في بيان صحافي، إن "القوات الأمنية ماضية بعمليات حصر السلاح بيد الدولة، وعازمة على مواصلة تنفيذ الواجبات الأمنية في مركز المحافظة وبلداتها، والسعي إلى فرض القانون وبسط الأمن فيها"، مبينة أنها "تمكنت من ضبط كدس للسلاح والعتاد، وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة".

وتُعدّ محافظة البصرة من أكثر المحافظات التي تشهد تنافساً حزبياً، كونها المحافظة المرتبطة تجارياً بالخليج العربي، وهي المنفذ البحري الوحيد للعراق، ما أثار أطماع الأحزاب، التي تسعى لتحقيق مكاسبها الخاصة بأي طريقة كانت.

المساهمون