هنت يتصل بظريف ويبلغه بـ"خيبة الأمل": سنحمي الملاحة البريطانية

هنت يتصل بظريف ويبلغه بـ"خيبة الأمل": سنحمي الملاحة البريطانية

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
20 يوليو 2019
+ الخط -
وسط تداعي المعسكر الغربي، إلى التنديد باحتجاز الحرس الثوري الإيراني، ليلة أمس، الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو، محذّرين من التصعيد الخطير، استدعت لندن اليوم، القائم بالأعمال الإيراني؛ في وقت يبدو فيه أن احتواء الأزمة هو سيّد الموقف حالياً، خشية انزلاق "حرب الناقلات" المحتدمة في بحر الخليج إلى اشتباك مسلّح قد يهدّد المنطقة برمتها، وهو ما تبيّن خصوصاً في الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وقال هنت إنه تحدث مع نظيره الإيراني وعبر له عن "خيبة أمله البالغة" تجاه احتجاز إيران ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز أمس الجمعة. وتابع هنت في تغريدة: "تحدثت للتو مع ظريف وعبرت عن خيبة الأمل البالغة لأنه أكد لي السبت الماضي أن إيران تريد وقف تصعيد الموقف. لقد تصرفوا بشكل مخالف". ومضى يقول "الأمر يحتاج إلى أفعال لا أقوال إذا كان لنا أن نجد سبيلاً للمضي قدماً. يجب حماية الملاحة البريطانية وسوف يتم ذلك".

وفي وقت سابق، عبر هنت عن خشيته أن تكون إيران سلكت "طريقاً خطيراً" بعد احتجازها الناقلة. وكتب على "تويتر"، "تحرك الأمس في الخليج يبعث بإشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقاً خطيراً من سلوك غير قانوني ومزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز المشروع لنفط متجه إلى سورية في جبل طارق".

وأضاف "كما قلت أمس سيكون ردنا مدروساً لكن قوياً. نحاول التوصل إلى طريقة لحل مسألة الناقلة غريس 1 لكننا سنضمن سلامة شحننا".

من جهته، أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، اليوم السبت، المزيد من التفاصيل حول احتجاز الناقلة البريطانية، قائلاً إن قوات الحرس قامت بهذه العملية بينما كانت الناقلة "تحت حماية البحرية العسكرية البريطانية".

وأكد شريف، وفقاً لما أورده موقع "سباه نيوز" التابع للحرس أن الناقلة "ستينا إمبيرو" "خالفت قوانين ومقررات الملاحة البحرية وكانت تسير في اتجاه معكوس في دخول مضيق هرمز بعد إطفاء أجهزة التتبع"، مضيفاً أن ذلك رفع احتمال وقوع أحداث مرورية مع بقية السفن.

وجدد المتحدث الإيراني تأكيد بلاده أن عملية الاحتجاز جاءت بطلب من سلطة الموانئ والملاحة الإيرانية، مشيراً إلى أن "الناقلة تجاهلت تحذيرات وحدة بحرية الحرس، وحتى قاومت الوحدة وكذلك تدخلت سفينة البحرية الحربية الملكية لبريطانيا، وأقعلت مروحيتان وبذلوا جهوداً لمنع قوات الحرس من تنفيذ المهمة".

لكنه تابع قائلاً إن القوات الإيرانية "أوقفت الناقلة بحزم وحسم وسرعة وقادتها إلى المرفأ في الشاطئ (بندر عباس) لإجراء التحقيقات اللازمة".

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، على ضرورة "التزام كافة السفن بالقوانين والمقررات الدولية حول الملاحة بشكل دقيق حين العبور من مضيق هرمز والخليج الفارسي"، معتبراً ذلك "ضامناً للأمن والهدوء في هذه المنطقة الاستراتيجية"، بحسب تعبيره.

وشدد على أن "هذه القوانين لا تخص الخليج وحدها وأنها تسري في جميع الممرات المائية في العالم"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه "بالنظر إلى الحساسيات الراهنة الناتجة عن تواجد مستفز وغير مهني للقوات الأجنبية في المنطقة، فإن مراعاة تلك القوانين تكتسب أهمية أكثر".

وحذر شريف السفن والبوارج الأجنبية في الخليج من "أي سلوك استفزازي ومهدد ومتكبر وعدم مراعاة القوانين الدولية"، مؤكداً أن القوات الإيرانية "تمارس السيادة الوطنية في المياه الإيرانية وتنفذ القوانين الدولية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز بشكل صارم".

كما أكد أن القوات المسلحة الإيرانية "لن تسمح أن يلحق أي ضرر بالمصالح الوطنية الإيرانية وأمن المنطقة من خلال التصرفات غير الاعتيادية للأجانب".

وفيما نشر الحرس الثوري اليوم السبت تسجيلات مصورة حول احتجاز الناقلة البريطانية، أكد في الوقت نفسه أنها "باتت في عهدة سلطة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية في محافظة هرمزغان لاستيفاء جميع المراحل القانونية والقضائية".​

واحتجزت البحرية البريطانية الناقلة الإيرانية "غريس 1"، في جبل طارق في الرابع من يوليو/ تموز للاشتباه في أنها تهرب النفط إلى سورية في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن طهران تحاول في بياناتها الرسمية التركيز على حجج قانونية لتبرير الخطوة، إلا أن مسؤولين إيرانيين أكدوا اليوم أن توقيف الناقلة جاء تنفيذاً لتهديدات إيران خلال الأسبوعين الأخيرين، بالرد بالمثل على احتجاز بريطانيا ناقلة النفط "غريس 1" الإيرانية في مياه جبل طارق.

وأشار القائد العام الأسبق للحرس الثوري الإيراني، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام اللواء محسن رضايي، اليوم السبت، عبر "تويتر"، إلى أن قيام بلاده باحتجاز ناقلة "ستينا امبيرو" لبريطانيا جاء ردّاً على توقيف الأخيرة الناقلة الإيرانية في جبل طارق.

وفي الوقت نفسه أكد رضايي: "لا نسعى إلى الحرب، لكننا لن نتنازل عن الردّ بالمثل سواء كان الطرف المقابل هو (الرئيس العراقي الأسبق) صدام أو (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب أو الملكة (إليزابيث الثانية)".
وفي سياق ذي صلة، أقدمت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم، على استدعاء القائم بالأعمال الإيراني لدى لندن، على خلفية احتجاز طهران الناقلة البريطانية. واعتبرت لندن احتجاز الناقلة أمراً "غير مقبول"، ونصحت السفن البريطانية بالبقاء "خارج منطقة مضيق هرمز لفترة موقتة".

قلق أوروبي

في المقابل، طالبت كل من ألمانيا وفرنسا، اليوم السبت، السلطات الإيرانية بالإفراج "فوراً" عن الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "نحث إيران على الإفراج عن... الناقلة وطاقمها فوراً". وأضاف في بيان أن أي تصعيد آخر في التوتر بالمنطقة "سيكون خطيراً للغاية... وسيقوض كل الجهود القائمة لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة الحالية".

من جهتها، قالت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية اليوم إنها قلقة جداً لاحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وأضافت أن مثل هذا الإجراء يضر بجهود خفض التصعيد في المنطقة. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في بيان "علمنا بقلق بالغ باحتجاز قوات إيرانية لسفينة بريطانية... ندين الأمر بقوة ونعبر عن تضامننا الكامل مع المملكة المتحدة".
من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" إثر احتجاز ايران ناقلة النفط، محذراً من أي "تصعيد جديد". وقالت الدائرة الدبلوماسية للاتحاد في بيان: "في وضع متوتر أصلاً، من شأن هذا التطور أن يغذي أخطار تصعيد جديد ويقوض الجهود القائمة لإيجاد سبيل لحل الأزمة الراهنة". وطالب الاتحاد بـ"الإفراج فوراً" عن الناقلة وطاقمها، داعياً إلى "ضبط النفس بهدف تفادي أي توتر إضافي". وشدّد على "وجوب احترام حرية الملاحة في كل الأوقات".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة
ناشطة بريطانية تتلف لوحة بورتريه للورد بلفور بسبب فلسطين (إكس)

منوعات

أعلنت منظّمة بريطانية مؤيدة لفلسطين، الجمعة، أن ناشطة فيها أتلفت لوحة بورتريه معروضة لآرثر بلفور السياسي البريطاني الذي ساهم إعلانه في إنشاء إسرائيل.
الصورة

منوعات

تراجعت مجلة فوربس عن حفل تكريم أكثر 40 امرأة تأثيراً في فرنسا، وذلك بعد حملة تحريض في باريس، على المحامية من أصول فرنسية ريما حسن
الصورة

سياسة

أغلق محتجون مؤيّدون للفلسطينيين اليوم السبت طرقاً خارج البرلمان البريطاني في لندن، مطالبين بوقف فوري للحرب على غزة.

المساهمون